منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    السيناريست يم مشهدي /الأعمال الاجتماعية أقرب إلى ذاتي

    السيناريست يم مشهدي
    الأعمال الاجتماعية أقرب إلى ذاتي
    لا أحب التدخل في عمل المخرج، لكنني أرفض تغيير مصير الشخصيات
    اشتُهرت الكاتبة يم مشهدي بأعمالها الاجتماعية المعاصرة، وبقدرتها البارعة على الغوص بعوالم المرأة، واشتغالها على سرد التفاصيل الحياتية الدقيقة، وتبنيها التيار الرومانسي، والحب بألوانه المختلفة..
    فمن /وشاء الهوى/...إلى /يوم ممطر آخر/... إلى /تخت شرقي / الذي سيدخل سباق رمضان الدرامي القادم... عملت مع المخرجة المبدعة رشا شربتجي في أكثر من عمل...
    «البعث» التقت الكاتبة يم مشهدي .. وتحاورت معها حول أعمالها...

    < لماذا اخترت الأعمال الاجتماعية المعاصرة محوراً لكتاباتك؟
    << الأعمال الاجتماعية الأقرب إلى ذاتي... فمن الصعب أن أكتب أعمالاً بدوية، لأنني بعيدة عن البيئة.
    ومن الصعب أيضاً أن أكتب بكثير من الحرية عن التاريخ، لذلك توجهت نحو الدراما الاجتماعية المعاصرة، لاسيما أنني أتوخى الصدق والشفافية في عرض مشكلاتنا ، والأوضاع الحياتية التي تحيط بنا، في مجمل علاقاتنا مع الأزواج والأبناء، وفي علاقات الحب الشائكة، هذا ما يهمني: الناس والحياة والواقع أكثر من الكتابة عن الملوك والأمراء والعصور.
    < من المعروف أنك تشتغلين على التفاصيل الحياتية الدقيقة وتقتحمين عالم المرأة، فهل تميلين إلى التأطّر بعالمها؟
    << برأيي، الثيمات الأساسية للدراما معروفة، ومتبعة، والتفاصيل الصغيرة التي نعيشها تؤثر بسلوكياتنا ومصائرنا. أردت أن أدخل عالم هذه التفاصيل، لأغوص بشخصية الأفراد... لنعرف كيف نفكر، وكيف نحب وكيف نكره... متى نخسر ونغضب وننسحب ونخاف، هذه التفاصيل هي العامل الأساسي لأزماتنا وانكساراتنا، الإنسان كتلة مشاعر وأحاسيس لايوجد شخص سلبي بالمطلق، أو شخص إيجابي بالمطلق، وإنما هناك أفكار وسلوكيات متعددة ومتناقضة، تكوّن شخصياتنا، وأنا اقتحمت هذا الباب الذي يقودني إلى مفتاح الشخصية والتعبير عنها، في المجتمع توجد شخصيات نسائية وذكورية، والمرأة لا تعيش بمنأى عن الرجل... كثيرون قالوا: إنني أميل نحو الكتابة عن المرأة، لكن التفاصيل مرتبطة بالرجل والمرأة، في مسلسل /وشاء الهوى/ كانت ليلى ورجاء وبالمقابل كان جاد وليث، وفي / يوم ممطر آخر/ بطل العمل عمار- وائل رمضان، وكامل- عبد الهادي صباغ- رب الأسرة، وهو محامٍ ناجح ودارت الأحداث وتشعبت الخطوط الدرامية من خلال بناته الأربع، وعلاقاتهن بالمجتمع، في النهاية أنا لا أبحث عن التأطير، ربما نجحت في التعبير عن هموم المرأة وانكساراتها وآهاتها، وهذا شيء طبيعي كوني امرأة.
    < قلتِ في أحد حواراتك إنك اعترضت على مقولة «نهايات حزينة»، فما سبب اعتراضك؟!.
    << اعترضتُ لأن النهايات ليست حزينة بمفهوم الحزن، وإنما هي نهايات واقعية، وأنا لا أحب النهايات المرسومة مثل الحكايات المكتوبة لأن الحياة قائمة على المفاجآت، ولا بد من وجود منغصات، فنحن معرضون في أية لحظة إلى وقوع كارثة، قد نتعرض لحادث سير يؤدي إلى وفاة أو تشويه أو عاهة، قد يموت فجأة أحد أفراد العائلة.. هل يقصدون بالنهاية السعيدة زواج الأبطال؟!.. لا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد الزواج، قد يحدث طلاق أو خيانة، أو يقع أحد الطرفين بحب جديد.. أنا أكتب عن حقيقة الحياة وواقعنا، عن يومياتنا، لأننا لا نعيش في سعادة مطلقة أو حزن مطلق، لذلك أفضل مقولة «النهايات الواقعية»، ومن مهمتي ككاتبة أن أعرض التساؤلات والمشكلات بغية إلقاء الضوء عليها.
