تساقط شباب غزة يا قادة الشعب الفلسطيني !!
بقلم : تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل – ( 2/1 / 2010م )
tahsen-aboase@hotmail.com
---------------------------------------------------------
وفقا لمعلومات طبية غير رسمية ومنقولة عن موظفين في مستشفى دار الشفاء في مدينة غزة ، تفيد أن سبعة أشخاص من الشباب في مدينة غزة لوحدها ، وفي مدة شهر واحد من تاريخ اليوم المذكور أعلاه ، قد توفوا بأسباب غير معروفة ، وأن جميع الأعراض المرضية التي أصابت هؤلاء المتوفون كانت واحدة تقريبا ، علما بأنهم كانوا بصحة ممتازة وفق نتائج الفحوصات الطبية المختلفة ، كان من بينهم الشاب محمد كمال بلبل ابن الثلاثين عاما والذي كان يعمل مصورا تلفزيونيا في قناة القدس الفضائية وتوفي في 31 / 12 / 2009 ، والدكتور رمضان عمبر مدير عيادة عطا حبيبي الواقعة شرق حي الشجاعية ابن الثانية والثلاثين عاما وتوفي في 1/1/2010، وشاب آخر يقطن في منطقة الرمال عمره سبعة عشر عاما ..... وغيرهم .
وارتفاع وتيرة أعداد المرضى النفسيين في غزة من جميع الأعمار ، بما فيهم الأطفال والشيوخ من الذكور والإناث ، وما نشاهده كل يوم وبشكل مفاجئ للجميع من تحول أصحاء وأسوياء إلى مختلين عقليا ، يجوبون شوارع قطاع غزة ، إضافة إلى زيادة في أعداد المتسولين في الطرقات والباحثين عن طعامهم من بين أكوام وحاويات القمامة في الطرقات .
الحبل على الجرار كما يقال ، وخطر الموت أو المرض لا يستأذن أحداً عندما يخطف أرواح أو عقول شبابنا ، وكل شاب لا شك بأنه عزيز على أهله ، وقد تأتي نفس الأعراض والظروف التي مرّ بها هؤلاء المتوفون أو المصابون إلى والدك أو ولدك ، أو أخيك أو قريبك ، أو جارك أو ابن دينك ووطنك ، وعندئذ لا ينفع احد الندم ، وقد سبق السيف العزل .
ومن هذا المنطلق فإنني بصوتي الخافت الضعيف ، أتوجه إلى جميع شرفاء شعبنا ومنظمات حقوق الإنسان بجميع مسمياتها ، بمناشدة عاجلة للنظر في هذا الأمر الخطير .
ومن حقنا أن نسأل : هل ألقت إسرائيل على غزة قنابل من نوع ما من أجل الفتك بشبابنا ، خاصة أن للاحتلال ملف كبير بالغدر والمكر والخداع ؟
وهل يمكن لقادة وشرفاء الشعب الفلسطيني أن يتداركوا الأمر فوراً وبأقصى سرعة ممكنة كما يقول المثل الشعبي الفلسطيني : ما يحك جسمك غير ظفرك ، أم أنه ينتظرنا ما هو أعظم لا سمح الله ؟
هل يهتم أحد بهذه المناشدة ، أم أنه سيسقط المزيد من شبابنا ربما ضحية نوع خطير من الجراثيم أو الفيروسات التي يتم الآن صناعتها مخبرياً وفق كثير من التقارير ، فالسياسة لا أخلاق لها كما يقولون ؟
فيا قادة الشعب الفلسطيني المحترمين بجميع توجهاتكم :
ألا يكفي قتل العمال على أيدي الاحتلال خلال عام 2009 والذي بلغ 33 عاملاً وما يزيد عن 6.666 عاملاً تم اعتقالهم من قبل اليهود في نفس العام ، وذلك وفق ما كشف عنه الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في تقريره السنوي الأخير قبل أيام ، وعلى لسان الأمين العام لاتحاد نقابات العمال ؟ .
ألا يكفي ما لحق بغزة من قتل وتدمير في حرب إسرائيل الأخيرة عليها (27 ديسمبر 2008 إلى18 يناير 2009.) ؟
ألا يكفي تجريف الأراضي وتدمير المصانع والمزارع والبيوت والبنية التحتية ، وما لحق بها من أضرار كبيرة ؟ فقد كشف تقرير البعثة الأوروبية التي قدمت إلى غزة قبل أسابيع ، والتي حصلت على عينات من التربة التي تعرضت للقصف الإسرائيلي ، أن التربة ملوثة بمواد خطرة جدا ولا تصلح للزراعة .
ألا يكفي ما تتعرض له غزة من تلوث بيئي حاد في الهواء والماء والطعام ؟ فقد جاء في أحد تقارير الأمم المتحدة حول المياه أنها لا تصلح لشرب الحيوان ولا للنبات فكيف بالإنسان ؟
ألا يكفي خنق غزة في الجدار المصري الفولاذي ؟
ألا يكفي الحصار والفقر والتجويع والقهر والقتل الممنهج ، وتدمير البيوت فوق ساكنيها وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ، والمداهمات والاعتقالات المستمرة ، وعمليات الشطب والإلغاء والتيئيس ، ونسج الخطط وحبك المؤامرات ، وانتشار الأوبئة في بقعة غزة الصغيرة والمحدودة جغرافيا مثل أنفلونزا الخنازير ؟ .
ربما لو كنت من الذين يظهرون كثيرا على الفضائيات ، ويقفون تحت الأضواء ، ويصرحون كثيرا في وسائل الإعلام ....... لسُمع صوتي ، على الرغم وبعيدا عن اتهام احد ، فإننا لم نسمع من قائد واحد من قادتنا المحترمين ( كلهم ) شيئا حول هذا الموضع ، رغم حضورهم المكثف في بيوت العزاء وأثناء تشييع الجثامين .... إن الخطر لا يعرف حدودا جغرافية ولا سياسة ، ولا يستأذن أحداً عند وقوعه ، فهل يتم تشكيل لجنة تحقيق للبحث في أسباب تساقط شبابنا المفاجيء ؟ .