السلام عليكم:
ملف مرفق 1025
نعيش في عصرنا هذا ثورة على جميع الجبهات, تحاصرنا تقيدنا من حيث أطلقت حريتنا, فحيث أن العصر الفائت قد شهد عالما مختلفا بكل تفاصيله الحركية والفكرية والعملية,
نجد أنفسنا اليوم محاصرين خارجيا وافتراضيا ناهيك عن الحصار الفكري الذي ينخر في دواخلنا بعوامل خارجية كانت او تأثرية ,وفي كل المجالات:
1-النت الملوث والمراقب, والذي يملك السلاح ذو الحدين.وسوء استخدامه عامة.
2-الفضائيات مسمومة على معظمها والتي تحتاج إلى غربلة حقيقية.
3-الهواتف النقالة لم تسلم من المتابعة برمجيا او كمؤسسات اتصال, ناهيك عن استعمالها الخاطئ الذي قصر المسافات ظاهرا وفكك العلاقات حقيقة.
4-المعارف والثقافات حولنا والمتضاربة بشكل يصعب على الجيل الجديد استخراج عصارتها بشفافية.
5-التشويش السلوكي والمعرفي وو من خلال المستحدثات التي تكرس كل يوم مفاهيما جديدة..
6-العلاقات الإنسانية المشوهة , والتي قد أصابها التشويش كذلك كما المفهوم الديني والعقدي..
7-تضارب المرجعيات وقصورها في اتخاذ رأي محدد عام شامل يجعل سلوك الأمة دربا واحدا واضحا لامراء ولا زيغ فيه...
*********
لقد جائني إيميل من صديقة منذ زمن بعيد لم أتواصل معها,انها ورغم كل البشر حولها عبر النت والواقع إلا انها تشعر بغربة حقيقية قاتلة!!!
فتساءلت هل تراجعت صلتها بالله؟.ام هو داء عام وانفلونزا تنتشر بطريقة غامضة؟؟؟وكما قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم:
الانفال (آية:25): واتقوا فتنه لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصه واعلموا ان الله شديد العقاب
2 - إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: العلل الكبير - الصفحة أو الرقم: 338
خلاصة حكم المحدث: حسن
3 - بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا . فطوبى للغرباء
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 145
خلاصة حكم المحدث: صحيح
**********
الحديث المقصود هو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ ) رواه البخاري (3601) ومسلم (2886)
*************
إذن سيأتي الزمان يشعر به المرء بالغربة بنفسه ودينه وهذا مايعانيه من سلم من الانحدار السلوكي والديني والمفهومي والولائي.
وبصرف النظر عما جاء نعمم المفهوم اجتماعيا قبل ان نسقطه على الواقع:
في مقال للدكتور علي أسعد وطفة : الدلالات الانسانية المعاصرة في مفهوم الاغتراب(1)
يعيد مفهوم الاغتراب: Alienation للعلوم الانسانية التي استخدمها هذا العلم كثيرا.
حيت يتعطل بسببه غالبا الإبداع الإنساني ,ويشكل اهتزازا في شخيته الإنسانية.فعكسها التواصل -الحب -الابداع-حرية اتخاذ القرارات الخ..
وقد كان بحثا مفصلا طويلا أرجع هذا الأمر لعاملين: داخلي وخارجي:
الداخلي:
لقد ظهر مفهوم الاغتراب لاول مرة في عام 1837 في استخدامات فاليريه Falret :
المعنى الأول: نقل الملكية من شخص إلى آخر إكراها.
جان حاك روسو: تحول الإنسان إلى عبد للمؤسسات الاجتماعية والنماذج السلوكية التي أنشاها وذلك في سياق تطور التاريخ الإنساني.
ماركس: العملية التي يتحول فيها الإنسان إلى حالة تشيؤ حيث يستعبد من خلال العمل ويصبح عمله سلعة تباع في الأسواق.
الاغتراب: هي الحرمان من السلطة , غياب معنى الحياة,غياب للمعايير . ومن ثم غياب للقيم , وإحساس بالغربة عن الذات .
يشير مفهوم الاغتراب إلى الحالات التي تتعرض فيه ةوحدة الشخصية للانشطار أو الضعف أو الانهيار,ومن خنا تفقد الشخصية مقومات الإحساس المتكامل بالوجود والديمومة.
هو حالة يتعرض فيها جوهر الشخصية للقسر والإكراه.هو يتحدد بالجوانب التالية:
إنها حالات عدم التكيف النفسي /غياب الإحساس بالتماسك والتكامل الداخلي في الشخصية ,ضعيف أحساسيس الشعور بالهوية /
أريك فروم: الاغتراب نمط من التجربة يعيش فيها الإنسان كشيئ غريب .
وفقا لفروم , الإنسان يبدع أوثانا يسجد لها واصناما يعبدها وهنا يكمن جوهر الاغتراب عند ايريك فروم.هو يكف عن ان يصبح نفسه.
الابعاد الأربعة في بنيته:
الإكراه والتسلط تجعله مستلب وفاقد لحريته ضمنا/اللاانتماء والعجز عن التأثر في الحياة الاجتماعية/الوعي المزيف : وهو بموجبها يصبح من
خلال التنظيم الديناميكي للحياة النفسية أن يصبح موضوعا لذاته وموضوعا للمعرفة وإن التناقض بين الواقع والتجربة من جهة وبين الوعي الذاتي من جهة أخرى يشكل أحد اهم عوامل الاغتراب الإنساني.
وهنا يسوقنا القول /أن ليس لكل تجربة نتيجة أيجابية تعكس وعيا كبيرا!
الجمود والانقطاع فيكون مستلبا عندما لايستطيع تجاوز الوضعيات النفسية والحالات الاجتماعية التي تحاصره وتحيط به لايغير الأشياء ولايتغير يقع في مستنقع الجمود والعدمية الاغترابية.
من هنا يحتاج لبناء أدواته الخاصة المتجدده والتي تناسبه كالانظمة الاجتماعية وغيرها لتحقيقة ما ينشده.فالانسان كائن متغير وذو نزعة سيكولوجية تحاول تحقيق هذا التوزان.
ومن اجل النزعة الإبداعية والتوافقية وتواءمهما يحتاج إلى التجديد والابتكار وتجاوز اللحظات الآنية في اتجاهات أرحب وأشمل تتجاوز الحالات الراهنة بوضعيات مستجدة .(2)
**************
إذن التجدد يبعد الإنسان عن الشعور بالغربة, التطور يبعد الإنسان عن الشعور بالغربة الاختلاط بالبشر المتوائمين معنا نفسيا بشكل ما يبعدنا عن الغربة. وهناك غربة المسلمين في وسط لايفهم كنه دينهم جيدا, ولايملك مرجعية واحدة ولاحرية معقولة لممارسة الطقوس العبادية.
هل هذا يؤدي إلى القنوط؟ طبعا لا والقرآن محفور في الصدور وسيكون درعا واقيا دون الانحلال في بوتقة الأفكار الغربية الزاحفة على ثوابتنا بتعدي سافر.
لكن نقول هنا:
هل ترى أن الحضار التقنية كرست المزيد من الاغتراب؟ ومن حيث جمعته فرقته...كيف ذلك؟
حقيقة مفتاح عدم الانحلال والغربة الجذورية لو صح التعبير هو المحافظة بقدر الإمكان على مانملك من تاريخ وثوابت دينية كانت ام فكرية وتراثية.
إننا نعيش الغربة بكل ألوانها وكل اشكالها...داخليا وخارجيا تفكك أسري تفكك سلوكي واخلاقي..هل هذا ماكرسته الحضارة؟؟
أنادي أخيرا وبصوت عال ٍ:
يا سارية... الجبل..!
(قالها عمر، سمعها الحاضرون في المسجد ولم يسمعها سارية وجيشه)..
عندما يتم الفصل بين الهدف العام والخاص سوف نسقط حتما...
اذ ليس هناك فاصل بين الخاص والعام ...في المجتمع القوي...
من هنا نبدأ ومن هنا نتحدث...أرجو ان تكون الفكرة قد وضحت .
الموضوع بين ايديكم قراءنا الأعزاء.
(1)في العدد من مجلة المعرفة: 535 نيسان
(2) المصدر نفسه بتصرف
الخميس 30-5-2011