يقول لنا الشافعي "رحم الله من أهدى لي عيوبي"،ومع ذلك، فما أكثر من يكابرون عند تصويبهم:تقول للأول: العباس بن أحنف شاعر عباسي وليس جاهليًا كما كتبت، فيقول لك: هذا خطأ في الطباعة! (ما أكثر مثل هذا الادعاء بحق وبغير حق).
....
تقول للثاني وهو معلم معروف: كلمة (شذا) تكتب حسب المعاجم العربية ووفق قواعد الإملاء بالألف القائمة، فيقول لك "تجوز شذى- فقد وردت هكذا في معجم سغيب "قاموس عبري عربي للغة العربية"!!!!
...
تقول لهذه الكاتبة "ضفيرة" المرأة وليس (ظفيرة)، فتقول لك: أنا كنت أطبع من الخلوي!
....
تقول لهذا هي (خَـلّويّ)، وليس (خليوي)، وتشرح له السبب، فإذا به يدافع عن الخطأ لأن التعبير في لبنان شائع، أو أنه قرأه في هذه الصحيفة المحلية أو تلك.
...
تقول لشيخ في الدين وفي العربية: نلفظ (غَـيّ) بفتح الغين لا بكسرها، فقد تبين الرشد من الغَي، كما ورد في الذكر الحكيم، فيجيبك من تحت إبطه: يجوز الوجهان!
(ما أكثر هؤلاء الذين يجيزون الوجهين، ولا تسأل: كيف، وأين المصدر، فأنت تكلف نفسك رهقًا)!
....
الأنكى من ذلك أن بعضهم أخذ يشكل نصوصه والشعرية والنثرية (منها النقدية) فسرعان ما تجد الأخطاء الحاشدة والشائنة، وأنت إزاء ذلك لا تستطيع أن تصوّب:
أولاً لأنك لا تستطيع لكثرة المواد، ووقتك لا يجيز لك.
وثانيًا لأنك تعرف أنه لا يريد أن يسمعك، فهو لا يتقبل نقدك!
وثالثًا لكثرة المناكفات، فمنهم من إذا صوبته يحمر وجهه ويدفع لك بخطأ يزعم أنك أخطأت فيه، وذلك قبل سنوات!! وذلك ليبتعد عن جوهر الموضوع، أو ليحادّك ليس إلا.
......
الأدهى والأمر من يعارضك في التصويب، بدعوى أن المهم هو المضمون، وليس الشكل و "القشور"، وكأن مضامينه لا يأتيها الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
....
أعدكم أنني سأشكر كل من يصوّبني فجل من لا يسهو، وسأقول له كما قلت أكثر من مرة:
تعلمت!