يا .. :
____
يازينة الصبايا
وياعطر البلد
ياللى حبك دوايا
وفجرى اللى أتولد
وأخر حلمى حبك
وغاية المدد
شاهده النجوم عليا
وحواديت البلد
يازينة الصبايا
وياعطر البلد
_______
إبراهيم خليل إبراهيم
______
( يــــا ) عنوان قصيدة كتبها الشاعر المبدع إبراهيم خليل إبراهيم بالشعر العامي والذي يطلق فيه الشاعر موجات من المشاعر بلغة سهلة تصل إلى القلب بسرعة وهذا ما يميز الشعر العامي .. سهولة الفاظه وقوة معانيه ووصوله إلى العينات المستهدفة من طبقات الشعب ..
( يـــا ) عنوان قصيدة بدأت بالمناداة وحرف الياء هنا حرف منادة للقريب والبعيد في آن واحد ، ونكمل مع الشاعر المرهف الحس إبراهيم خليل إبراهيم ندخل بمفتاحه بداية القصيدة :
يازينة الصبايا
ينادي الشاعر مخلوقة أنثى (ربما تكون أبنة الشاعرأو رمز لوطن ) لا زالت في مرحلة النضوج والشباب في مرحلة التفتح وهي مرحلة عمرية من 8 إلى 18 أو 20 .. ( يا زينة الصبايا ) وهذه المناداة تلفت المتلقي وتضعه في حالة من الأنتباه لما سوف يأتي في البيت الذي بعده .
وياعطر البلد
ويكمل الشاعر في الوصف بهذه اللغة السهلة والمفهومة وهنا يصفها الشاعر بأنها عطر هذا البلد أي مصر العربية وهى كناية عن الوردة الفواحة التي تفوح منها العطر والطيب في كل مكان .
ياللى حبك دوايا
ويشير شاعرنا هنا إلى هذا الحب المتأصل في داخله والذي اخترق الفؤاد فيه وسكن الروح لديه .
وفجرى اللى أتولد
وهنا يخبرنا بهذه الصورة الشعرية بأن هذه الصبية وهذا العطر وهذا الحب هو الفجر الطالع من الغسق بعد الليل وهو ولادة جديدة حيث أن كل فجر يوم هو ولادة جديدة لهذا العالم بصخبه وحلوه وحزنه .
وأخر حلمى حبك
وغاية المدد
وان حبك أيتها الصبية .. أيتها البلد هو حرارة الحلم الناطق على الجسد والنابض في القلب وغاية المدد غاية الطلب نهاية الشيء من الأرب .
شاهده النجوم عليا
وحواديت البلد
يازينة الصبايا
وياعطر البلد
ويشهد الشاعر على ما قاله من قول أو فعل .. النجوم التي في السماء ويلحقها في الحواديت أو القصص القصية أو الحكايا المتداولة في البلد وهما دليل على صدق الشاعر تجاه المتلقي ونتابع تأكيد الشاعر على زينة الصبايا ويا عطر البلد ..
قصيدة صيغت باللغة العامية السهلة القريبة من قلب المتلقي والتي تعالج هموم طبقات الشعب بكل أريحية ونبضها يكون قريب من نبض الشارع ومشاكل المواطن العادي الذي يتحسسه الشعر العامي او الشعبي .
ياأمى :
____
دايما بتدعيلى ..
دايما تباركيلى ..
ودعوتك ياأمه
قمره فى ضلام ليلى
ورضاكى فيه بركة
بتشدلى حيلى
فى الغربة اشوف ونسك
بالسعد بيجيلى
فى القسوة بتحنى
ياسكنه فى الننى
يديكى من عمرى
وياخدوا السنين منى
ياأمى برضاكى
المولى يرضينى
ورزقى فى دعاكى
وربى يدينى
___
إبراهيم خليل إبراهيم
21/3/1988
ياأمــــــي .... نداء يبقى يتجدد في كل مراحل العمر وضع الشاعر عنوان القصيدة هنا ( يا أمي ) وهي تاج الرأس وتاج هذه القصيدة التي تفيض فيها المشاعر بصدق وحنان من قبل الشاعر وهذه القصيدة يمكن للمتلقي أن يقرأءها بقلبه وعواطفه ومشاعره :
دايما بتدعيلى ..
دايما تباركيلى ..
