منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    إنكلترا
    المشاركات
    344

    في حوار خاص بنساء من أجل فلسطين

    في حوار خاص بنساء من أجل فلسطين
    منى الراعي: بعد أن عرفت الحقيقة عاهدت الله أن أبلغ عنه ولو آية

    تاريخ النشر : 05/03/2010 - 11:44 م



    حوار: ديما عايدية

    من النساء الاتي وضعن بصمتهن في نصرة قضية فلسطين، فكان لهن أثر في ترسيخ هذه القضية في نفوس المتابعين، وما أعظمها من وقفة عنما تأتي من سيدة فاضلة تعيش في الخارج وتنقل حقيقة مايحصل للعالم هناك، أ.منى الراعي صاحبة كتاب "نداء للجميع" في حوار خاص مع نساء من أجل فلسطين..
    في البداية بطاقة تعريفية عن الأستاذة منى الراعي ؟
    (الاسم، الدراسة، العمل، مكان الإقامة.)
    أولاً أشكر مؤسسة نساء من اجل فلسطين ، التي أتاحت لي فرصة التحدث ، عن كتابي "نداء للجميع". وأنا كفرد من أفراد قافلة شرين الحياة 3 لكسر الحصار على غزة ، أشكرهم على ذلك الترحيب الدافئ؛ الذي تلقيناه منهم ومن رجال ونساء عمان والعقبة أثناء مرور القافلة منهما، جعلها الله في صحيفة أعماله، جزاهم الله عنا وعن المسلمين كلخير.
    إعذرونى إن كررت نفس جواب قد أجبته من قبل في مقابلة لي منذ أشهر، مع موقع منتديات فرسان الثقافة؛ لأنه لا جديد في حياتي بعدها، سوى رحلتي إلى غزة لكسر الحصار عنها مع قافلة شريان الحياة 3.
    كإنسانة .
    أشكر الله تعالى ليل نهار أنه سمح لي أن أحبه. وكفى بي فخراً أنني لله عبدة وأنه لي رباً. وأن أكون إحدى العاملات عنده، "إن اجتهدت فأخطأت، فلي أجر..وإن اجتهدت فأصبت، فلي أجران" كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالحمد والشكر له لأنه الكريم وأنا العبدة الفقيرة إليه.
    أنا زوجة وأم لولدين وجدة لستة أحفاد، هم كل عائلتي وحياتي في لندن ،متفرغة للكتابة،والرد على أسئلة طالباتي اللواتي أصبحن مدرسات، في المواضيع التي يعجزن عن الإجابة عليها؛ كونهن معظمهن غير ناطقات باللغة العربية، وبسبب عدم توفر مراجع بلغاتهم كافية لهن؛ لتغطية المواضيع التي يُسألن عنها من قبل طالباتهن؛ لذلك فهن يعتمدن عليَّ بذلك إعتماداً كبيراً.
    وأحمد الله أنه سخرني لهن بذلك الموضوع، لأنني أشعر أنعملي مازال مستمراً من خلالهن. وأجيب أيضاً على أسئلة من خلال البريد الإلكتروني.أسأل الله أن يعينني على أداء هذه المهمة كما يحب ويرضى.
    وكذلك فإن لي نشاطات اجتماعية أخرى، فأنا عضو في حزب "ريسبكت" البريطاني، المناهض للحرب ضد العراق وأفغانستان وفي كل مكان يُظلم به الإنسان. ممكن أن تشبهي حزب "ريسبكت" بهذا الزمان ب "حلف الفضول" زمن الجاهلية، الذي قام لنصرة المظلوم وإغاثة الملهوف وإعانة المسكين، وقد مدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم لدرجه أنه قال عنه " لو كان هذا الحلف موجوداً حتى الآن لانضممت إليه". جورج غلوي النائب البريطاني الحالي وليس السابق كما أقرأ في بعض المواقع! من أبرز أعضاء الحزب والمسئولين فيه، وأظن أنكم تسمعون عن نشاطاته ودفاعه عن المسلمين في كل مكان وخصوصاً في سعيه لفك الحصار عن غزة، جزاه الله عن المسلمين المستضعفين في الأرض كل خير. من مبادئ حزب "ريسبكت" والذي معناه احترام " سلام، عدالة، مساواة" بين جميع شعوب الأرض، وفكرة اسمه جاءت أن الحزب يخاطب المسئولين عن الحروب التي شنوها على الدول المستضعفة، وخداع شعوبهم ليحصلوا على موافقتهم على الحرب، فكان الرد " قليل من الاحترام لعقولنا وكفى استخفافا بنا، أعطوا احترام فتأخذوا احترام".
