لااعرف كيف اتيت الى هذه الغابة الموحشة ، ليس هذا هو المكان الذى انزلتنى امى من رحمها عليه ، او ربما يكون هو لكن لم استمع الى اصوات تلك الوحوش الكاسرة بسبب صغر سنى ، حملتنى امى وضمتنى الى صدرها فلم تشعر اقدامى بالاشواك المنتشرة على الطريق ، دفءحضنها ملأ قلبى بالطمأنينة فلم ترعبنى وحشة المكان ، او ربما .. وربما ... وربما .......
ارهقنى التفكير فجلست استند الى احدى الشجرات استريح ،ربما غلبنى النعاس قليلا ، لكننى تنبهت الى صوت غاضب وجنيةالغابة تقف امامى يتطاير الشرر من عينيها وتقول لى بصوت آمر ..... ما الذى اتى بك هنا ايها الانسان ؟
هذا ليس مكانك ، يجب ان تتحول الى كائن من الكائنات الموجودة بالغابة والا الموت والهلاك لك ، اختار ما الكائن الذى تفضله لاجعلك مثله ، اتريد مثلا ان تكون وحش كاسر ؟!
قلت لها *لالا انا لااحب الشر ولا الاشرار ، انا اريد ان اعيش حياة هادئة ، هل ممكن ان اكون غزال ؟
قالت ** غزال!! ياله من حيوان ضعيف مطارد ستقع حتما بين انياب اسد او نمر جائع ، هل تريد هذا المصير ؟
قلت لها * لالا هذا مصير فظيع، اريد ان اكون انا الاسد
قالت ** عجبا لك ! تحولت فى لحظة الى النقيض واصبحت تحب الشر وسفك الدماء ، سيعاتبك ابناء جنسك على هذا
قلت لها * لالا لااريد ان اغضب احد منى ، ما رأيك ان اكون مثل تلك النباتات ؟
قالت ** اتريد ان تكون شجرة .. خدعتك بضخامة حجمها ، انها مثال للسلبية ، تقف فى بلاهة تتفرج على الوحوش وهى تسفك الدماء ولا تفعل شيئاً ، بل تظلهم وهم يمارسون العلاقات الحميمة ويدنسون جذورها وهى لاتفعل شيئاً سوى ان تتمايل كأنها معجبة بذلك ، تترك فروعها يعبث بها ذالك الحيوان الشبيه بالانسان كأنها خصصت لتكون ملاهى له ، سيعاتبك قومك بشدة على ذلك
قلت لها * لالا لااقصد الاشجار ، بل تلك النباتات التى تنموعلى ارض الغابة فتجعلها روضة خضراء
قالت ** حقاً ! تقصد الحشائش ، اتريد ان تكون مداس للجميع تفترشك الوحوش الكاسرة وتتبول عليك ! حتى
الغزلان ستجترك وتلقى بفضلاتها عليك ، يالك من حقير سيعاتبك قومك على ذلك بشدة
قلت لها * لقد احترت فى امرى اتركينى قليلا انظر الى كائنات الغابة واختار منها ما يناسبنى
قالت ** لك هذا لكن اسرع
وبعد قليل سألتها ، ما هذا الحيوان المخطط الذى يقف بعيدا
فالت ** انه الحمار الوحشى
قلت لها * هذا هو اختيارى الاخير ، فلن يغضب منى او يلومنى احد ، ولن اكترث لما يدور حولى ، فأنا مجرد ................ حمار