صورتان وضعهما شاعرنا إبراهيم خليل إبراهيم في بداية القصيدة لتذكيرنا هنا بأهمية دعاء الأم خاصة عندما يهم الإنسان في السفر أو الخروج من البيت للعمل أو فى كل الأحوال .. دعاء الأم الذي يرتفع فوق سبع سماوات ليصل إلى عرش الرحمن .. دعاء نحن بحاجة له مثل شرب الماء الذي يحيى إنسان .. ويا لموقف هذا الشاعر الذي يخبرنا بهذا الرضا الذي يتلمسه في حروفه وقصائده ( دايما بتدعيلي .. دايما تباركيلي ) ما أحلى لحظات الإنسان وأن يخرج من بيته أو أية وجة له محفوفاً بهذا الدعاء والبركة .
ودعوتك ياأمه
قمره فى ضلام ليلى
ورضاكى فيه بركة
بتشدلى حيلى
فى الغربة اشوف ونسك
نكمل مع الشاعر الجميل إبراهيم خليل إبراهيم في هذه القصيدة العابقة بالحنان والحب من ابن بار بوالدته حيث يخاطب امه بأن يشرح لها ما تأثير هذه الدعوة عليه فهي تضيء له الطريق مثلما يضيء القمر الليل وهو تشبيه رائع في مثل هذا الموضوع ، وان رضاها يبارك لنا في الحياة والمعيشة ويجعلني في الغربة البعيدة عنك اشعر بأنفاسك ووهج الحياة واتصورك بجانبي مع كل خطواتي وما أحوجنا لدعاء الأم وبركتها في هذه الحياة وهو تذكير جميل من الشاعر للمتلقي بأن يذهب بقلبه إلى أمه ويرجو بركاتها ودعواتها الصالحة .
بالسعد بيجيلى
فى القسوة بتحنى
ياسكنه فى الننى
يديكى من عمرى
وياخدوا السنين منى
ونكمل مع الشاعر عن تأثير دعوة الأم الصالحة له بأن السعد والحياة الطيبة تأتي صاغرة للشاعر حتى في قسوة الغربة يشعر بتأثير هذه الدعوات على مسيرة حياته ، و الشاعر هنا يخاطبنا بأنه على أستعداد للتضخية بحياته لأجل أن تبقى أمه فى بركة الحياة وهي مفتاح الجنة ويطالب القدر بأن يأخذوا من عمره ويعطوه لأمه وهي تضحية مجازية من الشاعر ودليل على هذا الحب الخالد بين الابن البار والأم .
ياأمى برضاكى
المولى يرضينى
ورزقى فى دعاكى
وربى يدينى
رضاء الأم من رضاء الرب و الجنة تحت أقدام الأمهات ويؤكد الشاعر هنا على أن الرزق الذي يسعى إليه هو بسبب هذا الدعاء الصالح من قلب الأم لهذا الابن البار بها .
قصيدة رائعة و من البوح الشفيف من القلب إلى القلب ومن شاعر عرف مقدار الأم في حياته فوضعها فوق رأسه وعرف قيمة الدعاء والرضا وشعر بهذا الشيء في حياته وفي حله وترحاله .. ونؤكد هنا أيضاً على النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تشدد على أحترام الوالدين والبر بهما في الكبر وتلمس الدعوات منهما فهذا الدعاء هو نور في الأرض .
أذكرونى يارفاقى
حيثما الفجر الوليد
لست أنساكم ودوما
لوع أشواقى تزيد
أذكرونى كل فجر
يأتى بالحلم الجديد
واذكرونى ... فى رؤاكم.
لهفة الأمل البعيد
كلما قرئت سطور
يارفاقى ذا قطارى
حاملا قلبى الشريد
ماسيبقى عنى ذكرى
وأنتم الحب الوحيد
عشقكم بين عروقى
يجرى فى نبض الوريد
أذكرونى يارفاقى
حيثما الفجر الوليد
____
إبراهيم خليل إبراهيم
18/5/2008
أذكروني ..... أي عنوان هذا الذي أختاره الشاعر لهذه القصيدة الوارفة السامقة بكل معانيها الشريفة فيها .. أي قلب أبيض يطالب الرفاق بأن يذكروه عنوان طيب لقصيدة طيبة المنبت .
أذكروني يا رفافي
بكل أدب في الكلام بكل أدب في اللقاء يتوجه قلب الشاعر الى رفاق الدرب رفاق الحياة بهذه العبارة أذكروني لا يطالبهم بشيء آخر فقط الذكرى الطيبة والرائحة العطرة ( يا رفاقي ) ويا النداء هنا للقريب والبعيد فأما ان يكونوا الرفاق بالقرب من الشاعر او في اقاصي العالم .