    وقد أكرمني الله مؤخراً بأن منَّ علي بالمشاركة في حملة كسر الحصار على غزة مع جمعية "فيفا بلسطينا الخيرية" التي أنا عضوه فيها ويرأسها النائب جورج غلوي.
    وأنا أيضاً عضوه في حركة "التضامن مع الشعب الفلسطيني". و عضوه أيضاً في حركة "النضال من أجل السلام العالمي" الذي يرأسها السياسي الشهير توني بن، الذي يعارض الحروب التي تشنها بلاده على العراق وأفغانستان بشدة. وحين يقدم نفسه وعائلته أمام الحضور البريطاني يقول: عائلتي عائلة تجمع كل الأديان فمن أولادي المسلم واليهودي والنصراني. وعادة لا يجرؤ أحد على البوح على الملأ أن في عائلته مسلم.
    ثقافياً:
    درست حتى البكالوريا في سوريا ثم تزوجت فتوقفت عن الدراسة، ولكنني لم أتوقف أبداً عن القراءة يوماً لأنني مولعة بها. منذ دخلت الإسلام وعمري 17 عاماً ، لم أتوقف يوماً واحداً عن قراءة الكتب الإسلامية، ولما أصبح عمري 33 عاماً قررت أن أدخل كلية الشريعة بهدف العمل كمدرسة لمادة الديانة في المدارس عوضاُ عن عملي كموظفة بمصر فسوريا المركزي، فلقد عشقت الإسلام وذقت حلاوة الإيمان، وفهمت معنى كلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم " خيركم من تعلم القرآن وعلمه" ولكن شاءت الظروف أن نهاجر إلى إنكلترا، فشحنت إلى هناك مكتبة كبيرة لأمهات الكتب أمثال "فتح الباري شرح البخاري" و" صحيح مسلم بشرح النووي" و" الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي إلى آخره. كنت ألتهم المعلومات التي في بطون هذه الكتب التهاما ًوأنتشي بنعمة الإسلام وحكمته، وكلما درست شيئاً كنت أُدَرِّسُهُ للأهل والجيران والأصدقاء في سوريا ثم في بريطانيا،وكلما اهتدى شخص أو دخل أحد الإسلام بسببي، كنت أطير فرحاً لأنني أنقذت نفساً من النار. ولما بدأت أُدَرِّس الإسلام بالمدارس والجامعات الإنكليزية، وجدت نفسي أنني بحاجة لصقل لغتي الإنكليزية أكثر. ووجدت نفسي أنني أحتاج أيضاً لدراسة الكمبيوتر ليساعدني في كتابة كتبي؛ فدخلت الجامعة وعمري 51 عاماً! وكنت أظن أنني سأكون أكبرالطالبات سناً في صفي، ولكني تفاجأت أن هناك طالبة عمرها 70 عاماً وآخر عمره 55عاماُ في نفس الصف معي!
    ومازلت حتى الآن لا آلو جهداً أبحث عن الجديد لأقرأه، وآخر ما قرأت "موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية والإعجاز العلمي" من النت) الشبكة). وأتابع أيضاً على النت مشاهدة الحلقات العلمية التي تتحدث عن الإعجازالعلمي في القرآن والحديث، كحلقات الدكتور جميل القدسي دويك والدكتور زغلول النجار والدكتور الزنداني وغيرهم، ممن يهتمون بالإعجاز العلمي في القرآن، لأنني أعتقد أن هذا هو الطريق الوحيد الصحيح لنشر الإسلام بشكل يناسب العقول المتعلمة في العصرالمتحضر سواءً كانت العقول غربية أو شرقية. تلك المعلومات تفيدني جداً في تأليف كتابي الجديد " دليل المسلم إلى التوراة والإنجيل" الذي سيكون إن شاء الله أول معجم إسلامي مفهرس يحتوى على معلومات تفيد الدعاة المسلمين في الرد على المبشرين، الذين يزعمون أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد نقل القرآن من التوراة والإنجيل، مدعمة ردودي عليهم بالبراهين العلمية القوية، التي تظهر للإنسانية الحقيقة المطلقة الخالية من الشكوك..
    أطلب من قارئ كلماتي هذه الدعاء لي بالتوفيق في كتابة هذا الكتاب كما يحبه الله ويرضاه.

    س : ما هي نظرتكِ للإسلام كامرأة تعيش في الخارج؟ وما هي نظرة الناس في الخارج للإسلام من حولكم؟
    نظرتي للإسلام كامرأة تعيش في الخارج أنه نعمة أنعم الله بها على الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون، نعم والله إنه لنعمة، تماماً كالصحة فإنها تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى! فنحن حين نرى كيف يعيش الناس في الغرب ضائعين روحياً، يبحثون عن السعادة؛ فيذهبن إلى البارات لعلهم يجدوها في احتساء المشروبات الروحية، أو إلى المتعة الجنسية المحرمة أو..أو..بحثاً عن تلك السعادة المفقودة.. فلا يجدوها! يرثي لحالهم!
    حياتهم اليومية تدور كالمطحنة، فبعد العمل الذي يبدأ في التاسعة صباحاً وينتهي في الساعة السادسة مساءاً، وبعد تناولهم لعشائهم في البيت، يتجه معظم أهل الحي نساءاً ورجالاً إلى البوب، للقاء بعضهم بعضاً، فهم لا يتزاورون في البيوت؛ لأنهم يعتبرون بيوتهم قلعة لا يجب أن يقتحمها أحد، إلا المقربون جداً جداً!! في كل حي يوجد "بوب" أي خمَّارة؛ تماماً كما يوجد في بعض الدول العربية مقهى شعبي في كل حي فيه يجتمع ذكور الحي فقط؛ ليلعبوا الطاولة أو يدخنوا الأرجيلة (الشيشة) ويشربون الشاي والقهوة، ويتفرجون على التليفزيون. ولكن في البوب كما قلت يرتاده النساء والرجال معاً، اختلاط ممكن أن يؤدي إلى ليلة جنسية بين اثنين منهم.. وخصوصاً بعد تناول المشروبات الروحية! وهم هناك في البوب بعضهم يتفرج على التليفزيون وبعضهم يلعب السنوكر..
    ثم يعودون إلى بيوتهم ليلاً ليصحوا في اليوم التالي للذهاب إلى عملهم وهكذا كل يوم، روتين ممل يقود إلى ضجر من حياتهم الرتيبة! وخاصة أن معظمهم غير مقتنعين بدين المسيحية؛ لذلك نرى أن معظم الكنائس خالية من المصلين.. وقد نشرت صحيفة التايمزمقالاً مصوراً بصدد ذلك الموضوع فقالت:
    تحت عنوان [ الكنيسة في طريقها إلى الزوال ] كتبت جريدة التايمز بتاريخ 23 كانون ثاني 1992 تقر بأن إقبال المسلمين على الجوامع تزداد 130 بالمائة، بينما الكنائس تنخفض إلى 14 بالمائة مابين 1979-1989 والصور تشهد على ذلك! وتحت الصورة ترجمة لنفس الكلمات التي كتبتها الجريدة باللغة الإنكليزية وبنفس المكان:


