في مستهل كُليمتي "رسالة مفتوحة إلى"سواعد الإخواء" كتبتُ بالحرف :(أشار الدكتور"أبو زيد الإدريسي" إلى ما يقوم به"الغرب"من تخصيص باحثين عدة،وأموال طائلة لدراسة مضوع ما.. فيخرجون بنتائج هائلة .. بينما يحك أحد"مثقفينا"رأسه .. فيكتب بحثا في خمسمئة صفحة .. كلها إنشاء!!غزا هذا الكلام ذاكرتي،وأنا أنهي قراءة كتاب "كيف غير السكر العالم؟ : قصة عن السحر،التوابل،العبودية،الحرية،والعلم" من تأليف مارك أرونسون و زوجه مارينا بودوس.كيف غزا ذلك الكلام ذاكرتي؟ختم الزواجان المؤلفان .. بتوجيه رسالة "شكر وتقدير" للمساعدات التي حصلا عليها لإنجاز هذا الكتاب .. وهو برمته لا يتجاوز "143"صفحة!!قالا :(كنا محظوظين جدا لأننا حصلنا في وقت مبكر من بحثنا على فرصة للقاء الباحث الذي يُعد كتابه هو المرجع الأول لجميع الطلاب المهتمين بموضوع السكر في التاريخ. الدكتور سيدني مينتز مؤلف "الحلاوة والسلطة"عام 1985،وعالم أنثروبولوجيا،لم يكتفِ بدراسة حقائق تاريخ السكر،بل وكيف غير السكر حياة أولئك الذين عملوا في إنتاجه وبيعه وتناوله. من الضروي أن يهتم أي مؤرخ بما يربط التغيير الاجتماعي بالتحولات في النظم الاقتصادية،وهو ما فعله مينتز،حيث قاد الطريق للقيام بذلك في كتاب ثاقب ومحقق ومقنع.تعرفنا أيضا في تلك الرحلة الأولية نفسها على الدكتورة فرانكلين أودو،مديرة برنامج آسيا والمحيط الهادئ الأمريكي في مؤسسة سميث سونيان،ومطّلعة ومشرفة على تاريخ هاواي في هذا الجزء من قصة السكر،لم تساعدنا فقط بتوجيهنا في البداية،لكنها قامت بمراجعة المخطوطة بأكملها في النهاية،وساعدتنا برؤيتها،وعندما اقتربنا من إتمام عملنا،وقعنا على كتاب"من الآن فصاعدا"من تأليف الدكتور بول فريدمان ووجدنا أنه كتاب ممتع ومفيد على حد سواء. استغرق الدكتور فريدمان وطلاب الدراسات العليا ييل آدم فرانكلين ليون و أزيلينا جابوليت فيرتشيري وقتا للرد على أسئلتنا،راجع الدكتور فريدمان الكتاب بأكمله وأكرمنا بالاستفادة من معرفته الواسعة،كما نتوجه بالشكر أيضا لأمناء المكتبات كريستينا ريكلمي من جامعة ولاية لوزيانا وإريش كيس من جامعة ولاية فلوريدا،اللذين ساعدانا على العثور على المواد الإرشيفية،والأستاذ ريك هالبرن،من كلية تورنتو،على إفادتنا بأفكاره حول السكر في كل من لوزيانا وجنوب أفريقيا. ){ ص 139 – 140 ( كيف غير السكر العالم؟) / مارك أرونسون و مارينا بودوس / ترجمة : فاطمة نعيمي / الدار العربية للعون "ناشرون" }.سنأخذ استراحة من مسلسل "الشكر"هذا .. ونعود قليلا للوراء .. لفصل آخر"قصة تأليف هذا الكتاب" :(ملاحظة : هذا المقال ليس موجها إلى القراء الشباب،بل الذين يتحدونهم ويوجهونهم ويساعدونهم،إنه مقال قائم على الاقتناع الراسخ بأن الشباب أذكياء،وبالتالي فإن الفرصة التي نوفرها لهم للتفكير في مسائل كبيرة بطرق إبداعية،هي الأفضل (..) يرى أي شخص بالغ أن أنواع الأسئلة التي نناقشها في هذا المقال خارج نطاق معرفة طلاب المدارس المتوسطة والثانوية يحتاج فقط للاطلاع على بعض المقالات الفائزة بجائزة يوم التاريخ الوطني والتي كتبها طلاب من الصف السابع،وهي متاحة { يوجد موقع على الشبكة - محمود}.أو تلك التي كتبها طلاب المدارس الثانوية ونشرت في استعراض كونكورد { يوجد موقع على الشبكة - محمود}.كلما زدنا من تحفيز الشباب فكريا،ارتفع وعيهم){ ص 133 – 134 ( كيف غير السكر العالم؟) }.لاشك عندي أن"الحرية"في أن يكتب الطالب وجهة نظره .. تعطي دفعة لطالب في المرحلة الثانوية،أو حتى في الصف السابع ليكتب .. ويبدع.كنت أريد – قبل العودة إلى مسلسل"الشكر"أن آخذ استراحة،وهي عبارة عن بعض ما اقتطفته من الكتاب ... ولكن تبين أنه أكثر مما كنتُ أتوقع!!