أمام القرار1650........ هل يعتبر من لا يعتبر ؟؟؟
اقدم جيش الاحتلال الاسرائيلي على خطوة ترمي إلى تكرس حالة الانقسام الفلسطيني عبر إصدار أمر عسكري يحمل الرقم 1650يسمح بترحيل عشرات الالاف من ابناء شعبنا القاطنين على ارضهم ووطنهم في مدن الضفة الفلسطينية، مما يهدد بتكريس الأمر الواقع الذي تعمل حكومة اسرائيل اليمينية المتطرفة على تعميقه وتحوله إلى خطر دائم،هذا الخطر يستوجب من الكل الفلسطيني بمكوناته السياسية والاجتماعية والقانونية التصدى له بكل حزم وثبات وتحويله إلى ساحة كفاح وطني جديدة من ساحات المقاومة الشعبية المتنامية في مختلف الأراضي الفلسطينية .
كما يتطلب الأمر العمل على فى نفس الوقت لتحريك للمجتمع الدولي الذي لا يجوز له أن يبقى متفرجا مكتوف الايدى امام هذه السياسات العنصرية التي تفوق سياسات نظام الفصل العنصرى فى جنوب افريقيا سابقا , إن ذلك يدعو اللجنة الرباعية وامريكا والاتحاد الاروبى وقبل ذلك كله مجلس جامعة الدول العربية ولجنة المبادرة العربية بان يقفوا موقفا حازما تجاه هذه السياسية التي تحمل مخاطر تجدد مشاهد النكبة الفلسطينية التي تدق ذكراها الثانية والستين الأبواب .
فالفلسطينيون وكما يشهد لهم التاريخ لم ولن يفرطوا بحقوقهم، ويما بعد يوم يؤكدون على قدرتهم للتصدي لمثل هذه السياسات العنصرية ولن يسمحوا بأي حال من الأحوال بأن تتكرر نكبتهم مرة أخرى .
ومن هنا وبناءا على نواجهه من مخاطر ، لا معنى لبقاء الواقع الفلسطينى كما هو عليه من تشرذم وانقسام ، خصوصا مع وضوح الأهداف الإسرائيلية وسعيها لتكريس واقع فلسطيني منقسم على كل الصعد وجعل قطاع غزة الوطن البديل .
إن الواقع الحالى يدعونا ان لا نعفى انفسنا من تحمل مسؤلياتنا فهناك ما يشير إلى أن أطراف فلسطينية تقوم بوعى او بغير وعى بتكريس هذا الواقع عبر خطوات عملية لا تقل خطورة عن الخطوات الاسرائيلية مما يدفعنا للتساءل ؟ ما معنى وجود حكومتان ومؤسسات بديلة،يتم الإعلان عنها كل يوم، من بنوك وشركات بل وجامعات ومعاهد غير معترف بها ، وفرض ضرائب واشكال متنوعة من الجباية التي لم تقر من اى مؤسسة شرعية فلسطينية , ناهيك عن ما يتم الحديث عنه من محاولة تنفيذ احكام اعدام وبدون اى غطاء قانونى او دستورى .
لعل من المفيد امام الخطوة الاسرائيلية ان يدرك الكل الفلسطينى وجهة المخطط الاسرائيلى وعلى العمل لتدارك الأمر والإسراع في التخلص من كل ما يسهم في تعميق الانقسام وقت ممكن، والتوجه الجدي والمخلص نحو انهاء هذه المرحلة البغيظة والذهاب لتوقيع فورا على الورقة المصرية والبدء بتنفيذ اتفاق المصالحة الشاملة وصلا لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية التى تعيد الكلمة الفصل للشعب، إن المعركة الحقيقية اتية لا ريب فيها وهي ستستهدف الوجود الفلسطيني وصولا إلى استهداف الهوية والتاريخ , والتاريخ لن يرحم وليعتبر من لا يعتبر
بقلم/ حجازي أبو شنب
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني