مرابط على الثغور
شعر: ا.د. محمد اسحق الريفي
أرابط في سبيل الله روحي=على كفّي أشدّ على الزّنادِ
لساني لا يني في ذكر ربّي=وعيني لا تلين إلى الرّقادِ
وذكر مرابطين مضوا بعزّ=إلى الفردوس للأرواح حادِ
عتاد الكفر أنّى أن يضاهى=ولي حقّي وإيماني عتادي
سلاحي مصحفي وأنيس دربي=يبدّد وحشتي ويقي فؤادي
ورشاشي أذود به عدوّي=عن الشعب الأبيّ وعن بلادي
وعشق ثرى بلادي نبض قلبي=وتقوى الله دوماً خير زادِ
بصحبة إخوة في الله أغدو=شديدَ البأس كالأُسْد الشدادِ
عزيز النفس لا أرضى بذل=ولا أرضى بظلمٍ واضطهادِ
أتوق إلى الشهادة أبتغيها=مغيراً كلّما نادى المنادي
أكرّ أفرّ مبتغياً عدوّي=ألاحقه حثيثاً في عنادِ
يطاردني من الأجواء فوقي=ومن تحتي ويطمع في اصطيادي
فإن لمحَتْه عيني أو بدا لي=برشاشي أبادر بالحصادِ
وباطن أرض أجدادي ملاذي=وأنفاقي إلى بؤر الأعادي
أباغتهم بليلٍ أو نهار=لأقطف كل رأسٍ والأيادي
فقتل المعتدي لله قربى=أنال بها رضا ربّ العبادِ
يبيت الناس في لهوٍ ودفء=وأنعم في ثرى وطني مِهادي
وكيف يطيب لي نومٌ ولهو=وحلف الشرّ ماضٍ في التمادي
هناك على الثغور أعيش حرّاً=وأنّى أن أحيد عن المرادِ
ونيل بني يهودٍ من ثباتي=وعزمي دونه خرط القتادِ
فحبّي للرباط غدا حياتي=وما لبحار صبري من نفادِ
أغير على عدوّي كلّ حين=أصول أجول في ساح الجهادِ
كصاعقة هوت خبط المنايا=فيغدو من لهيبي كالرّمادِ
أروّي الأرض بالدم حين قتلي=لتنبت ثورةً في كلّ وادِ
حياتي لوحةٌ لجهاد شعبي=لأرسم مجده ودمي مدادي
1/4/2010