    كارثة مزدوجة أتباع الإسلام يكتظون بينما مقاعد الكنيسة الإنجيلية بقيت فارغة كما ترون في الصورة السفلى. ( هذه الكلمات ترجمة حرفية لما كتبته الجريدة في نفس المكان تحت الصورتين).
    يعني والله إنهم لمساكين يعيشون فراغ روحي، أصابهم بانفصام في شخصياتهم ؛لذلك يكثر الانتحار بين الأفراد العاديين، وأحياناً ومن حين لآخر نسمع كارثة تحدث هنا أو هناك، أن أحد الأوربيين أو الأمريكيين حمل سلاحاً ودخل مدرسة أطفال ليقتل طلابها، أو ليقتل زملاءه بالعمل بلا سبب، إلى آخره من هذه الأحوال العجيبة! .. ولكنهم بنفس الوقت لهم شخصية أخرى رائعة يتعاملون بها في داخل مجتمعهم! فهم يتمتعون بانضباط أخلاقي عجيب، مثل المحافظة على المواعيد، انعدام الرشوة، محاسبة المسيء مهما كان مركزه الاجتماعي لأنهم كلهم أمام القانون سواسية الحاكم والمحكوم، وغير ذلك من مكارم الأخلاق، تشعرين أنهم يحملون أخلاق الإسلام رغم أنهم غير مسلمين! ولذلك حين يجد الأوروبي من يحسن عرض الإسلام عليه فلن يتردد أن يعتنقه؛ وذلك لوجود حاجة روحية ماسة عنده. إن الإسلام يزحف بقوة ليسكن قلوب سكان أمريكا وأوروبا بلا أدنى شك.
    أما نظرة الأوربيين للإسلام فهي متفاوتة، منهم من غَسَل الإعلام دماغه، لدرجة أن إحدى الأخوات قالت لي بعد إسلامها: عندما كنت أمر من شارع أصادف فيه محجبة، كنت أخاف منها فأغير الرصيف هرباً منها إلى الرصيف الآخر؛ وذلك لأن في مخيلتها أن كل المسلمين إرهابيين.
    ومنهم من يحترمه فترين بعضهم يذهبون إلى المساجد، فقط ليراقبوا خشوع المصلين في الصلاة ، وليروا الصفوف التي تتشكل بسرعة البرق بمجرد أن يسمع المسلمون الأذان! ومنهم من إن كان محظوظاً وكان له صديق أو جار أو زميل في العمل يشرح له الإسلام بشكل صحيح، أو يكون قدوة طيبة له؛ فإن لم يُسلِم، فعلى الأقل يحترم الإسلام وممكن مع الأيام يدخل الإسلام. أما إن كان قدوة سيئة فسيقدم فكرة سيئة عن الإسلام، تجعل من يتعامل معه يكره المسلمين ويصبح من ألد أعداء الإسلام، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: إن منكم لمنفرين.
    إن نظرة الناس في أوروبا للإسلام إذن تتوقف على درجة ثقافة الفرد الأوروبي ومعرفته للدين الإسلامي الحنيف، أو نتيجة لاحتكاكه المباشر بتصرفات وأخلاق المسلمين أنفسهم.
    س: ما هي الكتب التي قمت بتأليفها؟
    أول كتاب لي كان كتاب "نداء للجميع"
    وأنا إن شاء الله الآن في حالة مخاض للكتاب الثاني؛ الذي سيكون أول معجم مفهرس للإنجيل والتوراة في الإسلام إن شاء الله. ليعين المسلمين الذين يريدون أن يردوا على مزاعم وافتراءات النصارى واليهود بقولهم أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد نقل القرآن من التوراة والإنجيل! وقمت فيه بالمقارنة بين معلومات التوراة والإنجيل ومعلومات القرآن... مثلاً: اقتطعت من التوراة والإنجيل فقرات تقول: أن الأرض مربعة، وقارنتها مع ما اقتطعت من آيات القرآن التي تقول: بأن الأرض كروية، ثم طرحت سؤالاً على أؤلئك المبشرين: هل هذا منقول عن هذا حقاً؟
    ويوجد مثل هذه المقارنات الكثير في ذلك الكتاب الذي سميته " دليل المسلم إلى التوراة والإنجيل"! وبذلك تكتمل الحلقة التي بدأت برسمها بواسطة كتاب نداء للجميع وسأحْكِم بهذا الكتاب إن شاء الله إغلاقها حول مزاعم المبشرين كلها، لدرجة تجعلهم لا يتجرؤون على تعدي حدودها مرة ثانية بإذن الله!!! وذلك لأنني في الكتاب الأول "نداء للجميع"، رددت على اتهامات المبشرين الذين ينكرون نبوة محمد وأنه نبي مرسل من عند الله، وأثبت أن الإسلام هو الدين الذي أرسله الله منذ آدم إلى محمد صلوات الله عليهم أجمعين، وأن الأرض المقدسة التي يسمونها اليهود "أرض الميعاد" لم تعد من حقهم بنص التوراة، وأن تغيير القبلة من القدس إلى مكة كان أمراً مقرراً منذ الأزل بنص التوراة والإنجيل! وليس كما يقول اليهود والنصارى: أن محمداً صلى الله عليه وسلم حاول رشوة أهل الكتاب ليؤمنوا به، فصلى إلى قبلتهم أولاً، ولكن لما رفضوا الاعتراف به كنبي غيَّر القبلة إلى مكة نكاية بهم.
    أرجو من المسلمين الدعاء لي أن يمن الله عليَّ بفضل منه ورحمة ويفتح عليَّ بفتوح العارفين، حتى أستطيع أن أتمه بسرعة.

    س: ما الذي دفعك لتأليف كتاب"نداء للجميع"؟ وما هي الرسالة التي أردتِ توصيلها للقارئ من خلال الكتاب؟
    الدافع الذي دفعني لتأليف كتاب " نداء للجميع"!!.. يا الله..!! إن قصته هي قصة عمري ورحلتي مع الإيمان!
    ولدت في عائلة مسلمة ولكنها ليست مثقفة دينياً، ككل العائلات في المجتمع في ذلك الوقت 1947، فهم يأدون فرائضهم من صلاة وصيام على أكمل وجه... ولكن! كانت التقاليد والبدع مسيطرة عليهم حتى طمست معظم معالم الدين الحقيقي عندهم. نشأت في ذلك الجو الغير واضح المعالم؛ لأن الإنسان حين يتعلم في المدارس ويصل لمرحلة من العمر، ينشأ عنده شيء يسمى المحاكمة العقلية لكل تصرف يتصرفه الآخرين باسم الإسلام. مثال صغير من تلك التصرفات، الطقوس التي يمارسها المسلمون عند وفاة واحد منهم، فعلى أهل الميت إطعام الناس ثلاثة أيام، ثم إطعامهم في أول خميس، ثم في ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاته، ثم السنوية، والأسوأ من ذلك، في يوم الجنازة على النساء الركض إلى الأسواق لشراء الملابس السوداء، وأظن تعرفون الباقي من تجديد الأحزان المنهي عنه شرعاً... كنت أخاف من أن يأتي يوم وأكون أنا مسئولة عن كل هذه الترتيبات فيما لو مات أحد من المقربين من أهلي، كنت أفكر ألا يكفي حزن أهل الميت على فقيدهم، ليحمِّلوهم أكثر من طاقتهم لتنفيذ كل هذه الطقوس وخصوصاً الفقير منهم!! بينما وكما علمت فيما بعد؛ أن الإسلام شيء مختلف تماماً، فعندما مات جعفر الصادق رضي الله عنه، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقدموا الطعام لآل جعفر بسبب أن عندهم ما يحزنهم ويشغلهم، والمفروض أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا، يصبح سنة يطبقها الناس إلى يوم القيامة!!
    أمثال هذه التقاليد كانت لا تعجبني أبداً بل كنت أكرهها! والحمد لله عرفت فيما بعد أنها كلها لم تكن من الدين إنما كانت بدعاً ما أنزل الله بها من ميزان!..
    ومما زاد الطين بله، مرحلة دراستي للإعدادية كانت في المدارس التبشيرية في سوريا، فكانت الراهبات يلقين عليَّ بعض الأسئلة، التي وضعها المبشرين بخبث، ليصطادوا الجاهلين أمثالي فيكفروهم. ولما كنت أسأل والديَّ والعلماء الذين نعرفهم على أجوبة تلك الأسئلة، كانت أجوبتهم ضبابية وغير كافية لتصل بالإنسان إلى درجة القناعة؛ مما زعزع إيماني بأصالة الدين الحنيف.. إلى أن وصلت إلى نتيجة أن دين الإسلام ليس ديناً من عند عليم حكيم، إنما هو دين وضعه بشر لم يرقى إلى مرحلة الكمال!!