من كتاب"كيف غير السكر العالم؟" لـ مارك أرونسون و مارينا بودوس :(بحلول عام 600م،كان الأطباء في المدرسة يكتبون عن دواء آتٍ من الهند اسمه شاركارا،أو كما دعاه الفرس شَكَر. في الواقع،اخترع العلماء في جوندي شابور طرقا جديدة وأفضل لتحويل القصب إلى السكر،كون الجامعة لديها روابط مع العديد من الحضارات الكبرى في آسيا والبحر الأبيض المتوسط،وأوربا. بدأت كلمة سُكر وتجربة تذوق الحلاوة الخاصة تنتشر) : "كيف غير السكر العالم؟"ــــــــــــ(عندما بدأ السكر في الانشار من الهند،وبلاد فارس،واليونان،ومدرسة جوندي شابور العظيمة،كان الطهاة الذين يعملون عند الأغنياء يتعاملون معه كونه من التوابل،وذلك بمزجه مع النكهات الأخرى،وواصلوا ذلك لمدة ألف سنة أخرى. ولكن عالم السكر كان ينمو بسرعة كبيرة،وانتشر بسبب عاصفة – عكس أي عاصفة حلت بالعالم في أي وقت مضى – عاصفة الإسلام) : "كيف غير السكر العالم؟" (زر ماركوبولو إمبراطورية كوبلاي خان في 1280م،وأفاد بأنه على الرغم من أن الصينيين يعرفون كيف يزرعون قصب السكر وينتجون السكر البني منذ أكثر من ألف عام،إلا أن رجالا من مصر هم الذين اكتشفوا السكر الأبيض المُبهر بطعمه. في الوقت الذي كانت المعارف الجديدة تنتشر في العالم الإسلامي ويستوعبها أهلها،ويتمتعون بالمذاق الحلو للسكر،كانت أوربا تذهب إلى الاتجاه المعاكس : العزلة) : "كيف غير السكر العالم؟"ـــــــــــ(اعتمدت القوة الحقيقية للسكر على مادة أخرى وهي أوراق مجعدة نمت في حقول أسام في شمال الهند وجميع أنحاء الصين .. ونعني الشاي) : "كيف غير السكر العالم؟"ــــــــــــ (كان هناك اثنان من المشروبات الجديدة الأخرى التي جاءت إلى أوربا في القرن السابع عشر وهي القهوة والشوكولاتة الساخنة،افتتح رجل تركي أول مقهى في إنجلترا عام 1652. كان الناس خارج أوربا،كأماكن مثل الصين والجزيرة العربية والمكسيك يتمتعون بالمشروبات الساخنة كما هي،ولكن في أوربا،أضيف السكر إلى المشروبات الثلاثة الجديدة) : "كيف غير السكر العالم؟"ـــــــــــــــمن كتاب "كيف غير السكر العالم؟" (تعلم ثيستلورد درس الرعب في وقت مبكر عندما رأى سيده يقبض على عبد هارب،فضربه بالسوط أولا،ثم فرك مكان الجروح بالملح،والفلفل،والحامض. كان هذا النوع من القسوة متبعا في جامايكا (..) قام ثيستلورد لمعاقبة أحد العبيد بتكميمه وتكبيل يديه وقديمه،وفرك جسده بدبس السكر وتعريضه عاريا لكل أنواع الحشرات نهارا،والبعوض ليلا،ولكن حتى هذا لم يكن أسوأها) : "كيف غير السكر العالم؟"ـــــــــــــــــــــ (كان السكرالعقدة التي تربط بين العبودية والحرية،فمن أجل إنتاج السكر قام الأوربيون والمستعمرون في الأمريكتين بتدمير الأفارقة وتحويلهم إلى آلات. وفي الوقت نفسه كان الأوربيون أنفسهم يرفضون أن يكونوا أدوات بأيدي الملوك والأمراء. كيف يمكن لذلك أن يحدث؟ لماذا كان الناس يتحدثون عن المساواة بينما لا يتوقفون عن استغلال العبيد؟ الواقع أن الجوع العالمي للسكر المزروع بواسطة العبيد أدى وبشكل مباشر إلى إنهاء العبودية. ) : "كيف غير السكر العالم؟"ــــــــــــــ(من المؤكد أن الرجال الأحرار ملزمون باحترام القوانين،ولكن يجب أن يكون لهم رأي أيضا عند وضع تلك القوانين) : "كيف غير السكر العالم؟"ـــــــــــــــــــ(تميل السلطة إلى الفساد،وتؤدي السلطة إلى فساد مطلق) : لورد أكتون "كيف غير السكر العالم؟" ــــــــــــــــــــــــــــمن كتاب "كيف غير السكر العالم؟" :عن قانون صدر سنة 1763م (في الوقت الذي وصلت فيه أخبار قانون السكر المشدد إلى مستعمرين في أمريكا الشمالية،كانت ردة فعلهم المباشرة هي الغضب في بوسطن،فردت الجمعية العامة بقولها:"إن فرض الضرائب علينا دون أن يكون هناك ممثل قانوني لنا وقت إقرارها،يعني ببساطة نقلنا من بشر أحرار إلى عبيد بؤساء) : "كيف غير السكر العالم؟"