لقد قرأت لك اليوم هذه المعلومة حول:
(المجاز والتجوز)
قال ابن منظور في معجمه ( لسان العرب )
وتَجَوَّز في صلاته أَي خَفَّف؛ ومنه الحديث: أَسْمَعُ بكاء الصبي فأَتَجوَّزُ في صلاتي أَي أُخففها وأُقللها.
ومنه الحديث: تَجَوَّزُوا في الصلاة أَي خففوها وأَسرعوا بها، وقيل: إِنه من الجَوْزِ القَطْعِ والسيرِ.
وتَجَوَّز في كلامه أَي تكلم بالمَجاز.
وقولهم جَعَل فلانٌ ذلك الأَمرَ مَجازاً إِلى حاجته أَي طريقاً ومَسْلكاً
قال مؤلف معجم القاموس امحيط
(المَجازُ: الطريقُ إذا قُطِعَ من أحد جانِبَيْهِ إلى الآخَرِ، وخِلافُ الحقيقةِ)
وتجاوز في كلامه وجاوز بمعنى ( تكلم بالمجاز )
وذو المجاز: سُوقٌ من أَسواق العرب
ولتوضيح المراد أقول وبالله التوفيق :
المادة إذن هي : الجيم والواو والزاي ، وما صيغ منها على وزن
( فَاعَلَ كَجَاوَزَ ) في معناه
مثل صياغتك على وزن ( تَفَاعَلَ أو تَفَعَّلَ )
تقول : تَجَاوَزَ ، وَ تَجَوَّزَ ،
والقاعدة البلاغية أن زيادة مبنى الكلمة يدل على زيادة معناها
أي : تأكيد الفعل لزيادة مبناه ووزنه
فترى أن جاوز ( ثلاثي مزيد بالألف ،بعد الحرف الأصلي الأول من مادة الفعل)
ومنه قوله تعالى :( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر )
أما تجاوز ( فهي ثلاثي مزيد بالتاء والألف ؛التاء في أوله والألف بعد الحرف الأول الأصلي)
وتجوَّز ثلاثي مزيد بالتاء في أوله وتضعيف الواو في وسط الفعل الثلاثي الأصلي)
وكل هذا في باب الصرف والاشتقاق
أما في بلاغة الأسلوب فهناك ما يسمى
بالمجاز المرسل ؛
وهو اللفظ المستخدم في غير ما وضع له في الأصل ،
دون وجود علاقة تشابه أو تلازم بينه وبين ما وضع له نحو قول الشاعر :
وما من يدٍ إلا ويدُ اللهِ فوقها = ولا ظالم إلى سَيُبْلَى بظالم
فكلمة ( يد ) مجاز مرسل علاقته السببية لأن اليد هي سبب القوة
وقول الآخر :
وأشرب ماءَ النيل من بعد دجلة = فيخضر في مصر الجديدة عودي
ففي لفظة ( ماء النيل ) تجوُّزٌ للتكلم بالمجاز علاقته ( الكلية )
حيث أطلق الكل وأراد الجزء فليس من المعقول أو الحقيقة أن يشرب ماء النيل كله
وعكسه ما يسمى ( المجاز المرسل بعلاقة الجزئية ) حين يطلق الجزء ويريد الكل نحو
قوله تعالى كلا إنها كلمة هو قائلها ) أي أنه كفر بالله وقال : لا أؤمن بالله
وقولهم ( حكمت المحكمة ببراءة المتهم )
( مجاز فيه تجاوز عن الحقيقة حيث أطلق لفظ المحل وأريد من فيه من القضاة والمستشارين الذين اصدروا الحكم ) وتسمى العلاقة المحلية )
وسر جمال المجاز في الأسلوب أو التجوز في الكلام هو الإيجاز والدقة وإثارة الذهن في اختيار العلاقة المناسبة للمعنى المقصود من العبارة