|
محاكمة المندس؟!!
يدان قويتان , ظننتُ أنهما من الأيادي الأمنية ,, تسحباني من شاشة الكومبيوتر.. أدركتُ بعد ذلك أن تلك اليدين هما :
- يـــد فراس الحكيم
ـ و يد عبدالله مرهف الخاني
و لكنني مع ذلك لم أدرك إلى الآن أن ما حصل معي أ هو حقيقة أم منام أم حلم يقظة ...؟؟!
إلا أنني و بكل تأكيد واقف الآن أمام الإمبراطور أبو فراس و الإمبراطورة أم فراس للمحاكمة بعد أن ساقتني اليدان رغماً عني و رغم أنه لا يبدو على فراس و عبدالله أنهما من شَبـِـيْحَة الإمبراطورية , لكن تلك السواعد الفتية تنبئ أنهما كانا يلعبان الكونغ فو , أو الملاكمة , أو حتى التيكوندو ...
وبعد لحظات قام أحدهم بربط أخمص قدمي , لا أدري لما كان متوتراً وشبه عابس , و كانوا ينادونه عبدالرحمن أظن أنه ابن مرهف, لقد أحكم بي الوثاق الغليظ , و بدأت ساعدا فراس و عبدالله القويتان تشدا الحبل الملفوف على بكرة معلقة بالسقف لترفعاني , فيصبح رأسي متدلياً للأسفل , إلى الآن لا أدري ما هو جرمي , و كانت إحداهن من بعيد قد أطلقت قهقهة غريبة , مشيرة إليّ , و صاحت : انظروا إليه إنه كفروجة (الفرخة) الجاهزة للسلخ و التقطيع ..
و هنا ضربت الإمبراطورة بصولجانها الأرض فعم الصمت , و قالت الإمبراطورة لها : يا ظهيرة قهقه أخرى و تخرجين من قاعة المحاكمة...
و هنا لا شعورياً توجهت قائلا للإمبراطورة أم فراس : يا أمي الفاضلة أرجو أن تسرعي في محاكمتي فحالتي يرثى لها..
فلم تستطع أن تخفي عن وجهها ملامح الانزعاج , بل نطق لسانها مباشرة : حتى في هذه المحاكمة تناديني أمي , تضرب شو أنك قليل نظر ألا تراني أني أصغر منك بعشرة سنوات على الأقل...
فقلت لتعود البسمة في كلماتها المزمجرة : معذرة صحيح أنكِ من جيل الصبايا الواقفات حولك ...إلا أن عرش الإمبراطورية جعلني أرتعش أمام هيبتكم و وقاركم..
فأجابتني الإمبراطورة بكل فخر و اعتزاز : هن بناتي سارة و ميسم الواقفات حولي...
فقلتُ لها : معقول لأ ..لالأ كأنكن خوات...سبحان الله ..
رغم أني تملصت من غضب الإمبراطورة إلا أنني أحسست أنني كبش العيد بعد أن صاح الإمبراطور أبو فراس: أيها المندس ,, أيها الهكر, في منتديات الفرسان تظن أنك مفلت من العقاب , لقد أسأت كثيراً بعبثك بالإعدادات , و التدخل في الخصوصيات , و تخريب الكثير في ما بنيناه من صرح فكري و من منجزات.., كيف تجرأت على ذلك , ألم تدرك أننا آل الحكيم أهل السلطة و سادات العلم و الفكر و أصحاب المعرفة و الطب و الهندسة...؟؟ اعترف , و إلا أعدمناك بطريقة لا تخطر على بالك ...
قلتُ في نفسي ما دام الأمر قد وصل للإعدام فعليَّ أن أعترف بأي كلام و كلام فصحت مبتهجاً بوضعيّ المشقلب : الحقيقة...
فصاح جمعٌ من آل الحكيم بينهم الدكتور صديق الحكيم و أحمد و مازن و شادى الحكيم: نعم الحقيقة و هل نبتغي غير الحقيقة....
فتابعتُ : الحقيقة أنكم ضائعون في عالم النت ...و رغم سلطتكم المتينة فإن الإمبراطورة أم فراس هي التي تحرك المجريات فهي التي تتلقى البريد بالآلاف المؤلفة من الرسائل في حين حقيبتكم البريدية لا تتجاوز المئات ...
تصيح في وجهي الإمبراطورة : تريد أن تخلق بيننا الفتنة أيها المندس..
عندها يقول أبو فراس: دعيه فنحن في منتدى ديمقراطي و يجب أن يمارس حرية التعبير و الرأي ...أكمل أيها العضو المندس...
قلت في نفسي ما دمنا في الحديث مرتاحين, و أننا نرى العالم بعين ثالثة حتى لو كنا مكبلين, وما دامت أدنى عقوبة عندهم الإعدام فسأقول ما أريد : يا جلالة الإمبراطور أدرك تماماً أنكم لم تـُـفطروا وجبة فطور شهية منذ شهور بل منذ عقود , ففطوركم و إن تم فعلى الماشي وعلى عجل , و غداؤكم مقرمد كالقرميد محروق , مملحا بسبب النسيان , و إنشغال جلالتها بالرعية من الفرسان وعلاقاتها مع باقي البلدان , قصدي باقي المنديات فالطبخ بالنسبة لها أمر ثانوي بل قد تجده على النت في زاوية فرسان مطبخ رمضان..
فصاح الإمبراطور : ينصر دينك ...لقد جئت على الوتر الحساس ( البطن) البطن يا ناس...
فأحسستُ غليان مرجل بجانب الإمبراطور فحاولت أن أعدل في القول : لكن الحقيقة نحن بحاجة إلى غذاء الروح و العقل أحيانا و لا مانع أن نضحي بلقمة بطوننا من أجل غايات أسمى..
و كان على الجانب الآخر ثلاثة صبايا يتهامسون فصاح الإمبراطور : كفى تهامس يا سوزان ويا ريما و يا سمية و يا صباح و إن كنتن من آل الحكيم فالصمت ضروري و نحن نحاكم..
و ما أن قال صباح حتى تذكرتُ في مأساتي هذه صبوحة حماتي...آه لو تشعرين بحالي يا حماتي , فقلتُ للهيئة الموقرة :أرجو أن تراعوني قليلاً فحماتي شامية دمشقية و قد أصبحتُ بينكم عظمة من عظام الرقبة...
فقالوا : ...أنت حلبي و الحلبي مغضوب عليه هذه الأيام ...
فقلتُ : ..هذه طائفية....
فقالوا: على العكس فنحن نسلك العدل بالمحاكمات فحتى لو كنت خاني من خان شيخون سنحاكمك بكل نزاهة...حتى أننا نمنحك حرية الاختيار فكيف تحب أن تموت شنقاً أم غرقاً أم بصاعقة تيار كهربائي أم على الخازوق...!!؟؟
فبدأتُ أستنجد صارخا : S.O.S ...
فلا مجيب ...
ثم صحتُ : Wi Fi.يا ناس N.T.S.C .. يا عالم U.B.S
فلم أجد من الحاضرين سوى الأستاذ هشام الخاني يصيح بي : كفاك تشدقاً و استنجادا بمصطلح لا تعرف معناه .
قلت في نفسي الله يرحم أيام زمان حين كنا نتابع بشغف من الألف إلى الياء و تخرج طائرة الكونكورد ثم يخرج علينا الطيار والمذيع موفق الخاني و يشرح لنا من طأطأ لــ سلام عليكم معاني كل مصطلح أما الآن فإنني ملطشة لكل من أراد يلطش في الكلام..
و تابعتُ استنجادي : S.O.S أريد محامٍ حتى و لو كان السيد أحمد من آل الخاني ...S.O.S أطلقها للأرجتين إلى سفيركم عبد الله ...S.O.S لــ ماريا عبد الله إن كنتِ في لوس أنجلوس أو سوريا من المؤكد ستفهمنني ماريا ؟! و ترأفين بحالي و ستطلقين صرخة للأمة صيام ثلاث أيام متوالية... S.O.S فضيلة الشيخ أسامة أرجوك اقنعهم أن ما يفعلوه بي منافٍ لجميع الأعراف و الأديان و حقوق الإنسان و أن الله سيحاسبهم حساباً عسيراً إن لم يحرروني و يفكوا وثاقيَّ ...
و لكن لا ادري ربما حين أتكلم بالمقلوب لا يفهمني أحد أو أنني لا أفهم على أحد ...
لا ادري لماذا ؟؟ فالمتيم علي الخاني يهمس بإذني : هل هي عندكم في حلب ؟؟؟
فأقول : من هي ؟؟
فيجيبني : معذبتي التي أتمناها لقرون...
فيختلط عليّ معنى القرون...اعذروني ألم أقل لكم أني بدأت باللخبطة و الخربطة و أتشلوط من حرارتي شلوطة
و لكن رغم هذا الانفصام الحاصل لديّ , فما زلتُ أتفاعل مع المشاعر الصادقة
فهذه رفيف الخاني تصيح :أبي كم يا أبي لك من يد عندي وكم لك من أثر
فأصيح متفاعلاً معها :أبي .......أبي أنجدني فإني أخشى المنـــتـظـــر..
ولكن يبدو أن طول المحاكمة جعل الانشقاقات الخانية تظهر فهذه الحركة التي تتزعمها الأستاذة جمانة و عائدة و سوسن و راما الخاني يطالبون بالإسراع في الإفراج عني..
و على الجانب الآخر كانت جماعة أخرى منشقة وكان أكبرهم سناً و وقاراً يدندن:
حبي طاهر قد توضأ باليقين
أتظنين...!! أتخافين....؟!.
لا يا حبيبتي فللعهد راع وأمين...
نعم إنه المناضل مرهف مصطفى الخاني وكان يترأس عناصر قيادية مكونة من أوس الحكيم و المهندسة شآم الخاني و همام الخاني وكانت بينهم أيضاً سنا الخاني تريد أن تشعل لفافة تبغ و لكنها تذكرت لحظتها قول ستها الشامية الأصيلة : كيف تعطين الدروس لغيرك وتنسين نفسك، أليس هذا غريبا؟
وتعالت الآراء و الأصوات بين هذه الانشقاقات الخطيرة فقد رفضوا الذي يحصل وقد ملـّوا استحضار أحد أعضاء المنتدى بين يوم و آخر لإجراء التحقيق معهم على كرسي الفضفضة ...
فما كان من الإمبراطورين و تلافيا للانشقاق إلا أن يطلبان من اليدين الفتيتين أن تدفعاني إلى شاشة الكومبيوتر لأعود إلى منزلي و لكن لحسن الحظ أنني لم أصل بشَعْريّ المنكوش و هنداميّ المبهدل فقد يصاب أولادي بالذعر , الحمد لله أنني لم أصل منزلي بل إلى بيت خالتي و على علمي أنه ليس لدي خالة ولكن خرجتُ من شاشة كومبيوتر الخالة ...,..لا أدري من هي,, ترى هل هي الخالةأم مناف النوري أم الخالة الخالة صفية ؟؟ كل الذي أدركه تماما أنها صاحت الخالة : يا لطيف الطف ثم أخرجت مكنستها وبدأت تلاحقني و تقول لي كيف تدخل البيوت دون إحم أو دستور ..أليس لك أهل ..فكنت أهرب من لسعات المكنسة القشية محاولا أن أشرح لها الأمر أنه تم صدفة بصدفة و هي لا تصدقني ..طبعاً كيف تصدقني و أنا حتى الآن في ريب مما كتبت !! معها كل الحق ...و لكن الحق على الفرسان أنهم حتى الآن لم ينجدوني !!
((كانت صفحة ضائعة تائهة من مجلد عائلة الخاني الذي نسقه و جمعه المهندس الطيار: مازن حمدي الخاني))
J بقلم : فادي شعار L |
|