قلعة الحصن.. أحد أهم نماذج القلاع المحصنة المصدر : آنا البني 13/03/2009 قلعة الحصن، الواقعة في محافظة حمص، تبعد عن مفرق العريضة 21 كم، وعلى بعد 60 كم عن مدينة حمص. تقع في الجهة الجنوبية من مشتى الحلو، وتبعد عنها مسافة 30 كم. تمتدّ القلعة مع خندقها على مسافة 240 متراً من الشمال إلى الجنوب و170 متراً من الشرق إلى الغرب.
¶ لمحة تاريخية
عرفت قلعة الحصن باسم حصن الأكراد، الذي أنشأه أحد أمراء حمص لمراقبة الطريق بين الساحل والداخل. ولأهمية موقعها الاستراتيجي، فقد احتلَّها الصليبيون عام 1109، وعدلوا في بنائها، ووسعوها لتخدم أغراضهم العسكرية.
ومنذ ذلك الحين، عرفت لدى الأوروبيين باسم crac des chevaliers. تعدُّ قلعة الحصن نموذجاً كاملا للقلاع العسكرية المحصنة.
اتَّخذت القلعة شكل مضلع غير منتظم، طول قطره الكبير 140 م، والصغير 20 م. ولم يستكمل بناء القلعة دفعة واحدة، وكان أول من أنشأها بني مرادس 1031م. تعرَّضت عام 1202 إلى زلزال مدمِّر ثالث، تبعته أعمال إعادة إعمار للقلعة، ولا سيما حلقة الدفاع الخارجية والجدار المنحدر الضخم في الجنوب والمستودع الكائن خلف الواجهة الجنوبية.
حاصرها نور الدين وصلاح الدين، ثم حرَّرها الملك الظاهر بيبرس 1271م، وسمح للفرنجة بمغادرة البلاد، ثم أمر بتجديد القلعة، وبنى فيها برجين، ثم أنشأ قلاوون البرج المستطيل. ومنذ 1927، تمَّ إخلاء القلعة من سكان القرية المجاورة، وأصبحت مزاراً سياحياً، بعد أن تمَّ ترميمها.
¶ أجزاؤها
تتألف من حصنين:
- الحصن الداخلي:
وهو قلعة قائمة بذاتها يحيط بها خندق يفصلها عن السور الخارجي، ولها بوابة رئيسية تتصل بباب القلعة الخارجي بواسطة دهليز طويل ينحدر تدريجياً حتى الباب، مؤلفاً منعطفاً دفاعياً في منتصفه. ولهذا الحصن ثلاثة أبواب مفتوحة على الخندق، ويمتاز بأبراجه العالية، ويتألف من طابقين: الأرضي ويضمّ فسحة سماوية تحيط بها الأقبية والعنابر وقاعة الاجتماعات والكنيسة والمطعم والحجرات والمعاصر، والعلوي يحتوي على أسطح مكشوفة ومهاجع وأبراج. أما الخندق المحيط به فمحفور في الصخر، سلطت عليه أقنية تحمل إليه مياه الأمطار.
- الحصن الخارجي
هو السور الخارجي للقلعة، وهو حصنٌ قائم بذاته، يتألف من عدة طوابق، فيه القاعات والاصطبلات والمستودعات وغرف الجلوس، مزود بـ13 برجاً بعضها دائري وبعضها مربع أو مستطيل، وهو محاط بخندق.
دير مارجرجس
يجاور هذا الدير قلعة الحصن، ويبعد 21 كم إلى الشمال من مدينة تلكلخ. عماره قديم يعود إلى عصر الإمبراطور البيزنطي جوستنيان في القرن السادس الميلادي. يضمّ الدير حالياً كنيستين ونحو اثنين وخمسين مسكناً، بين غرف للسكن وأقبية وزرائب وباحة مكشوفة وسوق تجارية. الكنيسة الأولى قديمة وتقع في الطابق الأرضي، وهي مقببة بأربعة عقود بلا قوائم، وفيها منبرٌ للوعظ وأيقونسطاس من الخشب المحفور يرجع تاريخه إلى القرن الثالث عشر الميلادي.
وتحوي هذه الكنيسة أيقونات نادرة ونفائس أثرية.
أما الكنيسة الثانية فهي بناء حديث يعود إلى عام 1857، وهي تضاهي في بنائها الكاتدرائيات المنتشرة في بعض مدن القطر، تؤمها الطوائف المسيحية، ولاسيما الروم الأرثوذوكس، في احتفالات موسمية تقام فيها كلّ عام مرتين. يمكن الوصول إليها عن طريق قرية مرمريتا المعبدة بطول 3كم.