قصتين في واحدة...
كل يوم..........
كل يوم تجلس في مقعدها ذاته,في نفس الموعد وفي ذات المجمع القريب من منزلها...
كل يوم تجد وجوها جديدة تستغرب كيف تتجدد باستمرار ولا تتكرر!
الصمت الصباحي ورائحة الهواء البكر يتخلل رئتيها ليعطيها شعورا مفرحا بعض الشيء...
لا تبدو أنها مستعدة للحديث مع أحد فملامح وجهها الذي يشي بامرأة في منتصف العمر يعطي امتعاضا تحاول أن تخفيه بفشل.
تراقب الوجوه والحركات بهدوء يخفي بركانا...
نظراتها تحكي وتقلع ما لا تحب من الساحة ...ترسم بملامحها إشارات الاستفهام في كل وجه...
تحفز المارين للسؤال:
-امرأة وفي هذا السن وفي هدوء قاتل؟
ربما كان سؤالها هي لنفسها...
طال الوقت في هذا اليوم...
كنت كل يوم أراقبها لأجد إجابة لسؤالي....
دخلت المقهى ..طلبت فنجاني قهوة..
شربت احدهما...
استأذن احدهم في الجلوس..شربه باردا تحدث قليلا ..ومضى...
ترك لي سؤالا أكبر.....
*******************
لقاء ٌ عابر..
خرجت لا تلوي على شيء,ذلك لأن شحنتها العاطفية قاربت على النفاذ!
لأن حبرها على الورق قارب على الجفاف..ربما وجدت في الوجوه جديدا...
ملت من المطالعة للأحرف الرتيبة...
كان مجمعا فارغا إلا من محتواه وبعض موظفين النظافة والأمن ..شعور جميل أن نتجول في هدوء تام وعلى صوت القران الكريم...
تجولت بنظرات ملؤها الملل الحزين...
غطت روحها بغلالة من الابتسام...
لمحها من بعد...كان جالسا في مقهى ...
-وسيم في غاية الوسامة..
-في نفسك شيء أريد أن اعرفه...
-لا أريد أن اكلم أحدا..لا شيء في هذه الحياة يغري بالمزيد...
-ماذا لو دعوتك لفنجان قهوة؟ سوف نسري على أنفسنا الكون أوسع من أن نجعله بهذا الشكل القاهر
-ربما وربما من غير الطبيعي أن اجلس مع مجهول,كانت تكفيني منك تلك النظرة الرائعة لأرضي بها كبرياء امرأة..
انصرف....
أم فراس 8-2-2009