اغترفت من سهام الآلام آلاما ظمأى..
و تجرعت من سواد المرارات.. مرارات ثكلى..
أبحرت دون مجداف دون أشرعة …في ليال تعوي ثم تعوي...
سايرت القلب و أمنيات حيرى تعانقني
تعانقني نحو خطوات.. نحو منعرجات عطشى..
استصرخت حلمي كثيرا.. و استعذبت القفز مرارا
وفي كل مرة كنت أنس أو أتناسى طاقاتي و إمكانياتي..
نسيت أني بلا رصيد و بلا تعبئة..
نسيت أني وحيدة كجندي أعزل أتسامى ..
كنت أقاوم فكرة الاستسلام و الانهزامية..
اعتقدتهما بطولات راقية شامخة ..أو روحا سامية
فماذا قررت؟
قررت أن أحفز الروح و أتعلق بأذيال كل الأمنيات ..
و أبتاع كل ما تبقى من سموم اليأس و كل أنواع الاحباطات المخجلة..
هكذا مرغت جبيني بأحزان الانتظارات الملكية..
و سألت القلب كم من الوقت ستظل متكئا على هاته الانتظارات الواهية ؟
بل على الوعود ..على صكوك المواثيق و كل المراسيم الفانية ؟
أجابني على قدر نجوم الأرض ...
و إن أنهيت العد فعلى قدر قطرات البحر..
سموت بنفسي بأحاسيسي آنذاك...
و دافعت عن حقوقي السامية أو التي اعتقدتها سامية
عفوا بل عن جحيمي ..عن اعتقالاتي..
عن سعاداتي الغافلة الساذجة.. أم المتخاذلة..؟
آزرت ثوراتي و علمت نفسي أن الخسارة ليست في النهايات الدامية..
إنما في لحظات الندم على الانسحابات المبكية...
ندى يزوغ
المغرب..