حيثما الفجر الوليد
صورة شعرية من الشاعر حيث يخبر الرفاق بأنه كلما ولد الفجر في سماء العالم في أية دولة كانت أو كنتم انتم حيث الفجر الطالع تذكروا هذا الشاعر فهو يذكركم في نفسه وفي شعره وفي قصيده .
لست أنساكم ودوما
لوع أشواقي تزيد
يتابع الشاعر إبراهيم خليل إبراهيم بتذكير هؤلاء الرفاق بأنه لن ينساهم ما دام الشاعر يتنفس الفجر الوليد في قلبه وصدره والشوق يزيد وكيف للشاعر أن يطفىء هذا الشوق إلا بأن يذكركم ويمرر صوركم في قلبه مرات ومرات كي يهدأ هذه الشوق الذي لا ينتهي مثل موج البحر المتلاحق ما إن يصل إلى الشاطىء حتى تأتي موجة شوق أخرى بعدد لا متناهي من الأشواق .
أذكروني كل فجر
ويعاود الشاعر التأكيد على الرفاق بأن يذكروه في كل فجر يشرق على هذه الأرض لأن هؤلاء الرفاق هم خيرة الخيرة للشاعر .
يأتي بالحلم الجديد
واذكروني ... في رؤاكم
لهفة الأمل البعيد
نتابع مع الشاعر إبراهيم خليل إبراهيم ذو القلب الأبيض الرحيم الملىء بالأحاسيس الطيبة تجاه الآخرين حيث يخبرنا بأن مع كل فجر هناك يأتي بالحلم الجديد بحياة جديدة وهنا يذكر الشاعر الرفاق بأن عليهم رغم كل صعوبات الحياة بأن ينتظروا الفجر الطالع لأنه يحمل شيء جديد ويصر الشاعر على أن يشدد عليهم بأن تكون في الرؤية أو الأحلام هذه الذكرى لما كان وما سيكون من الأمل البعيد بأن يعود الرفاق ألى الإلتقاء من جديد .
كلما قرئت سطور
يا رفاقي ذا قطاري
حاملا قلبي الشريد
نتابع مع أحساس الشاعر إبراهيم خليل إبراهيم الذي يملك هذه الأحاسيس المرهفة بأنه كلما يقرأ سطور في حياته .. في كتابه .. في قلبه .. في نفسه فأنه يذهب في رحلة من اليقضة .. مسافر وقلبه إليكم يبحث عنكم وعن من تبقى منكم شرود القلب وشرود النفس .. درجة عالية من الحس لدى شاعرنا المبدع إبراهيم خليل إبراهيم ..آدام عليه الصحة والمحبة والرشاد .
ما سيبقى عني ذكرى
وأنتم الحب الوحيد
عشقكم بين عروقي
يجري في نبض الوريد
أذكروني يا رفاقي
حيثما الفجر الوليد
وهنا في نهاية الأبيات تأكيد من الشاعر لهؤلاء الرفاق بأن كل الذرى هي أنتم وأنتم الحب الحقيقي في قلبي وأن العشق متلازم بين عروقي .. وهنا صورة تشبهية قوية عن مدى تمسك الشاعر بهؤلاء الرفاق فأصبحو في مجرى الدم ومجرى الوريد .. ويتابع شاعرنا المتألق هنا في نهاية القصيدة على التأكيد بكل قوة على أن يتذكره الرفاق عندما يبزغ الفجر في نفوسهم في كل صباح ألا ان الفجر قريب .. لقد جاءت لدى غيرة محبوبة من هؤلاء الرفاق الذين أخذوا من شاعرنا كل هذه المكانة في القلب وفي القصيدة وفي الشعر ، حتى تمنيت أن اكون منهم .
القصيدة وارفة .. جزلة الألفاظ .. صادقة الإحساس .. تنبض من القلب إلى القلب .
تهنئة لشاعرنا على هذه القصيدة التى تحمل عبارات الوفاء فى زمن قل فيه الوفاء وأصبح الصديق الوفى صعب المنال ..
ياكلمة الحق :
______
يا كلمتى .. فى الحق
للظلم لا ... مية لأ
العدل خيله انطلق
وليل الضلام انشق
هدى جدار الظلم
يدخل جراده الشق
_ _ _ _ _ _ _
عدى خيول السبق
قومى انصرى المظلوم
وامحى جدار الخوف
ولا يبقى فيه مهزوم
واللى طريقه الحق
مهما انكسر حيقوم
يا كلمتى .. في الحق
______
إبراهيم خليل إبراهيم
مايو 2008
نشرت هذه القصيدة فى جريدة المساء 2008
يا كلمة الحــــــــق .... عنوان يشد المتلقي لما يحمله من عنفوان وقوة في التحدي وهو يجعلنا نتخيل قوة القصيدة وبناءها المحكم عندما نطرق أبوابها فاتحين لها قلوبنا لنسمع صدى حروفها :
يا كلمتى .. فى الحق
للظلم لا ... مية لأ
العدل خيله انطلق
وليل الضلام انشق
هدى جدار الظلم
يدخل جراده الشق
وهذا المقطع الأول يمثل بداية قصيدة غنائية بصوت متوهج يرتفع درجة درجة للأعلى .. تقترب من الأناشيد العسكرية في ساحة الحرب مع الطبل ذو الصوت الهادر.
يبدأ شاعرنا إبراهيم خليل إبراهيم هنا بمخاطبة ذاته أولاً ( يا كلمتي .. في الحق ) حيث نشعر هنا بأن الشاعر يحمل سيفاً من الكلامات والمشاعر الصادقة التي تصل إلى حد السيف القاطع الحاد في الحق الذي لا يعرف الخوف هنا
( للظلم لا .. مية لأ .. )
الجملة هنا أتت للتأكيد على الحق ورد الظلم وهنا تأكيد عددي ولفظي ... ونتابع مع الشاعر الفاضل إبراهيم خليل إبراهيم حيث يخبرنا بأن عدالة السماء نزلت إلى الأرض بخليها الذي أنطلق .. وهنا وصف فني بليغ من الشاعر وتصوير شعري بديع نقف عليه بهذا التصوير ونكمل بهذا التصور بأنقشاع ليل الظلام وأن سيف الحق قد فصله إلى نصفين وبفعل قوة الخيل والعدالة أنتهى جدار الظلم القائم على التزيف والباطل وأن هذا الشق دخله الجراد .. وهنا أيضاُ نقف على صورة شعرية بالغة الدقة من الشاعر بتصوير الجراد الكثير يدخل هذا الشق الذي فصله الحق بحيث لا يستطيع الظلم معاودة الألتحام مجدداً .ز والجراد هنا يعود على كثرة الظلم .
عدى خيول السبق
قومى انصرى المظلوم
وامحى جدار الخوف
ولا يبقى فيه مهزوم
واللى طريقه الحق
مهما انكسر حيقوم
يا كلمتى .. في الحق
ونكمل مع الشاعر في هذه الملحمة الأسطورية بين الحق والظلم وهنا تصوير رائع من الشاعر ويمثل الحق خيول السبق ويطالبها بنصر المظلوم المسحوق وأن تمحوا من قلب المظلوم جدار الخوف المتغلغل فيه حتى لا يشعر بأنه مهزوم أمام جحافل الظلم التي تنتشر مع هبوط الليل .. ويخبرنا الشاعر إبراهيم خليل إبراهيم عن حكمة بليغة :
واللي طريقه الحق ... مهما انكسر حيقوم
وذلك لأن الحق لا يكسر .. وأن الخير منتصر .. وأن ضوء النهار ساطع .. وأن الليل منقشع أمام جزئيات الضوء التي تنتشر وتنتصر .. وفي نهاية القصيدة يعود الشاعر ليذكرنا بمقدمة القصيدة لتكون أخر ما نقرأه ..
يا كلمتى .. في الحق
منصورة ... منصورة بإذن الله
لقياها :
___
ويوم اللقاء
يجىء الربيع
وعند الوداع
يأتى الصقيع
تغيب الأمانى
وقلبى يضيع
_____
إبراهيم خليل إبراهيم
الشرقية 1998
لقياها .... قصيدة من قصائد الومضة الشعرية التي تبرز فيها مقدرة الشاعر على الأختصار والتكثيف في البوح و المعنى وإيصال القضية إلى قلب المتلقي المثقف بكلمات معدودة وغنية وقوية وهنا تبرز أيضاً مقدرة المتلقي في فهم ماذا يريد الشاعر من هذه الومضة الشعرية السريعة والتي ربما يختلف الأثنان في تفسيرها وإعطاء أكثر من فكرة لها ومعنى ونبدأ مع شاعرنا حيث يقول :
ويوم اللقاء
يجىء الربيع
وعند الوداع
يأتى الصقيع
تغيب الأمانى
وقلبى يضيع
وهنا في هذه الومضة الشعرية ستةأبيات تتكون من ( 12 ) كلمة وتبدأ بقول الشاعر إبراهيم خليل إبراهيم :
ويوم اللقاء
أي يوم أن يكون الشاعر في هذا اليوم متهيء للقاء الأحبة .. المحبوبة الأنثى .. كل ما يخطر على بال المتلقى في هذا يوم اللقاء الذي يجمع بين أثنين ... ( يجىء الربيع ) أي مع هذا اللقاء يأتي الربيع بنسماته وعبق أريجــــــه ورياحينه بكل ما في الربيع من فرح .. ولكن ( عند الوداع ) للحبيب .. للوطن .. الوداع بحد ذاته مؤلم في كل شيء ( يأتي الصقيع ) نقيض الربيع وتتجمد المشاعر ويتجمد الزمن عند الوداع ولا نحس فيه كأنه قطعة من الزمن مفقودة تتجمد حتى أوصالنا فيه ولا نعود نشعر بها
ونكمل مع الشعر حيث ( تغيب الأماني .. وقلبي يضيع ) أي في هذه اللحظات الخاصة بالوداع تتبخر الأماني المحفورة في الصخر وتتلاشى في الهواء كأنها لم تكن .. والقلب يضيع في تلك اللحظات العاصفة من لحظات الوداع الصعبة التي أختصرها الشاعر هنا ببعض كلمات .
