عشق مصفى
جروح الدهر بالآمال تشفى
ويبقى الصدر للأسرار مَشْفَى

أرى جسدي تحاصرني بنصف
بدايته وتطلق منه نصفا

أنا المأسور في بدني وروحي
تحاول أن ترى لليل سقفا

وفي الصلصال فلسفتي تماهت
فجاءت نشأتي للنفس جُرْفَا

بمرآتي أخوض كسور قلب
وظلي عن شتات الروح شفَّا

وما للقلب من وتر جريء
إذا الخفقات لم تسعفه عزفا

لمن تسعى الخوابي والليالي
لرابية الشروق تقيم حتفا؟

فهل تختل أجنحة الأماسي
إذا الميعاد خان الصبح طرفا؟

يغادرني الذهول على جناح
ويرجعني الشرود إليكِ زحفا

كأن الصبر يطلبه قميصٌ
من الذئب القديم دماه تُعفى

وفي كم الأسى يعقوب حزني
يقوم وفي يديه الجرح أغفى

أعالج غربتي بفؤاد أنثى
صريح من هموم الأمس معفى

بحارات الخيال تبعت لحنا
فكان الناي للسلوان منفى

وشعري سائر في وصف حظ
على شرفاته الماضي تحفى

إلى امرأة تراودها ذراعي
تعالي فالمسافة رمشُ زلفى

بأي وسيلة صادرت قلبي
فجاد بنبضه سرا وأخفى

نبيذ الحب من شفتيك أنقى
وقلبك من رحيق المزن أصفى

نهارك رغم منخفض التنائي
من القطب القديم يدور أدفى

تعالي تحت جنح الشعر نورا
نسيتُ بصفحة التقبيل حرفا

فأنت قصيدة ما زلت فيها
أردد: إنك الأمل المصفى