بسم الله الرحمن الرحيم , والصلاة والسلام على نبينا الكريم وخاتم الأنبياء والمرسلين وبعد .
قرأت مقالاتكم وأبحاثكم وردودكم بكل انتباه وإمعان , وخلاصة ما فهمته , أن الدكتور محمد حبش قد لا يقصد إلا ما آل إليه المسلمون من تفرقة وضعف وانحلال , فتناول النواحي السلبية لإثبات وجهة نظره , مما يؤثر هذا سلباً , على القارئ ويربك الدارس , أو قد ينفر المسلم من إسلامه , بقصد أو بدون قصد , وأما حديث الدكتور عيد دحادحة , فكان رده يوضح النواحي الإيجابية والسلبية معاً , بكل ما تناولة الفقهاء والعلماء, ليصل بنا إلى مفهوم وجوه الإختلاف بينهما , منذ نشأتهم إلى ما هم عليه الآن , وفي هذا يوضح أن الأئمة مهما اجتهدوا لا بد أن يكون لكل واحد منهم علماً يمتاز به دون علم آخر , فالحديث وروايته وحفظه وتفسيره , له رجاله الأقوياء , كما له من لم يتعمق بأسراره , ونحن في هذا المنتدى لم نكن من العلماء الفطاحل لنرد عليكما ونخاطبكما بتخصصكما , ولكن , خير الكلام ما قل ودل , فيقول رسولنا الكريم: : (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء) فهو حديث صحيح ثابت عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-، زاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: (قيل: يا رسول الله! من الغرباء؟ قال: الذين يَصْلِحون إذا فسد الناس) , وأنا أرى فيكما الخير للإصلاح , وهداية هذا الجيل , التواق لرأيكما السديد وعلمكما المديد .
وأرى , ولا ألزمكم برؤيتي فأقول : علينا أن نتكلم بما يصلح ديننا , ونكتب للجيل كل ما يبهج صدورنا بإيماننا , وليس بما يشكك بديننا , فنحن نعترف بأن الله واحد صمد , وأن محمداً رسول الله , ونؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره , ولا نريد منكم أيها المختصون سوى إيجابيات ما أتي به ديننا ليزداد إيماننا بالله , ونررد ما قاله رسولنا الكريم ( قل خيراً أو اصمت ) وهذا أفضل من الجدال الذي لا نحصد منه شيئاً سوى التفرقة والبعد والشك لينتهي بنا إلى الضلال ’ لا سمح الله ... , أشكركما وبارك الله بكما وجعلكما من الصالحين إن شاء الله .