    بدأت رحلة البحث عن الدين البديل، لأنني كنت في السادسة عشر من عمري، ذلك العمر الذي يبحث فيه الإنسان عن المثاليات ليتخذها مبدأً له.. فقرأت المسيحية واليهودية والهندوسية والسيخية، فلم يقنعني دين بأن أتخذه مبدأً!! صحيح أن جميع تلك الأديان تشترك بأرضية واحدة ألا وهي مكارم الأخلاق ولكن التفاصيل شيء منفر وغير منطقي أبداً، ولا يعطي أي جواب لأي سؤال ممكن أن يخطر على بال الإنسان عن سر الحياة ولم خلقنا و..و..و؟
    في هذه المرحلة ظننت أن كل الأديان أيضاً هي من وضع البشر، وهم وضعوها لأسباب معينة منها استعباد المرأة! لأنها في كل الأديان عليها الطاعة العمياء للرجل، وخصوصاً في المسيحية عليها أن تنادي زوجها بيا سيدي!! فقررت هجر الأديان كلها واعتنقت الإلحاد وكان ذلك عام 1963.
    ولكن الله العادل هل يترك أحداً يبحث عن الحقيقة بإخلاص وصدق دون أن يمد له يد العون؟ لا والله.. لا يترك أحداً. لقد سهل الله لي طريقاً لأقرأ كتاب "الكتب المقدسة في ضوء العلوم الحديثة" للبروفسور الفرنسي والأستاذ في جامعة السوربون الفرنسية " موريس بوكاي"، الذي أعتنق الإسلام بسبب العلوم الحديثة جداً التي وجدها مطابقة لما جاء به القرآن منذ مئات السنين، وشرح في ذلك الكتاب الأسباب العلمية التي جعلته يدخل الإسلام.
    هز كتاب موريس بوكاي كياني، ودخلت الإسلام فوراً، ثم أخذت بدراسة القرآن وأحاديث الرسول؛ فوجدت أن الناس في وادٍ وتعاليم الإسلام الحقيقية في وادٍ آخر!!! حتى مدرسي الإسلام لا يركزون إلا على افعل ولا تفعل، وهذا حرام وهذا حلال! إلا من رحم ربي... أين بناء الإيمان، أين من يعطي البراهين على صدق ديننا لذلك الجيل الذي أُحيط بآلاف المفاسد والمغريات والثقافات، والذي لم تعد كلمة خاف الله تؤثر فيه، لأن اسم الله عنده كلمةً فارغة المضمون لا معنى لها ولا إثبات.
    لذلك عاهدت الله بعد أن عرفت الحقيقة أن أبلغ عنه ولو آية، وفعلاً بدأت رحلة التبليغ وبناء إيمان الناس بالبراهين الساطعة التي تشرق كالشمس في الظهيرة،. وشاء الله أن يعينني فهيأ لي الأسباب.. هجرتي إلى أوروبا.. مقابلتي للشيخ أحمد ديدات الذي تعلمت منه الكثير.. أرسل لي المبشرين -الذين يطرقون الأبواب في لندن لينشروا المسيحية- ليطرقوا بابي بالذات؛ فزادني علماً في هذا البحر من الافتراءات؛ التي كانت سبب إلحادي يوماً ما! وهكذا تجمعت لديَّ البراهين الساطعة التي لا يخطئها ذو عقل يبحث عن الحقيقة، فوجدت الكثير منها، وصار لدي بنهاية عام 1993 وبفضل الله؛ ما يكفي ليكون كتاباً سميته " نداء للجميع"، ليحمل رسالة بناء الإيمان على أسس علمية متينة لانتهزها الرياح ولا تجرفها تيارات الفساد مهما كانت قوية ومغرية. وحملني ذلك الإيمان المدعم بالمعلومات الغزيرة عن مقدساتنا وطقوسنا ومناسكنا؛ فجعل معالم صورة حل القضية الفلسطينية، تتضح بشكل أوتوماتيكي ومضيء لا يخفى على ذي لب، ويحسم أمر أرض الميعاد بقوة وأنها ليست لليهود بل للمسلمين، وبنص التوراة والإنجيل.

    س: باعتقادك هل مثل هذه الكتب التي تهتم بالقضية الفلسطينية تلقى نجاح وإقبال من القراء؟
    هذا يعود لنوع القارئ؛ هل هو من النوع الذي تهمه القضية الفلسطينية، وهل الأرض مقدسة تعني له شيئاً، فهو إذن سيهتم بمثل هذه الكتب. وكتاب نداء للجميع بفضل الله من يقرأه لابد من أن يحرك فيه شيئاً إيجابياً مهما كان الشخص سلبياً. نحن نحاول جهدنا ونسأل الله أن يعيننا.

    س : هل وصلتكِ ردود حول الكتاب ؟وما أكثر رد أثر بكِ؟
    نعم وصلني الكثير من الردود بفضل الله، وأكثر رد أثر بي هو رد الدكتور محمد راتب النابلسي الغني عن التعريف؛ قال: "نحن في أشد الحاجة لمثل هذا الكتاب في هذه المرحلة التي نمر بها".
    والرد الذي سرني كثيراً جداً وأثر بي أيضاً، كان من الأستاذ باسل الجدعان رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية في سوريا ونائب رئيس مجلس الأمناء فيها، قال: "إن كتاب نداء للجميع هو الحلقة المفقودة في القضية الفلسطينية" ، وأنا أعتز برأيه كثيراً، لم لا وهو مدير المؤسسة القائمة على الصدقات لدعم فلسطين والأقصى، لذلك فرأيه ليس نابع من فراغ فهو إبن القضية والمهتم بها مادياً ومعنوياً

    س :أين تم نشر كتابكِ؟
    كتاب "نداء للجميع" ينشر الآن في مكتبات سوريا وعلى النيت "موقع دار الثقافة والتراث"، التي تولت طبعه ونشره، وينشر أيضاً في مكتبات إنكلترا. ووصل إلى كثير من الدعاة في ألمانيا وأمريكا، ومنهم طلبة الدكتور محمد راتب النابلسي. أرسلته لهم باللغتين العربية والإنكليزية هدية مني لحرصي على نشر المعلومات التي فيه للعالم كله، فأنا لا يهمني الربح المادي أبداً وإنما أعتبره صدقة جارية لي أطلب بها القربى من الله.
    ومؤخراً وبفضل الله مع رحلتي مع قافلة شريان الحياة 3 وصل إلى غزة وسيطبع وينشر هناك قريباً بإذن الله، وذلك لنشر ثقافة الرد على الحرب الدينية التي يشنها الإسرائيليون على الفلسطينيين؛ لأن الحرب جبهات ولها أشكال وأنواع، فهم قد غزو العالم فكرياً بالباطل بأن فلسطين هي أرض الميعاد لليهود، ولذلك تساعدهم كل الأمم، لقد انتصروا لأنهم لم يجدوا من يتصدى لهم فكرياً، ومضمون كتابي هو الرد المفحم الذي سيهزم غزوهم الفكري الباطل الذي يزعموه ! والذي أتمنى أن يساعدني المسلمين لنغزو العالم بالفكر الحق، ليقف العالم معنا لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الله يؤيد هذا الدين بالبر والفاجر"... وبفضل جورج غلوي النائب البريطاني، الذي يشرح قضية فلسطين لهم بدأ الناس يقفون معنا. وقال الله عن بني إسرائيل أيضاً أنهم لن ينتصروا إلا بحبل من الله أو بحبل من الناس! حبل الله الذي هو شرف النبوة والرسالة انقطع عنهم بسبب غضب الله عليهم، وبقي حبل الناس الذي يجب علينا نحن قطعه بالغزو الفكري الحق بإذن الله.

    س:هل تمت ترجمته؟
    نعم لقد تُرجم كتاب "نداء للجميع" إلى اللغة الإنكليزية من قبل المترجمة الأميركية نانسي روبرت، التي اعتنقت الإسلام وتزوجت من أردني متخصص باللغة العربية، وهي تعيش عندكم في الأردن. لقد كانت ترجمتها رائعة. طلبت منها أن تكون الترجمة بلغة سهلة بسيطة يفهمها كل من يقرأها؛ حتى يستطيع الجميع قراءة الكتاب، بما فيهم أولئك الذين لم ينالوا حظاً من الثقافة، لأن الدين لا يجب أن يكون حكراً على المتعلمين فقط. وأنا الآن أنتظر بعض الردود من أخوة لي في الإسلام متحمسين لترجمته باللغتين الإسبانية والفرنسية إن شاء الله. وهو الآن يباع باللغة الإنكليزية في المكتبات البريطانية في إنكلترا.

    س:ما الذي دفع الدكتور الشيخ راتب النابلسي لكتابة مقدمة كتابكِ برأيكِ ؟
    أعتقد أولاً لأنه يحب أن يشجع الناس على عمل الخير. وثانياً لأنه أُعجِبَ بكتاب "نداء للجميع" كثيراً كما قال، وقد عبر عن إعجابه بتلك الكلمات الرائعة التي أعتبرها شرف لي، من عالم يتمتع بسمعة واستقامة واحترام منقطع النظير في العالم الإسلامي. ولسبب آخر أنني عندما سمعت رأيه بكتابي، كنت سعيدة جداً؛ فسألته هل من الممكن أن أشرف كتابي بكلماته التي نقلت لي عن لسانه فوافق فوراً! ورغم كثرة مشاغله شرفني بكتابة مقدمة له، فقد قال لي : أنا والله لا أجد الوقت الكافي لأرتاح أو حتى لأرى عائلتي. ومع ذلك اقتطع من راحته ووقت عائلته جزءاً ليكتب مقدمة لكاتبة مغمورة؛ فقط لأنه اقتنع بالفائدة التي ستعود على الناس من ذلك الكتاب! هل توافقون معي أن سر عظمة ذلك الرجل هو إخلاصه وتفانيه في خدمة دين الإسلام، جزاه الله عني وعن المسلمين كل الخير، وجعل عمله هذا في ميزان حسناته .
    وأخيراً إخوتي في الله أرجو منكم الدعاء لي ليفتح الله عليَّ ؛ حتى أتمم جهاد الكلمة الذي أقوم به، من الثغر الذي أرابط فيه لحماية ديننا ومعتقدنا، وأن يسهل عليَّ إنهاء كتابي "دليل المسلم إلى الإنجيل والتوراة". وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


    ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

    تعليقات حول الموضوع
    التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط، ولا يتحمل موقع نساء من أجل فلسطين أي مسؤولية عنها ولا يتبناها بالضرورة

    لقراءة شروط نشر التعليق
    الرجاء الضغط هنا

    ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
    ما شاء الله
    الاسم: زهراء غزة التاريخ: 06/03/2010 02:01:10 ص
    الدولة: المهنة: طالب
    لقد أثرتي بي يا أستاذة منى وقد تشوقت وأنا أقرأ الدافع الذي جعلك تكتبين الكتاب وفقكي الله يا أستاذة منى وأتمنى أن ألتقيك

    ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
    شكر لديما
    الاسم: هبة التاريخ: 06/03/2010 02:06:00 ص
    الدولة: المهنة:
    والله يعطيكى العافية يا استاذة منى ولديما، الموضوع كتير حلو ومميز وشكر لمؤسسة نساء من اجل فلسطين على الحوارات الكتير حلوة
    ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

    كتير متعوب عليه
    الاسم: ميس التاريخ: 06/03/2010 03:43:08 ص
    الدولة: المهنة: طالب
    بدى اسال سؤال انتى كيف عملتى اللقاء مع منى الراعى على الجوال ولا الايميل والله مجهوداتها حلوة

    ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
    شكراً لتعليقاتكم
    الاسم: ديما التاريخ: 06/03/2010 05:01:23 ص
    الدولة: المهنة: صحفي
    شكراً لكم على تعليقاتكم الطيبة.. وبالنسبة للقاء فلقد تم عن طريق الإيميل مع العلم أن الأستاذة منى الراعي كانت في غزة مع قافلة

  2. #2
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    إنكلترا
    المشاركات
    344

    رد: في حوار خاص بنساء من أجل فلسطين


  3. #3
    صيدلانية/مشرفة القسم الطبي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,020

    رد: في حوار خاص بنساء من أجل فلسطين

    السلام عليكم
    تشرفت بمطالعة تفاصيل اللقاء استاذة منى....
    لفت نظري طموحك منقطع النظير لاادر ي ربما لم توضحي لنا عن المرحلة الجامعية
    الكتاب نداء للجميع كانت شرحت عنه الصديقة والاخت ريمه اتمنى ان اقتنيه قريبا
    حقيقة سعدت بمطالعة اللقاء الذي يحكي الاستاذة منى كاملا
    قواك الله على طريق الحق والكفاح الحق/نتمنى ان نكون فعالين مثلك
    ندى نحلاوي

المواضيع المتشابهه

  1. نكبة فلسطين وأخلاق سلطات فلسطين الحاكمة/ مصطفى إبراهيم
    بواسطة مصطفى إبراهيم في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-04-2016, 05:28 AM
  2. بالصور بين بؤساء امريكيا usa والعالم الإسلامي .. ملف WORD PDF
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الفلاشات والصوتيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-04-2011, 06:09 PM
  3. اهداء الى ( تسونامي فلسطين ) / لشاعر فلسطين الحاج لطفي الياسيني
    بواسطة الشاعر لطفي الياسيني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-23-2010, 06:45 AM
  4. بناء جيل معافى في حوار شامل مع الباحث عبدالوهاب الجبوري قدمته إذاعة فلسطين من غزة
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-05-2009, 03:00 PM
  5. قصيدة حوار برئ (ديوان حوار برئ)
    بواسطة هشام مصطفى في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-14-2009, 11:09 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •