حيث انبعثت الحياة منذ آالاف السنين الى يومنا هذا....باب توما

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
المصدر هديل عرجة
15 / 02 / 2007
دمشق القديمة... ميراث ثقافي عالمي بهذه الكلمات وصتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، فالمدينة القديمة المتوضعة داخل سور دمشق والتي لا تشكل سوى 5% من مساحة مدينة دمشق الحالية، تعتبر حكاية تاريخية ماتزال تروى تفاصيلها وأحداثها إلى اليوم..... فدمشق بمعالمها الكثيرة وأزقتها وحاراتها العريقة ذات الحجارة السوداء، وكل معلم من معالمها يستدعي وقفة لجولة في الذاكرة.. سور يفصل قديمها عن جديدها يجتاز المار من خلال أبوبها تاريخاً ويقلب صفحاته ليعيش ذكرى أيام خلت، فسور دمشق يحيط بها من جميع جهاتها، وتشير بعض الدراسات إلى أنه يعود إلى العهد الآرامي وأنه جدّد في العهد اليوناني، أما فيما يتعلق بأعمال الترميم والتجديد فقد كانت مستمرة عبر التاريخ حيث تعرّض السور إلى تخريب في أجزاء عديدة منه....

يبلغ طوله 4500م بارتفاع خمسة أمتار، وكان يضم عدداً من الأبراج التي زالت ولم يبق منها إلا برجان، منهما القريب من الجابية والآخر يقع شرقي باب توما مباشرة، جانب جامع الشيخ أرسلان الدمشقي.


وقد زود سور دمشق حين تشييده في القرون الأولى للميلاد بسبعة أبواب هي "باب كيسان، الباب الصغير في الجزء الجنوبي من السور، باب توما، باب السلام، باب الفراديس في الجزء الشمالي من السور، الباب الشرقي في الجزء الشرقي من السور، باب الجابية في الجزء الغربي من السور".

ثم زودت المدينة بأبواب جديدة في فترات لاحقة، منها ما قام في الموقع الأساسي للأبواب الرومانية ومنها في مواقع جديدة، مازالت هذه الأبواب محتفظة بمظهرها التاريخ…

باب توما...

يحتل باب توما الجهة الشمالية الشرقية من سور المدينة وهو في الأصل باب روماني

يطل الباب نحو الخارج بقوس مدببة وحدوية الشكل، أعيد بناء باب توما بشكل جيد زمن الملك الناصر داوود 1228، وقد أزيل المسجد الذي كان عنده في بداية العهد الفرنسي، يعتبر باب توما نموذجاً من نماذج المنشآت العسكرية الأيوبية التي تقدم صنعها تقدماً مدهشاً في أول القرن الثالث عشر الميلادي، يعلوه قوس مجزوء، وشرفتان بارزتان لهما دور عسكري وتزييني معاً.

وتتميز تلك المنطقة "باب توما" بتلك الأحياء المتميزة ببيوتها المتلاصقة مع بعضها البعض وبشارعها المرصوف بالحجر القديم.

وفي رواية للمؤرخ "حسن البدري" في كتابه "نزهة الإمام في محاسن الشام"، يتحدث من خلالها عن أبواب دمشق وعلاقتها بالكواكب المصوّرة على هذه الأبواب "زحل على باب كيسان، والشمس على الباب الشرقي، والزهرة على باب توما، والقمر على باب الجنيق، وعطارد على باب الفراديس، وصورة المشتري على باب الجابية، أما المريخ فعلى الباب الصغير".

آخر تحديث ( 15 / 02 / 2007 )