    < وصفت المخرجة رشا شربتجي نصوصك بالصعبة، فهل توافقينها الرأي؟!.
    << أعمالي تعالج حالات إنسانية، ولا يهمني «الأكشن» الواضح، وإنما «الأكشن» الخفي الذي يتنامى مع الصراع الداخلي للشخصيات، هذا ما أريده وهو الأهم بالنسبة إلي، فكما وصفت المخرجة رشا شربتجي نصوصي بالصعبة، أنا أصفها بالسهل الممتنع، فمن الصعب إذا لم يكن المخرج متمكناً من أدواته ولديه القدرة البارعة على تحويل هذا الصراع الخفي إلى مشاهد بصرية تشد المتلقي، أن يحقق المعادلة الدرامية ما بين «الكاتب والمخرج»، إضافة إلى إتقان الممثل دوره وفهمه خلفيات الشخصية، وإلا يصبح المسلسل مسلسلاً إذاعياً.. «الأكشن» نلمحه بالحوار، بحركة الشخصيات، بحركة الكاميرا، ببراعة المخرج في اقتناص اللقطة المناسبة، وقد برعت المخرجة الموهوبة رشا شربتجي بذلك.
    < هل تعزين نجاح مسلسل يوم ممطر آخر إلى عرضه ألواناً مختلفة من الحب؟!.
    <<الحب كان سائداً بأشكاله المختلفة، كامل مع زوجته المتوفية وزوجته الحالية وحبيبته سمر سامي، ابنه عمار الذي يعاني من أزمة عاطفية، ابنته سلاف فواخرجي التي تتعرض للعنف الجسدي من قبل زوجها قصي خولي، سلافة معمار التي تتزوج من حبيبها المسيحي، ويتعرضان لرفض المجتمع، فيهاجران كحل للمشكلة.. إلا أن المسلسل لا يعبر عن التيار الرومانسي في حياتنا فقط، إذ لم يكن بعيداً عن مشكلاتنا، تطرقتُ إلى أزمة الحياة والتي عانيتُ منها كثيراً حينما كنت أقطن في جرمانا، وإلى أزمة المواصلات والضائقة المالية التي يعاني منها كثيرون، وقد نجحت المخرجة رشا شربتجي في إظهار الصراع النفسي والعاطفي الذي تعيشه الشخصيات، ونجاحه يعود إلى كل العوامل، إلى النص والإخراج، الممثلين والموسيقا التصويرية والفريق الفني والإنتاج.
    < ما الأسرار التي سيبوح بها تخت شرقي، ولماذا أسميته بتخت شرقي؟!.
    << يعالج «تخت شرقي» تفصيلات كثيرة لحالات إنسانية مختلفة، ناقشت فيه بالدرجة الأولى فكرة عدم إصدار أحكام مسبقة على أية شخصية، إذ تناولت فيه عدة شخصيات من جنسيات مختلفة وبيئات متعددة في سورية، لكن من وجهة نظر مختلفة عن النظرة السائدة في أعمالنا الدرامية، على سبيل الذكر كتبت عن شخصية الفلسطيني الذي يعيش حياة اجتماعية هادئة بعيداً عن النضال والمقاومة، عبر تساؤلات كيف يحب ويعمل ويفكر، عن اندماجه بالمجتمع السوري، فهو جزء من مجتمعنا، وليس بالضرورة أن يعيش العشوائيات ومناطق المخالفات، وركزت على بطل العمل، وهو طبيب فلسطيني، وتعمدت أن يكون أشقر، إذ ارتبطت بأذهاننا وفي أعمالنا السابقة، أن الفلسطيني يكون أسمر اللون يعيش في المخيم ويضع «السلك»، ويشارك في العمليات الفدائية، أردت أن أغوص بعوالم الشخصيات، بسلوكياتهم، بمشاعرهم الوجدانية، وأقدم كاركترات لا تتعلق بالجنسية والمنطقة مسبقاً.
    وفي منحى آخر تعرضت بجرأة إلى العلاقات المتعددة لدى النساء وإلى الخيانة بأنواعها، خيانة الأصدقاء، الخيانة الزوجية من قبل الرجل والمرأة، وإلى الفساد بأشكاله المتداولة مثل الرشوة.. باختصار المسلسل يطرح تساؤلات كبيرة نعيشها تدور أحداثه من خلال أربعة شبان في سن الثامنة والعشرين، ارتبطوا بعلاقة صداقة قوية أثناء دراستهم، يلتقون يوم الخميس في المقهى، يتحدثون ويلعبون الورق، وتنشأ حولهم علاقات وصراعات.
