قصة من التراث العربي:-
ولي عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك دمشق ولم يكن في بني أمية ألب منه مع حداثة سنه، قال أهل دمشق:
هذا غلام شاب لا علم له بالأمور وسيسمع منا فقام إليه رجل فقال:
أصلح الله الأمير، عندي نصيحة.
قال:
ليت شعري ما هذه النصيحة التي ابتدأتني بها من غير يد سبقت إليك مني؟
قال الرجل:
جار لي عاص متخلف عن ثغره.
فقال له عبدالعزيز:
ما اتقيت الله تعالى، ولا أكرمت أميرك، ولا حفظت جوارك. إن شئت نظرنا فيما تقول (فإن كنت صادقاً لم ينفعك ذلك عندنا، وإن كنت كاذباً عاقبناك، وإن شئت أقلناك).
قال الرجل:
أقلني.
قال عبدالعزيز:
اذهب حيث شئت لا صحبك الله، إني أراك شر جيل رجلاً.
ثم قال:
يا أهل دمشق، أما أعظمتم ما جاء به الفاسق؟ إن السعاية أحسب منه سجية، ولولا أنه لا ينبغي للوالي أن يعاقب قبل أن يعاتب، كان لي في ذلك رأي، فلا يأتيني أحد منكم بسعاية على أحد بشيء، فإن الصادق فيها فاسق، والكاذب فيها بهات.