السلام عليكم
السلام عليكم
ننسى أحيانا أننا كلما تسلقنا وتقدمنا مرحلة لا ننظر للخلف ,ونحاول ألا نفعلها بقدر ما.
نراجع مع نفسنا ,كيفية الوقت الذي مضى في معالجة المشروع ذلك ,وكيف حاولنا وجهدنا وتسلقنا الجدر والحواجز حتى وصلنا .
لنفكر بمرحلة أخرى ونتسلق من جديد مراحل متقدمة من عمرنا وطموحاتنا , ونبقى في عمل مستمر دون أن نراجع طريقة تسلقنا وليس طريقة وصولنا للهدف...
فكما يتطور تفكيرنا تتطور ادواتنا والعالم من حولنا...
ذلك أن تطور أدواتنا هو كفيل باختصار خطواتنا في المستقبل ,وهذا ما نجده في عالمنا من أسئلة تصويت سياسية ,وإحصاءات عملية فكرية , من خلال مواقع قد نعرفها وربما لا..
تختصر على المخططين خطاهم ودروبهم ومراحلهم, وهي طريقة تفكير إيجابية تسعى لمزيد من تهديب العمل ونجاحه, وتجسد أن صاحبها عازم على تطوير أدواته واختصار طريقه.
لكن كثيرا من البشر يبدؤون بأدواتهم ذاتها ,ويكملون معها مع تغير استمرار تطور المراحل لاجتياز الصعوبات الناجمة عن القفزات المستمرة للأعلى, رغم أنها قد تكون مجدافا اهترأ منذ مدة طويلة.
أدبيا يقول روبير اسكار بيت: هناك على الأقل ثلاثة آلاف طريقة لارتياد الحدث الأدبي ودراسته.
ماذا يعني هذا؟, أن الأدوات تتجدد ,وتتجدد كتاباتنا وأنفاس أحرفنا ,وهدير خطواتنا. وإلا فنحن نجتر ونفقد عنصر التشويق والتجديد والعطاء بحيوية فائقة, كي نجذب جمهورا ما عاد بسيطا كما نعتقد.
هذا ينطبق على جميع المجالات التي نعمل فيها ومنها الأدب:
ففي عالم الشعر يقول الأديب والناقد خالد أبو خالد: يجب أن نعترف بأن الحركة النقدية توقفت عند تجارب الرواد, وأسماءهم قد غابت فيما بعد عن حركة تطور القصيدة ,ولم يحظ شعر الستينات
بأية دراسات نقدية ذات تأثير في تطور هذه القصيدة, وإن التفاوت المعرفي للشعراء قد انعكس على أدائهم ,فمنهم من أضاع تجربته ومنهم من أجاد في تطويرها ومنهم من لم يستطع تجاوز نصه ومن الذين استطاعوا أن يقفزوا بالقصيدة في مرحلة
مبكرة من السبعينات إلى آفاق جديدة في الشكل واللغة محمود درويش منذ قصيدة سرحان بشارة سرحان ..يشرب القهوة في الكافتيريا, معتمدا على رصيده في ممارسة جرأة في الأداء الشعري واللغوي غير مسبوقة.[1]
باختصار إن لم تتطور في طريق عطائك عبادتك كل ما تقدمه في حياتك ,فسوف تتراجع يوما ما وبطريقة ما ونحو جهة ما.....وللحديث بقية عندك.
الخميس 16-1-2013
[1] العدد 550 من مجلة المعرفة تموز 2009