شعر وقهوة - الحلقة 24
--------------------------------------------------------------------------------
القهوة.. : عين الحلوة
عين الحلوة
هو مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان
ولكن عين الحلوة ..هي أيضاً تلك العين الحلوة الحلوة ولا أحلى , تلك العين
التي يسكنها الله والدمع والأمل وتراب الوطن والحلم وصدء المفاتيح المعلقة على أسلاك الغياب
هي عين زينب بنت عبد الله..
وعبد الله هذا
كما قال عنه الشاعر العربي الكبير مظفر النواب
مات ما كان لنا و.. ق.. ت ندفنه
فتركناه هكذا بلا دفن بلا كفن بلا وطن
وظلت عين الحلوة زينب
مع عيون كثيرة..
عيون جائعة للفرح
جائعة للرغيف
وجائعة للوطن...تنظر وتنتظر وكلما جف الدمع بقى في العين من الملح ما يوقظ الدمعة الآتية
و زينب "هناك في ازقة المخيم
في قلب الهمِ والعتم.. والوجع تتصبب عرقاً وخوفاً
لا من شيء..
وإنما من فجر قادم
يوقظ عيون الجياع.. هناك!!"
الشعر: عين الحلوة
تصحو زينب
قبل النجم
قبل عصفور المئذنة
تتوضأ بنقاط الطل
تعطيها النسمة منشفة
والضوء يأتي مرتبكاً
كجناح العصفور
******
تهتز الخيمة كالمركب
تبكي زينب حتى تتعب
وتدور حول الصغار
وتلف وتدور
*****
من أين طحين تطحنه.؟!
من أين عجين تعجنه.؟!
من أين بالفرحِ تأتي.؟!
والفرح مكسور
وتظل أبداً تلف
وتظل تدور
والصبح يشتعل هماً
والعرق زيتاً يتصبب
معجوناً بالنور
*****
وزينب أبداً لا تغضب
لكن للوجع تتأهب
ثم تبكي حتى تتعب
وتلملم
حبات الدمع
كشظايا البلور
تخبز خبزاً
أشهى وأطيب
من طعم الصخور
ثم تنادي
يا أولادي
باسم الله
إصحوا
إصحوا
إصحوا جاء النور..