قصيدة تجمع بين اللقاء ونقيضه الوداع بين الفرح والربيع وبين الحزن والسكون والصقيع معاني عميقة في ابيات قليلة .
يابلدنا :
_____
يابلدنا فى غيابك
قلبى على بابك
سايبه هناك ..
عندك
صفحايا فى كتابك
ياجامعة احبابك
يافاتحه أبوابك
فداكى أروحنا
وأحنا فدا ترابك
قلبى دعا ليكى
يارب يحميكى
ويطرحها فى أولادك
البركة دى وفيكى
____
إبراهيم خليل إبراهيم
أكتوبر 1989
يا بلدنا .... قصيدة من العنوان تحكي حكاية وطن في قلب الشاعر المحب لوطن مصر وأمته العربية .. أبتعد .. سافر ..توجع القلب بالحنان وأشتاق إلى ربوع الوطن :
يابلدنا فى غيابك
قلبى على بابك
سايبه هناك ..
عندك
عبر شاعرنا هنا عن هذا الغياب القصري له عن أرض الوطن ولكنه غاب جسداً وبقى القلب على بوابة الوطن معلق هناك على مشارف الحدود .. على بوابات البيوت .. على أرصفة الشوارع .. بين الناس في المقاهي الشعبية .. تحت شجرة جميز بجانب نهر النيل .. هناك يهفو القلب ليبقى وإن سافر الجسد بعيداً فإن القلب سيبقى قريباً من الوطن .. تصوير رائع وجميل من قبل شاعرنا الوارف هنا .. ثم يقول شاعرنا إبراهيم خليل إبراهيم :
صفحايا فى كتابك
ياجامعة احبابك
يافاتحه أبوابك
فداكى أروحنا
وأحنا فدا ترابك
قلبى دعا ليكى
يارب يحميكى
ويطرحها فى أولادك
البركة دى وفيكى
تشبيهات عديدة ينقلنا بها الشاعر إبراهيم خليل إبراهيم من بيت إلى آخر ويمثل حياة الشاعر في الوطن بصفحات من الأيام مكتوبة في كتاب الوطن الخالد وأن هذا الوطن يجمع الجميع من كل المشارب والمنابت في ظله مثل الجامعة التي تجمع جميع الأحباب فيها .. وأن الأرواح هنا رخيصة للوطن نقدمها على كف إيدينا حين يطلب النداء .. الأرواح والأجساد لتعانق تراب الوطن الذي لا شيء أغلى من ترابه في الدنيا .. و قلب الشاعر دعا ولامازال يدعوا بأن يحمي أرض الوطن وأولاد الوطن والشعب من الفلاحين و العمال و المواطنين .. في الوطن دعاء مستمر لهم من قلب الشاعر بأن يحميهم وأن يطرح البركة فيهم وفي أرض الوطن والنيل الخالد وكل شيء على تراب الوطن
القصيدة جميلة .. وطنية الأبعاد .. سهلة الألفاظ عميقة المعاني .
وفى الختام نذكر أن القصائد رغم بساطتها الظاهرة إلا أنها تحوي عمقا كبيرا في المعنى لأنها تحوي نظرة للوطن وأحواله فصارت الأم / الأرض / الوطن لا أنها تحوي عمقا كبيرا في المعنى لأنها تحوي نظرة للوطن وأحواله ، فصارت الأم / الأرض / الوطن .. ولنتذكر دائما أن رسالة شعر العامية تعتمد البساطة في المعنى وعمق الرسالة أساسا لها .
دراسة بقلم الشاعر والناقد :
هشام أيوب موسى
العقبـــة / الاردن