كان يراها في ليالي الشتاءِ الباردة راقدةً على باب المسجد و إلى جوارها طفلة صغيرة تدلُ ثيابها الرّثة
على حالتها المُزرية ويروي وجهها الملائكيُ حكاية طفولتها البائسة , ترفعُ بصرها إلى الأعلى و تمدُ يدها
إلى الأسفل لُتُفهم الناس بفطرتها أن أصل الرزقِ من السماء فلا مِنةً و لا فضل فيما يتصدقون به, تُرتل
بصوتٍ مُرتجف (وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ ) تُخاطب ضمائرهم تُحاول إيقاظ نخوتهم تُنادي بقية إيمانهم
لكن أكثرهم يغضُ الطرف عن عرض السماء المُربح , فالقلب في غُلف والروح في مرض والنفس أسيرة
الأنا , أما هو فكثيراً ما يُسارع إلى الإحسان إليها بعد أن سمعها ذات ليلة تدعو عليهم دعوةً تفتحت لها أبواب
السماء فأصابهم ..... الطاعون