منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    يقول مثل شهير: سكت دهرا ونطق "كفرا"..

    يقول مثل شهير: سكت دهرا ونطق "كفرا"..

    وأنا أستخدم هذا المثل للتعبير المجازي، وليس لاتهام أحد بالكفر، فهذا الحكم ليس من اختصاص البشر.. إنها فقط ضرورات التعبير واستخدامات اللغة، فلسنا نتحدث إلا في السياسة، وفي السياسة كلنا إخوة ومواطنون مهما اختلفنا وتعارضت وجهات نظرنا..

    25 أكاديميا، منهم 5 سبقت أسماؤهم ألقاب "الأستاذ الدكتور"، والـ 20 الباقون سبقتها ألقاب "الدكتور"، يؤصلون إلى ثقافة العصبية بكل تداعياتها العشائرية والقبلية، بأكاديميتهم التي يفترض أن تكون المدخل إلى ثقافة الفكرة ومتطلباتها، وليس إلى ثقافة العصبية وتداعياتها، في رسالة رفعوها إلى الملك..

    ومع اعتزازنا بالمطالب الإصلاحية الخجولة والمتدثرة بدبلوماسية ورزانة الأكاديمي عندما ينتقد، والتي وردت في الرسالة التي رفعها هؤلاء إلى الملك، إلا أننا لا نملك إلا أن نُبدي استغرابَنا الشديد من البند الغريب الذي ختم به هؤلاء الأكاديميون رسالتهم..

    فقد جاء في البند السابع والأخير ما يلي:

    سابعا: إننا بحاجة كأردنيين إلى ميثاق تطرحه العشائر الأردنية ينبثق عنه مؤتمر وطني نلتزم به في بناء الدولة الأردنية الحديثة..
    وفي الوقت الذي نعترف فيه بوجود مكونات أُخرى للمجتمع، لكننا نعتبر هذه المكونات لها تطلعاتها وبرامجها ومن يمثلها ويطرح باسمها..
    ونود أن نُذكّر بأن مستقبل القضية الفلسطينية لا زال غير واضح، حل الدولتين أصبح أكثر بعدا، ما يستدعي مواجهة صلبة لمشروعات التوطين وتعزيزا أقوى للوحدة الوطنية لإحباط هذه المشاريع التي تستهدف الشعبين الأردني والفلسطيني معاً.

    وما يهمنا في هذه الخاتمة الغريبة المريبة هو فقرتيها الأوليين، متجاوزين ما ورد في فقرتها الأخيرة من إعادة اجترار لفكرة التوطين بالشكل الممل الذي لم تعد له أيُّ قيمة في ظل التحليل الدقيق للتاريخ المشبوه لهذه الفكرة الأسطورة، منذ زرعها "عدنان أبو عودة" في عقول الأردنيين عام 1970..

    فهؤلاء الأكاديميون الذين خبروا الحياة والعلم والعلماء والفكر والمفكرين والمعرفة والفلسفة، وعرفوا قوانين علم الاجتماع، وقواعد حركة التاريخ – أو هكذا نفترض بموجب أكاديميتهم – يدعون وبمنتهى الصراحة والوضوح إلى إعادة إنتاج الأردن من منطلق عشائري وبإرادة العشائر وبرؤيتها لما يجب أن تكون عليه الدولة ومستقبلها..

    لا بل إنهم يجعلون حاجة الأردنيين كافة، هي مبرر دعوتهم إلى مؤتمر وطني عشائري يتم الالتزام بمخرجاته في بناء الدولة الأردنية الحديثة..

    (عشائرية وقبلية وحداثة!!!!!!!!!! في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، معادلة غير مفهومة على الإطلاق)..

    أي أنهم اختزلوا الوطن والدولة والاقتصاد وأزمة الهوية وشكل النظام المدني.. و.. و.. في رؤية عشائر الأردن لما يجب أن يكون عليه المستقبل..

    ويتعطف هؤلاء بالاعتراف بطريقة توحي بالانتقاص والتقاليَّة، بوجود مكونات أخرى للمجتمع، لكنه وجود لا يشير من خلال أسلوب الاعتراف به المفعم بروح الاهانة والتتعالي، إلى أن له قدرة أو حق التأثير على كون المستقبل هو ما سيقرره ذلك المؤتمر الوطني العشائري وحده!!!!!

    فالمؤتمر العشائري الذي تتم الدعوة إليه هو الذي سيحدد ما يجب على الأردنيين أن يلتزموا به، رغم الاعتراف بهذه المكونات الأخرى وبرامجها ورؤيتها، مادام هذا الاعتراف لم ينتج لدى هؤلاء الأكاديميين الداعين إلى المؤتمر ما يبرر إشراك هذه المكونات الأخرى في تحديد مستقبل الوطن جنبا إلى جنب مع العشائر التي ستعقد المؤتمر!!!!

    لن أعلق على غرابة أن يصدر كلام مُفعم بالعصبية والعشائرية وتقسيم المجتمع وإقصاء الآخر المعترف به من أفواهٍ أكاديمية محترمة، يعقد عليها الناس آمالهم في رسم مستقبل مشرق للوطن..

    ولا على الاستعلاء الكامن في اختزال الأردن إلى رؤية عشائرية في مؤتمر عشائري يحدد مستقبل الوطن ويتم الالتزام به من قبل جميع الأردنيين في عملية ضرب لكل الرؤى الأخرى بعرض الحائط..

    ولا على الأسلوب المَعيب عند التحدث عن المكونات الأخرى للمجتمع بشكل يوحي بأنه موجودة وفقط، وكأن وجودَها هذا ليست له أيُّ قيمة في تحديد مستقبل الوطن، أي أنها مكونات أخرى ليست إلا صفرا على الشمال..

    ولن أعلق أيضا على توقيت هذه الدعوة المريبة لمؤتمر عشائري وطني يهدف إلى تحقيق تلك الغايات الاختزالية والإقصائية على أسس عصبية لا يمكنها أن تؤسس لدولة مدنية على الإطلاق، بقدر ما تمهد للصدام والاعتراك الداخلي..

    ولكني سأكتفي بالتذكير بأن نوعا شبيها جدا بهذه الدعوة، انتشر على نطاقٍ واسع في الفترة التي سبقت أيلول من عام 1970..

    ومن يعود إلى تلك الفترة سيكتشف أن مؤتمرات عشائرية مثل مؤتمر "سحاب" ومؤتمر "صويلح" وغيرها، كانت هي المعاول التي زرعت الأسافين بين مكونات الشعب الأردني ليظهر فيه من يدافع عن وظيفية التحالفات الطبقية الحاكمة وبرامجها المشبوهة، باسم العشيرة الأردنية التي بدل أن تكون سيفا للحق في وجه الباطل، استخدمت سيفا للباطل في وجه الحق..

    كان الأجدى بتلك الثلة من الأكاديميين المحترمين أن تدعو إلى مؤتمر وطني تشارك فيه كل فئات وفعاليات وقوى الشعب الأردني، لوضع الخطط الجادة والسلمية والآمنة لإجبار النظام على تنفيبذ إرادة الشعب وتحقيق المطالب التي جاءت في البنود الستة الأولى من الرسالة، كي يتم ضمان التوافق الوطني والوحدة الوطنية الحقيقية، وتجنب الانزلاق إلى ما لا تحمد عقباه من توترات وانفجارات مجتمعية غير مأمونة النتائج، في مواجهة الاستعلاء الوظيفي والتغول الأمني..

    ولكن على ما يبدو أن للوحدة الوطنية وللوطن وللمواطنة عند هؤلاء معانٍ ومفاهيم أخرى، تصب في خدمة أجندات تثير القلق، أعاذنا الله من شرها، وعافانا من مغبة انخداع الشعب الأردني بها وانزلاقه إليها..

    كم نتمنى أن نكون مخطئين، وأن تكون صياغة تلك الرسالة على ذلك النحو في بندها السابع الأخير الذي أفقد بنودها الإيجابية الأولى قيمتَها الوطنية، مجرد كبوة حصان وهفوة عالم وزلة قلم من غيور حريص، خانه التعبير فقط، ليعود عنه ويعدله نحو الأصوب عندما يجد من ينبهه إلى زلته..
    ابدأ بالضروري ثم انتقل الى الممكن تجعل نفسك تصنع المستحيل

  2. #2
    معك في وجهة نظرك هذه
    ولك التحية أستاذ أسامة

  3. #3
    هذا نص رسالة الملك" فيصل بن عبد العزيز" إلى الرئيس الأميركي "جونسون" قبل حرب 1967: وهى وثيقة حملت تاريخ 27 ديسمبر 1966 الموافق 15 رمضان 1386، كما حملت رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودي: "وهي منشورة فى كتاب "عقود من الخيبات"، للكاتب "حمدان حمدان"، الطبعة الأولى، 1995، عن "دار بيسان"، على الصفحات من 489 إلى 491".

    يقول الملك فيصل بن عبد العزيز، في نص رسالته:

    "من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس، ومما عرضناه بإيجاز، يتبين لكم أن مصر هى العدو الأكبر لنا جميعا، وأن هذا العدو إن ترك يحرض ويدعم الأعداء عسكريا وإعلاميا، فلن يأتى عام 1970 كما قال الخبير فى إدارتكم السيد "كيرميت روزفلت"، وعرشنا ومصالحنا فى الوجود، لذلك فإننى أبارك ما سبق للخبراء الأمريكان فى مملكتنا أن اقترحوه، لأتقدم بالاقتراحات التالية:

    أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولى به على أهم الأماكن الحيوية فى مصر، لتضطرها بذلك، لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة لن يرفع بعدها أي مصرى رأسه خلف القناة، ليحاول إعادة مطامع "محمد على" و"عبد الناصر" فى وحدة عربية، بذلك نعطي لأنفسنا مهلة طويلة لتصفية أجساد المبادئ الهدامة، لا فى مملكتنا فحسب، بل وفى البلاد العربية ومن ثم بعدها، لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية اقتداء بالقول: ارحموا شرير قوم ذل. وكذلك لاتقاء أصواتهم الكريهة فى الإعلام.

    سوريا هى الثانية التي يجب ألا تسلم من هذا الهجوم، مع اقتطاع جزء من أراضيها، كيلا تتفرغ هى الأخرى، فتندفع لسد الفراغ بعد سقوط مصر.

    لا بد أيضا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة، كيلا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك، وحتى لا تستغلهم أي دولة عربية بحجة تحرير فلسطين، وحينها ينقطع أمل الخارجين منهم بالعودة، كما يسهل توطين الباقى فى الدول العربية.

    نرى ضرورة تقوية "الملا مصطفى البرازاني" شمال العراق، بغرض إقامة حكومة كردية مهمتها إشغال أي حكم فى بغداد يريد أن ينادي بالوحدة العربية شمال مملكتنا فى أرض العراق، سواء فى الحاضر أو المستقبل، علما بأننا بدأنا منذ العام الماضي "1965" بإمداد "البرازاني" بالمال والسلاح من داخل العراق، أو عن طريق تركيا وإيران.

    يا فخامة الرئيس إنكم ونحن متضامنون جميعا، سنضمن لمصالحنا المشتركة ولمصيرنا المعلق، بتنفيذ هذه المقترحات أو عدم تنفيذها، دوام البقاء أو عدمه.

    أخيرا انتهز هذه الفرصة لأجدد الإعراب لفخامتكم عما أرجوه لكم من عزة، وللولايات المتحدة من نصر وسؤدد ولمستقبل علاقتنا ببعض من نمو وارتباط أوثق وازدهار.

    المخلص: فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية..
    ابدأ بالضروري ثم انتقل الى الممكن تجعل نفسك تصنع المستحيل

  4. #4
    السياسات تتغير.. ويجب الا ننسى أن حرب 73 كانت بقيادة السادات الذي كان واضحا أنه سوف يخرج مصر نهائيا عن الخط القومي الناصري ويدخلها في خط الانفتاح الرأسمالي الأميركي ويضمها إلى عباءة البترودولار ال...خليجي بزعامة السعودية، وهو ما كانت تريده السعودية، ولم يكن بوسعه أن يفعل ذلك بدون ثمن يقنع المصريين، وليس أقل من استرجاع سيناء ثمنا لذلك.. وكان على السعودية أن تدعم السادات بموقف كقطع البترول.. أما بالنسبة للتأكد من الرواية.. فأظن أن الرسالة موثقة بقدر يكفي للرجوع إلى كافة المصادر المذكورة للتأكد.. فحتى رقم المستند في وثائق رئاسة الوزراء السعودية مذكور.. ويمكن الرجوع إليها إذا كانت هناك طريقة..
    ابدأ بالضروري ثم انتقل الى الممكن تجعل نفسك تصنع المستحيل

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-13-2012, 08:03 AM
  2. سوريا: الأسد يقول إن المعركة الحالية "ستحدد مصير البلاد"
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-05-2012, 02:06 AM
  3. كلهم يطلبون "هات" ولا أحد يقول "خذ"::
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-21-2010, 06:04 PM
  4. "إعصار نار" يجتاح حقول وغابات البرازيل
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-26-2010, 07:26 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-25-2009, 04:26 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •