سم العقارب.. علاج للسرطان
تم إنتاج شكل جديد من بروتين تم الحصول عليه من سم العقرب المسمى بالعقرب الأصفر واسمه العلمي Leiurus quinquestriatus وهو نوع من العقارب السامة الموجودة في فلسطين والمنطقة العربية.
خلية متسرطنة بسرطان من النوع glioma
هذا الشكل الجديد للبروتين الذي تم إضافة اليود المشع إليه أثبت أنه فعال في علاج واحد من أخطر أنواع الأورام السرطانية القاتلة وهو سرطان الدماغ المسمى glioma وقد أطلق على البروتين اسم 601 -TM وهو يحمل اليود المشع مباشرة إلى الورم السرطاني حسب ما ذكر الدكتور آدم ماميلاك وهو جراح أعصاب قاد فريق البحث والذي تم نشر نتائجه في مجلة علم الأورام السريري الصادرة من الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري Journal of Clinical Oncology وذلك في عدد المجلة الصادر في الأول من العام الجاري. وهذا البروتين له القدرة على المرور عبر الأوعية الدموية التي لا تستطيع الكيماويات الأخرى المرور عبرها ليصل إلى الورم والذي يتأثر باليود المشع الذي يحمله البروتين.
وقد جرب الدكتور آدم وفريق بحثه هذا المركب البروتيني الجديد على 18 مريضا أجريت لهم عملية استئصال للسرطان وكان يعتقد أنهم سوف يعيشون فقط شهورًا ولكن وجد أن اثنين منهم عاشوا بدلاً من الشهور ثلاث سنوات، وستة منهم عاشوا فترة أطول. وحسب الإحصاءات فإن هناك 1700 أمريكي يتم تشخيص إصابتهم بسرطان الدماغ من النوع glioma سنويا وهذا السرطان سريع الانتشار وقاتل ويعيش حوالي 8? من أولئك المرضى بعد تشخيص حالاتهم لمدة عامين و3? منهم يعيش لمدة خمس سنوات، وحسب رأي الباحثين أنه حتى بعد إجراء جراحة الاستئصال للسرطان تبقى بعض الخلايا وتعاود الانتشار مرة أخرى مؤدية إلى الوفاة. والمركب البروتيني الذي تم إنتاجه ومادته الأولية من سم العقرب السام يعمل على إغلاق قنوات بروتينية تسمى قنوات الكلوريد في الخلايا المسرطنة بآلية تشبه آلية إصابة الصرصور بالشلل بعد لسعه من قبل العقرب حيث إن العقرب يتغذى على الصراصير إضافة إلى حشرات أخرى. أما في البشر فإن مركب البروتين يمنع انتشار الخلايا المتسرطنة في الأنسجة المجاورة ويقضي عليها.
العقرب الأصفر الذي ينتشر في فلسطين وبعض البلاد العربية
تأثير اليود المشع
ولتقليل تأثير اليود المشع على الغدة الدرقية في المرضى المراد معالجتهم يتم إعطاء المرضى كمية من اليود غير المصنع قبل العلاج المكون من البروتين واليود المشع وذلك لمنع الغدة الدرقية من امتصاص اليود المشع الموجود في البروتين عند حقنه، وتقل كمية اليود المشع في هذا العلاج عن كمية اليود المشع المستخدم في علاج سرطان الغدة الدرقية. وقد تم منح ترخيص إنتاج هذا العقار الجديد لإحدى الشركات المصنعة للأدوية، والتي قامت بتمويل البحث، وما تم إنجازه حتى هذا الوقت هو المرحلة الأولى وتبقى المرحلة الثانية حتى يتم الحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدامه وإنزاله إلى الأسواق. وبقي للفريق البحثي الآن وبعد التأكد من عدم سمية العقار وبعد أن تأكد لهم أن ما لا يلتصق منه بالخلايا المتسرطنة يتخلص منه الجسم عن طريق البول ولا يذهب منه شيء إلى أعضاء الجسم الأخرى للتأثير عليها، بقي التأكد من الجرعة المناسبة وتوزيعها على فترة علاج المريض، إضافة إلى تجريب هذا المركب أو العقار على أنواع أخرى من السرطان مثل سرطان الثدي والقولون، حيث تبين أن هذا البروتين ليس فقط حاملاً لليود المشع بل إن له تأثيرا مؤازرًا ومقويًا له. ويعتقد بعض العلماء أن للسموم المستخرجة من الكائنات الحية أثرًا سلبيًا في الجهاز المناعي للإنسان إلا أن فريقا آخر من جامعة ستانفورد تمكن من إثبات أنه يمكن للجسم مقاومة التأثيرات المناعية لثلاثة أنواع من سموم الثعابين، وكذلك لسم النحل. وقد نشر بحث ذلك الفريق في مجلة العلوم Science في عددها الصادر في 28 يوليو. وهكذا نرى أن الله عز وجل لم يخلق شيئًا عبثًا، بل إن لكل كائن من الكائنات الحية دورًا يقوم به وفائدة أو فوائد، ولكن قصور العلم والمعرفة يجعل نظرتنا لبعض الكائنات أنها ضارة، على الرغم من أن الضرر نسبي في كثير من الأحيان.
إنّي أدلّلُ آلامي وأمسحُها مسح الشفيقِ وأجلوها وأنتقدُ
حتّى تطلّ على الدنيا بزينتها حسناء تبدو عليها نعمة وددُ
مالي أرى الفرس الشقراء عاريةً على المرابطِ لا تطغى فتنجردُ
آب المغيرون جنّت خيلُهم مرحًا وآن أن يستريح الفارسُ النجدُ
بدوي الجبل
عارف سعيد الحمادي