-
الصوفيـــــة بين الوهــــــم والحقيقـــــة
الصوفيـــــة بين الوهــــــم والحقيقـــــة
مما لا شك فيه أن العقل بحاجة الى اهتمام بالغ، ولا يتحقق ذلك إلا عبر إثرائه بكنوز معرفية لا حصر لها، ودعمه بفائدة ثقافية من مجريات الحياة المختلفة وإعمال البحث المستمر واقتحام مدارك العقل وتزويده بالوعي والفهم بكل تصوراته واتجاهاته المختلفة.
ويأتي كتاب الصوفية بين الوهم والحقيقة كنزاً من كنوز المعرفة فهو قراءة ومقارنة ومحاكمة موضوعية وتنوير بين الايمانية والعقل وبين الزهد والتواضع، والمشاهدة بين الخيال وعالمه واحتمالاته بحوار فكري منفتح متحضر.
يتألف الكتاب من مقدمة بقلم الباحث يوسف مصطفى، تلاها إيضاح يوضح أهمية هذا الكتاب في التعريف بالصوفية مصدراً وبحثاً وبالمتصوفين مع استعراض لبعض الزهاد الذين عاشوا في عصر ازدهار التصوف.
وتحدث في الفصل الثالث عن معنى الصوفية في اللغة العربية والإسلام.
وفي الفصل الرابع وقفة مع تراجم بعض متصوفي القرون الهجرية التالية منهم ما عجز عن فهمه الناس واكتفى الكاتب بالحديث عن أحد عشر متصوفاً بتقديم ترجمة مختصرة لكل واحد منهم مع فقرات من أقوالهم وأفعالهم.
وتحدث في الفصل الخامس عن تصور اثنين من القرن الثاني الهجري هما ابراهيم بن أدهم الذي بالغ في الزهد ورابعة العدوية التي هي الرائد الأول لنوع جديد من التصوف وهو العشق الإلهي.
وتعلّق الفصل السادس باثنين أمضيا حياتهما في القرن الثالث الهجري وهما أبو زيد البسطامي الذي لقي في سبيل الله ما لا يمكن وصفه والحسين بن منصور الحلاج، الذي كانت حياته مليئة بالأسفار والأسرار وانتهت بمأساة أذهلت جمهور العلماء والمتصوفين.
وتناول الفصل السابع متصوفي القرنين الخامس والسادس ومنهم أبو عيد الرحمن السلمي وهو نقال الصوفية وراوي أخبارها ومبالغ في تفسيرها وهذا يبين ما كان يجتاح البلاد من أقصاها الى أقصاها في الحرب والسياسة والاقتصاد والفكر والعقائد.
وتحدث الفصل الثامن عن مفردات التصوف عند تسعة منهم وكيف ضعفت العلات بين الفكر الإسلامي الأول وبين الأفكار الجديدة مع ازدياد البعد عن الأصل والشطح الناجم عن الخطأ.
وناقش الفصل التاسع أهم العقائد الصوفية بنقد لمفردات الفكر عند هؤلاء الصوفيين ممن مارس أسلوب الشطح.
وانطوى الفصل العاشر على تعريف لتعابير اختطفها الصوفيون في المنزلة من محطات التصوف كالتوبة والمجاهدة والخلوة والتقوى والورع والزهد والصمت والخوف والعبودية.
واذا كانت الفصول السابقة تتضمن تتبعاً وتحليلاً لما قرأه المؤلف عن الصوفية والمتصوفيين، كما يقول فإن الفصل الختامي يتضمن انطباعات المؤلف التي قال عنها انها عرض لا فرض ومحاكمة لا حكم.
إن هذا الكتاب يقدم دراسة تصويبية في التراث والفكر عبر اطار من المعاصرة والحداثة في التنوير العقلي التراثي.
محمود هاشم محمد الكحيل
الصوفية بين الوهم والحقيقة
المؤلف المحامي الدكتور أحمد عمران الزاوي
الناشر: دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى