السلام عليكم
التقيت الكاتب في اجتماع واتا الأول بدمشق وقد كان يوزع مجموعته القصصيه هناك...
جرى تعريف ادبي مشترك كالعادة :
طرح خياريا أن لو قدمت له دراسه نقديه لها وعبر موقعي
وحيث أنني وعدته.بذلك صار التزاما ..
أتمنى أن تكون الدراسه مرضيه حيث انني غير اختصاصيه ولااتبع مدرسه محددة فقط اعتبرها رؤيه نقديه.
اعتبرها تجربه أرجو لها النجاح.
يحضر كاتبنا لنيل الدكتوراه في التاريخ ان لم اكن مخطئه.
المجموعه القصصيه بعنوان :
كهرمان
تحكي تجربة الكاتب كما رأيت الحياتيه..وربما كانت صورة عن تجارب قريبه...
المجموعه من القطع المتوسط تحوي:200 صفحه تحمل عناوين القصص التاليه:
مارتا التي
الانسه كريستال
الكاسندرا
بودي لو
المشرقي
الصوت الأعجمي
عند رغبتها
الوصيه
جمرة
الانف الرومي
ذاكرة خضراء
صعودا إلى الأسفل
عين قرين
الضيف
الفزاعه
كهرمان
يقدم الكاتب لقرائه تقديم كالآتي:
إلى التراب التشيكي والسلوفاكي ...إلى وطن الجمال والحب والسلام.عرفانا بالجميل
تمهد تلك المقدمه بوحا عن تجارب الكاتب هناك...اثناء دراسته.
وأشير بتواضع ان الكاتب نصراني وهذا ماجعلني احاول جاهدة ان اكون موضوعيه واكثر حياديه لعالم لم اقتحمه ولم المس منه غير المجاملات والعلاقات العابرة المدرسيه لصديقات لم نتعمق في فهم طبيعتهم الحياتيه الصميمه.
لغة النصوص:
يملك القاص ادوات قويه في القص ولغة عاليه تجلت بالفاظ تشد القارئ وتشير إلى كاتب يتقن الفن القصصي..
وعبارات جزله اظهرت عضلاته التعبيريه.
مثال:
(أدرت الأرقام الأولى , كادت أصابعي ان تحترق على قرص الهاتف البارد كدمي...)
( تندلق جمرات تموز من جرار يوم صيفي ملتهب لتشوي جسدي المتعب .)
طبعا هناك صور اكثر واعلى دزاله لكنه مثال صغير
أبطال القصص:
ابطال مضطربون ومتارجحون نفسيا بين الصعود للأعلى وعالمهم القديم...وهذا حال كل طموح يريد ان يزيح عنه غياهب جهل او رواسب قديمه وربما استاصل معها بعض اصاله ...
التقنيه القصصيه:
واضح من ان الكاتب متمكن من أدواته.. يسير عبر قصصه بخطى واثقه ومعبره ...ولكن تبقى ثغرة اتمنى ان تكون خاصه بي رغم كل المجازات والتعابير الناجحة الا انه لم يستطع توصيل تعاطفا للقارئ مع الشخصيات..
مرت الجمل هادئه رصينه كافيه لتعزل القارئ عن تفاعل مع النص يجعله يتخيل نفسه مع الجو العام ...ربما لانه لايصف حالات عامه او مطروقه بين مجتمع شرقي صرف وهم من سيقرا اولا واخيرا الا لو توجه الكتاب لمن عاين امثالهم هناك...ليقراه من كان على تلك الارض.
ربما جرى تلميح بسيط عبر جمل متفرقه عن عالم شرقي ساذج اتمنى أن يفهمها القارئ عن الريف خاصة ومن منطق طموح يريد ان يخرج من قالبه القديم.
تحوي القصص الستة الأولى تجارب نسائيه بين عشق وغرام وعلاقات غير سويه لنساء بعن النفسهن للشيطان وندمن.
ربما طرح الامر بشكل اعتيادي لعلاقات رتيبه بين الرجل والمراة تحكمها العواطف والشفقه...تفوح من القصص رائحة النبيذ..
والتي تعبر عن مدى ادمان هذه الشريحه العامه للقهر او المعاناه...
ورغم انها تناقض حياة العامه الشرقيه الملتزمه نصرانيه كانت او اسلاميه..الا انها قدمت صورة عن عالم لم نقربه حقيقه...
يحوي متناقضات كثيرة..
فالقصه الاولى روت ببشاعه عن مدى نظرة غير قويمه تعانيها المراة حتى العلاقات الحرام التي ترميها للفشل ونبذ الميجتمع تجعلها رخيصة في عيون المجتمع ككل تتسول الشفقه...
اما في بقية القصص فنرى البيئة الريفيه ودور الكاتب البعيد عنها والذي لزم عالم الكتب فغدا شبه جاهل عنها...
تعطيك فكرة عن مدى بساطة هذا العالم الخير الساذج ربما تتجلى مثلا في :
الفزاعه: التي تروي عن اب اهمله ابنه وانشغل عنه في تامين حياته وثقافته واصبخ يخجل من زيه الريفي ليكتشف اخيرا انه باع ارضه ليتعلم في المدينه...يا لخيبة الامل ...
هو عالم الريف الذي خرج عن اطار عالمه الاخضر ليواجه عالم ليس بعالمه ليثب نفسه ولو على حساب الارض
اما كهرمان وهي خاتمة المطاف فتجسد رمزيه ربما عن عالم الحرب والسلام ..تتجلى في سؤال البنت عن اسمها..ودور التسميه في حياتنا ربما..
تحمل بعض القصص روحا وبصمه واضحه في نظرة غربيه او مسيحيه لعالم شرقي بحت..
تجلى مثلا في قصة:الانف الرومي ..والاقنعه التي نلبسها..وروح الغرب وعقدة الخواجه...
ربما يمكن للقارئ من خلال براعة القاص ان يرتشف فهمه الخاص للقصص برمزيه خفيه يستشفها عبر النص ومقولات الابطال..
في الوصيه سخريه واضحه عن وصية انسان قراب الوفاة ترك تركته لكلبه!!
هو عالم لايحمل شوى قيم ماديه صارخه..جعلته المدنيه يبتعد رويدا رويدا عن معاني الانسانيه...
لم نقدم فكرة عن جميع القصص حتى لانحرق شوق القارئ ولكن يمكننا وبصرف النظر عن الروح العبثيه والعشوائيه لابطالها...
ان نعرف ان الكاتب او بطل القصص استطاع ان يخرج من البيئه وادوات بسيطه لعالم ارحب عالم الابداع والمدنيه ويبقى سؤال القارئ اخيرا...
ماذا خسر وماذا كسب وهل هو راضي بنشره لمغامراته وتجواله عما وصل اليه؟ ام هي ذكريات لن تعاد؟
فهو عالم ارحب واحلى واعلى مذاقا من كل ما وجدنا...ومن ذاق عرف.
تقديري للاستاذ غانم بو حمود ونتمنى له نيل الدكتوراه.
ربما لم اكن متخصصه نقديه
واعتذر لو كانت الدراسه ليست بالقدر المطلوب ولنا عودة مع دراسه اخرى لنصوص الكاتب الذي نعتز بقلمه