في دعوة يائسة أمسكُ ساعة الزمن

وأمدّ يداً جلدَها الدهر

وأكل اللّيل من ثمار نورها

حتى انطفأتْ..

تاركةً خلفها مساحات شاسعة

تشي بعطر الماضي وتاريخٍ حافلٍ بدموعٍ

قد دنتْ قطوفها والأوجاع أتتْ أكلها لا محالة ..

ألبسُ ثوباً من الانتظار

وأتزين بعقدٍ من شتائم حبّ مضتْ وربمّا لن تعود..

ولفرط سوادٍ أربَك في ذلك اليوم حتى نهاري..

بدا العالم وكأنه يحتفي بوجعٍ ويشيّع معي

جثمان حبّ يحيى وكأنه شهيد !

قد يكمن السر في أننا خلقنا تعساء

نعشق

الحزن

والقهر

بكلّ ألوانه حتى ساعات الفرح

نتعاطف ونبكي ..!

في ركنٍ ما تركتُ وسادةً تحكي

للفراغ قصتي وتعثّر ذاتي بين أمواج الظلام المتكدس حول

ليالٍ حالكات..

تنضج فيها الشهب

فتتساقط طازجة على أشرعةٍ عانقت ** البحر

وما ذاقت منه غير ملوحةٍ مجردة!

أقول:

إنّ أسوأ ما في الحياة

هو أن تصل متأخراً

عن أملٍ كان بانتظارك في محطةٍ أخرى

حيث كانت وجهتك بعكس** اتجاه التيار..

فتسلب القاطرة منك وهج الحياة

وبريق الأمل

وتصفعك رياح الحقيقة المتأففة دوماً في وجهكَ

بضجرٍ وازدراء..!

وأنتْ..

بين كل تلك الفوضى

من الاختناقات اللغوية تجلسُ كالعادة متهيأ لرحيلٍ متوقع

تشبه جنديّاً قد اعتاد على التنقل مابين الجبهات..

تطيل النظر في وجه براءتي

وتنتزع بكل سهولةٍ

جذور حبّ وكأنك تقتلع سوسةً

أو مرضاً تكدّس فيك وكبرَ حتى شاخ

مع قلبك الذي كنت أقول عنه دوماً جنتي الخضراء !

لستُ أعلم على أي أرض تدوس أقدامك الآن

وهي ما وطئت أرض واقعي يوما,ً

ولست أدري

أي فتى تعانق وأيّ كأس تعاقر

كي تنساني أو تحاول جاهداً تجاهلي !


هل يزداد حنينكَ إليّ

فتضمّ ذكراي فيك بقوة احتضان عاشقٍ كما كنت تفعل في كلّ لقاء؟

أم لازلت مهووساً بزى يحملُ عطري وكنت دوماً تسألني:

أيّ عطرٍ ترتديه..

وأيّ سحرٍ تحمله..

وأيّ فاكهة في قلبي تثمرها..!

أبتسم لك..

فتتفتح على شفتيك ابتسامةٌ

تحفر في وجنتيك غمازتين كأنك كنت تشرع لقلبي

أبواب فرحٍ زوادة لشتاء

لا يحمل غير الدفء بين راحتيك.. !

صدقني

موجعٌ جداً أن أبحثَ

عن وطنٍ ضائعٍ كطفلٍ رضيع وفي زحمة بحثي

أفقدك أنت

لتزيدني حمولة فوق أكتاف قلبي

وتتكاثر سموم البرد على صدري

ولا أجد منفذاً يخرجني من هذا المأزق سوى حروفٍ

مقتضبة أكتبها أليك بعينين أتعبهما طول النظر

على مقبض الباب وهو لازال ساكناً !

أتدري؟

الآن فقط يمكنني النوم بعد أن انتهى موعد قدومك..

قد آن للجفنِ أن يلتقط بعض الراحةِ

وللشفتين بعض الهدوء..

فما عاد هناك داعٍ لضجيجٍ نحو الفراغ..

أترك لك قبلةً فوق سطح غيابك..وأغفو..!