لن نعود لذكر الأسباب القديمة تراجع هواية القراءة ,والذي سببه حاليا شعور الخيبة والتشاؤم الناتجة عن الواقع المرير الذي نعيشه,بصرف النظر عن انه بات صورة للطبقة المتواضعة ماديا والتي لاترتجي كسبا من وراء هوايتها تلك.
فنحن أمة لانقرأ عموما,وهذا أمر مسلم به ,خاصة لو سمعنا الباحثة التراثية فريال سليمة شويكي لدى عودتها مؤخرا من أمريكا لعمل خاص هناك:
إن ظاهرة التفاهة أو الركود القرائي والثقافة باتت ظاهرة عامة جرت معها الركود العام,ذلك أن مايجري في العالم صار مدعاة للانكفاء على الذات ومعرفة عين اليقين أن هناك متحكمون بمصائر الناس يبغون مصالحهم الخاصة ولايعطون الناس إلا الفتاات.
إن هذا النص الذي بين أيديكم ,هو للقارئ النهم حصرا, والذي يحرص على دوام قراءته وتذوق كل جديد .
تبدأ شهية القارئ من العنوان والغلاف وهذا أمر معروف في كل أنماط الكتب,لكن لو وصلنا للمضمون نجد الإرباكات تتشارك مع الأسلوب:
فمن طرف المصطلحات والغموض البلاغة في غير محلها في الكتاب بطريقة تجعل الكتاب رغم قيمته بعيدا عن تناول القارئ لينشغل بفك طلاسمه بدلا عن فهم محتواه ,وهذا إن عده
بعضهم ميزة وقوة فهو ضعف في توصيل الفكرة.
ثانيا التفسير والشرح الزائدين, واللذان يؤديان أخيرا لملل القارئ ,وهذا نجده في الروايات الطويلة غير الموفقه ,وخاصة في عرض التفاصيل ,فوصف تضريسي ومكاني في ظروف يحلو للقارئ الدخول لنفس الأبطال والغوص خلالها.
ومعرفة مشاعرهم في المواقف الحرجة,وهي تكشف عمق وسطحية الكاتب.
ثالثا:لامانع من تجديد أصول البحث ,بمعنى هناك انماطا بحثية ومناهج معروفة يمر من خلالها كل باحث ,لكن هذا لايعني أنها مسلمات.فكل مشهد يمكنك أن تراه من عدة زوايا,
وهكذا هي البحوث,قد تبدأ بحثك بمعاني العنوان معجميا معرفيا ثم التبويب والشرح.
قد تبين علة البحث سببها هدفه الخ...
قد تبدأه بنص إنشائي تبين مشاعرك تجاه موضوع يهمك أمره أزعجك وتعاني منه كل يوم...
عالم الابحاث يجب أن يحمل عناصر التشويق أيضا,ومثار تفحص ودقة تفتحان على القارىء والباحث أبوابا ديدة من الإبداع والعطاء.
إنها ساحة مبارزة معرفية وفكرية هامة , وتجديد لايعني تجديد الموضوع أنه جديد بقدر طريقة العرض كذلك.
رابعا لكل مادة بحثية أو نمط ثقافي معين منهجيته العامة ,والتي قد يجهلها بعض الذي جربوا عدة أنماط,ذلك أن تضارب الطرق وتداخل المناهج قد يفقد العمل نجاحه,
بينما الباحث أو الروائي هنا تلعب مهارة الأدوات وإيجابية استخدامها والحكمة في تجميع وتدبير المادة هي دليل فهم صاحبها وخبرته وتقديره للعمل.
وخامسا, ينطبق أيضا على تسرع الكتاب في نشر عملهم,بينما هناك من نشر عدة أعمال غايتها سرعة الانتشار تكون قاصرة عن التنقيح السليم, لغويا وطباعيا وأسلوبيا,
أو التنسيق الدقيق في دار النشر والذي يكسب العمل بهاء وروعة,وإلا فهي تعطي القارئ فكرة عن عدم تنظيم فكري للكاتب,أو عدم اهتمامه بقارئه ربما.
سادسا:أسباب تخص دور النشر وجهود المكتبات في الترويج لكتب تافهة تبحث في أمور استهلاكية ينشدها الفارئ سطحية تتخد التلوين وعنصر الإبهار اولا دون النظر للعمق المعرفي ومراعاة للجمهور دون مراعاة حاجة الجيل لها,وهذا بحث يحتاج روية لان مداره شائك ومتفرع.
ريمه الخاني 25-12-2013