حَفَظَ اللَّهُ تَعَالَى
كُلَّ سَاداتِ الْعَرَبْ
وَوَقَاهُمْ كُلَّ سُوءٍ، واعتِلالٍ، وَنَصَبْ
الَّذينَ انْفَجَرُوا صَمْتًا على غَزَّةَ،
وانْهالُوا عليها بِالْعَتَبْ
ثُمَّ غَاصُوا في دِمَاهَا للرُّكَبْ
هَؤلاءِ - الْخِيرَةُ الْفُضْلَى لَنا في الأرضِ – صَارُوا
تُحْفَةً تَغْرَقُ في ماءِ الذَّهَبْ
والْمَلايينُ الَّتِي تَلْعَقُ أَيْدِيهِمْ صَبَاحًا ومَسَاءً،
صَيَّرَتْهُمْ هُبَلاً فينا وَعُزَّى،
وَغَدَتْ عِزَّتُنا بَعضَ الْقُرَبْ
فَإِذَا جُعنَا،
- وَما أَكْثَرَ ما نَرفُلُ بالْجُوعِ -
تَنَادَيْنَا لِشِعرٍ وَخُطَبْ
وَمَضَيْنا تحتَ عُنوانِ الأَدَبْ
لِفُتَاتٍ عَافَهُ التُّجَّارُ والْفُجَّارُ
مِنْ أَهْلِ الرُّتَبْ
وَإِذَا داهَمَنَا الْعُرْيُ،
- وَمَا أَكْثَرَ ما نَعرَى –
تَدَاعَيْنَا لِإحسْانِ عَبَاءاتِ الْقَصَبْ
رَفَعَ اللَّهُ تَعَالى
كُلَّ رَاياتِ الْعَرَبْ
بَعدَمَا أَشْبَعَهَا الْحُكَّامُ خَفضًا،
في مَيادينِ الْهَرَبْ
رَبَّنَا اقْبِضْنا،
وَخَفِّفْ مُبْتَلانَا،
قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ
يَلْعَنُ المؤمِنُ فيهِ،
قِصَصَ الأَمْجَادِ وَالنَّصْرِ،
وَفِرْياتِ النَّسَبْ
أَيُّهَا المَهزومُ لا تَعْجَبْ إِذا ما،
أَصبَحَ الْمَوتُ أَمانِيَّ،
وَدَعْ عَنكَ الْعَجَبْ
فالْبَلاءاتُ ثَقِيلَهْ
" غَلَوِي " أَصبَحَ شَيْخًا ذا فَضِيلَهْ
حَرَّمَ الصَّمْتَ وَأَرسَى،
في جِدارِ العَارِ
جُدْرَانَ غَضَبْ
بَيْنَمَا " الْمِسْتِرُ طَنْطَاوي " تَمَطَّى..
مُفْتِيًا تَحْتَ الطَّلَبْ!