    أما سبب تسميته «تخت شرقي» فيعود إلى المعنى الموسيقي، هذه النوتة التي تربط بين مجموعة آلات، هي ذاتها العلاقات التي تربط بين الشخصيات وواقعنا الحياتي، حياتنا أشبه بمقطوعات متناغمة، تعزف فيها آلات مختلفة، تحدد مفاهيمنا وسلوكياتنا وعلاقاتنا الخاصة والحميمة ومشكلاتنا العاطفية.
    < صرحت بأنك لا تمانعين إضافات رشا شربتجي، في حال حدوث خلاف بينك وبين أي مخرج هل تلجئين إلى القضاء؟
    << المخرجة رشا شربتجي أضافت إضافات لا تسيء إلى العمل، ولا تغير من مصير الشخصيات، وبالنسبة لمخرجة مثل رشا شربتجي يُعرض عليها الكثير من النصوص، فإذا لم تقتنع بنصّي 95٪ لا تقبل بإخراجه - أنا متأكدة أن إضافاتها تصب بمصلحة العمل، ويوجد بيني وبينها تعاون، فإذا أرادت تغييراً جذرياً، نجتمع معاً ونتناقش ونتوصل إلى حل مشترك.. أنا أعترض إذا حذف المخرج بعض المشاهد أو غيّر في مصير الشخصيات أو أضاف إضافات قد تؤدي إلى فشل العمل فألجأ إلى الإعلام والرأي العام، ولاألجأ إلى القضاء لأن المسلسل عرض وشاهده الناس وانتهى الأمر، لكن من حقي أن أدافع عن نفسي بالطريقة الأنسب بالنسبة إليّ..
    < هل أنت راضية عن إخراج أعمالك؟
    << إلى حد كبير أنا راضية عن إخراج أعمالي.. فمن المستحيل أن يحقق المخرج نسبة 100٪ من طموحاتي وأفكاري، فأي شخص يقرأ روايةً ما يتخيلها كما يشاء ووفق ميوله وأهوائه، وهكذا المخرج يتبنى العمل وفق رؤيته الخاصة، وأنا أحترم تصورات المخرج سواء بعملي مع المخرجة رشا شربتجي، أو مع المخرج زهير قنوع الذي أخرج /وشاء الهوى/ وقدم تجربة إخراجية جميلة جداً وجديدة، وتعتمد على تقنيات ومفردات إخراجية حديثة.
    < هل تشاركين باختيار الممثلين وانتقاء أماكن التصوير؟
    << أنا أؤمن بأن النص حين يسلم إلى المخرج، فهذا يعني أنه خرج من عباءة الكاتب، وتحول إلى إدارة المخرج، فهو القائد الأول والأخير للعمل، ومن طبيعتي أنني لا أحب التدخل بعمل أحد، ولا أقحم ذاتي بشيء ليس من اختصاصي..
    < برأيك هل ستحافظ دراما هذا العام على نجاحها؟
    << من خلال متابعاتي وقراءاتي عن الأعمال التي ستعرض في رمضان القادم لا حظت التنوع ما بين الكوميدي والاجتماعي والتاريخي والبدوي، وأعتقد أن الدراما السورية ستحافظ على نجاحها وتألقها، ما دامت لا تركز على النجم الواحد وإنما على البطولة الجماعية.

    حوار: مِلدة شويكاني

    http://www.albaath.news.sy/user/?id=889&a=79977

  2. #2

    رد: السيناريست يم مشهدي /الأعمال الاجتماعية أقرب إلى ذاتي


    حوار رائع
    سننتظر المسلسل في رمضان
    إذا سمح الوقت بذلك
    كل الشكر

المواضيع المتشابهه

  1. سأحمل روحي على راحتي/لشهيد عبد الرحيم محمود
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى تسجيلات الفرسان المسموعة والمرئية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-09-2016, 02:39 AM
  2. سيرة ذاتية للكاتب و السيناريست والمُعد المصري وائل مصباح
    بواسطة وائل مصباح في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-12-2012, 08:30 AM
  3. بلادُ العُربِ مَهدي
    بواسطة المحامي منير العباس في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 03-29-2010, 01:05 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-02-2009, 11:17 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •