القمح الأسود.....
كنت قد قررت أن أزرع حقلي وأن أجني منه ثمرة تعبي...فلدي أفكار ومشاريع شتى أخشى أن يعاكسني الزمن ,فتتعثر...
أرضي هي لحمي هي عرضي هي كل ما أملك...ولكن لم أهب أحد منها ولا عرقا أاخضر....
ربما أعطيتها لمن لايستحق..
ومازلت أحرثها ....
عندما ظهرت لي خالتي...حبيبة قلبي...كان حبنا مميزاً يفوق حب البنت لوالدتها.
تاهت الأوقات بيننا وحالت دون أن ألقاها جيدا ....
تعيسة هي الأيام التي تشغلني عمن أحب...
طفولتي وسعادتي كانت معها كانت مربيتي الحقيقيه......
-خالتي... أيروق لك رؤية المزرعة؟
نظرت لي ولم تجب..!
نظرة لا معنى لها...نظرة بعيدة جدا....
-خالتي..هي نتاج مجهود سنين أنت كم دعيت لي كله بفضل دعائك أتذكرين؟؟؟
هي ثمرة عمري هذا...
ابتسمت قليلا ولم تجبني من جديد...نظرتها أحلى من نظرة الموناليزا.
فيها كل المعاني..لكنني لم أفهمها.
أتذكرين يا خالتي كم خطتي لنا من أثواب..؟
كم طبخت لنا من طعام؟؟كان في فمنا أحلى من حلويات العيد...
لأن فيه طعم محبة ...هو هاجس الباحثين ..وكنه الحرف الجائع..
هزت رأسها وكأنها توافقني...
الشمس كانت حارقة...فوضعت على رأسي ما يغطيه..لكنها لم تكن تعاني ما كنت أعانيه!!
- أأجلب لك ما تغطين له رأسك الحنون؟ أم نغير المكان؟ مسرورة أنت هنا في تلك المزرعة؟
- آه يا خالتي كم كان كلامك جميلا..وحكاياتك أحلى ..أنت فرحة عمري..
- حكاياتك مخزون السنين ...وعبئ الحاضر..
- لن تحل محلها لا تلفاز ولا جهاز ولا حتى ربوت!!!
حكاياتك مثل المسك المزروع يحيطه الحنظل!
مثل الماس غير المصقول مثلي أنا وأنت....
خالتي كيف هربت الأيام وتاهت حروف الوصل والإنصاف....
لا تبكي فمثلك لا يبكي أحدا ولا حتى الظروف....لأنك فعلت ما يمكنك فعله....
يبقى بوحك صامدا أبدا يحاكي قسوة الصروف....
أرقني صمتها جدا جدا....
وصحت...
-خالتيييييييييييييييييييييي
..إن كنا للود مكان .. فنحن على العهد باقون....
ربما خاننا الكلام وخنا أنفسنا ولكن ثقي أننا سنكمل الطريق...
تكلمي يا قطعة من روحي .......
لن أستطع أن أتمثل شخصك.. فبيننا مسافات الزمن....
العقل الراجح هذبته الحضارة, فصار أسيرها ....
أمازال هو العقل؟
أدري كم ظلمك الأخوة ...
أدري كم كان لك حقوق أنكرتها لأجلهم .
كم أحرقك التجاهل حتى من الكلمة الحلوة وتصمدين؟
لماذا لا تتكلمين؟
ركضت مذعورة لأرى.. قمحي ينزف دما....
ومازال طيفها يهمس لي.............
بأن أثر..الظلم.. يسري في عروقنا ...يشكل دوالي الأفكار ومازالت تتوالد!
أم فراس