ـــــــــــــ(عندما استمع البرلمان إلى سادة السكر شعر المستعمرون بالعجز وكأنهم عبيد. إذا كان بإمكان إنجلترا أخذ ممتلكات الأمريكيين بهذه البساطة فهذا يعني أنهم ليسوا أحرارا .. وهكذا،عندما كتب توماس جيفرسون،مع جون آدمز،وبنيامين فرانكلين،إعلان الاستقلال،شددواعلى أن هناك حقوقا معينة لا يمكن لأي إنسان أن يفقدها : الحياة والحرية والممتلكات،التي هي جزء مما يعنيه"السعي للسعادة"،لكن عندما اعتقد جيفرسون أن العبودية شر يأمل أن يختفي،إلا أنه كان يرى أن من حقه شراء العبيد وبيعهم): "كيف غير السكر العالم"؟ـــــــــــــــــــــ(وإذا خرجت روح الحرية هذه عن السيطرة،فقد يكون ذلك خطرا حقا. بكل حال،في إنجلترا نفسها فقط 3% من السكان لديهم الحق في التصويت. (..) بدءا من خريف 1793،بدأت القوات البريطانية تصل إلى سانت دومنيغ لإعادة استعباد الناس وإعادتهم إلى مزارع السكر،وكما قال هنري دونداس،وزير الحرب البريطاني آنذاك،فإن هدفهم هو"منع تداول المستعمرات البريطانية للعقائد الوحشية والخبيثة المتعلقة بالحرية والمساواة) : "كيف غير السكر العالم"ـــــــــــــــ (المفارقة الكبرى حول الثورة الفرنسية هي أنه بالرغم من تمرير الثوريين لقوانين تصب في صالح الفقراء والاستعباد أكثر من أي وقت مضى،إلا أن القادة أنفسهم أصبحوا متحمسين على نحو متزايد لقتل أعدائهم،وهذا الوضع يشبه وضع الكثير من الأنظمة التي – إلى يومنا هذا – يدعي فيها الطاغية أنه يساعد الشعب،بينما في الوقت نفسه يسجن خصومه ويسرق البلد،كثيرا ما يتم تغليف السلوك الوحشي بالأفكار العظيمة) : "كيف غير السكر العالم"ــــــــــــــــ (في 1807 تم عرض مشروع قانون لحظر الانخراط الإنجليزي في تجارة الرقيق على مجلس العموم،ثم مجلس اللوردات،وفي الظهيرة المحددة في 25 مارس /آذار،وقع الملك جورج الثالث على هذا القرار. وهو تاريخ يجب أن نحتفل جميعا به ونكرمه حتى يومنا هذا،فالبرغم من أنه لم يتم تحرير أي عبد بناء على هذا القانون،إلا أنه مثل تغييرا كبيرا في العالم): "كيف غير السكر العالم"ــــــــــــ(الغباء هو شكل آخر من أشكال العبودية) : "كيف غير السكر العالم"بعد هذه الاستراحة،غير القصيرة، نعود ..يقول المؤلفان :(كما أفادنا الدكتور نورهان أتاسوي والبعثة الثقافية التركية في واشنطن العاصمة بشكل خاص في البحث عن صور نحت السكر في العصر العثماني. ونشعر بالامتنان كذلك للدكتور دوغلاس هيرمان لتوجيهنا إلى البروفيسور ديفيد بورني،الذي أرسل لنا ورقة شارك في تأليفها حول استخدام الفحم الذي تم العثور عليه في تسعة مواقع في جزيرة كاواي لتأريخ وصول الإنسان إلى جزر هاواي.كان البروفيسور بن لابيدوس دليلا مفيدا للموسيقى التي أنتجتها العبودية،ومع امتناننا لجميع أفكار هؤلاء العلماء،كتابنا هذا،وكل شيء تم تضمينه فيه،أو تم الاستغناء عنه،هو نتاج قراراتنا){ ص 139 – 140 (كيف غير السكر العالم؟)}.وبعد .. وصل قطاري إلى آخر سطر في الفصل الخاص بـ"الشكر والتقدير" من هذا الكتاب.كتب المؤلفان نأمل أن يقدم لكم هذا الكتاب ما قدمه مينتز لنا : توفير الأساس الذي يسمح لك أن تكون فضوليا بذكاء) : مارك و ماريناعود على بدأ .. كما تفضل الدكتور"أبو زيد الإدريسي" .. ها نحن نرا جيشا من الباحثين .. يقوم بمد المؤلَّفين بسيل من المعلومات .. والنصائح .. من أجل إنجاز كتاب ..آخر سطر فيه :
(يعيش الزوجان حاليا في ميبل وود،نيوجيرسي،مع ابنيهما){ ص 143 (كيف غير السكر .. )}.أذا . ."143"صفحة فقط!!
أبو أشرف : محمود المختار الشنقطي المدني