السلام عليكم
--------------------------------------------------------------------------------

نصف سكان العالم يحملون جرثومة المعدة

--------------------------------------------------------------------------------


جرثومة المعدة والتي تعرف أيضاً باسم بكتيريا المعدة الحلزونية هي بكتيريا عصوية لا تصطبغ بصباغ غرام gram-negative أليفة الاعتياش في الهواء. توجد على شكل مستعمرات في أنسجة بطانة المعدة خاصة في قعر المعدة. وتمثل خطراً كبيراً على المعدة والاثني عشر وقد وجد أن جرثومة المعدة تسبب قرحة الاثني عشر بنسبة ما بين 70-80% وقرحة المعدة ما بين 50-70%.
تتكاثر جرثومة المعدة في الطبقة المخاطية من بطانة المعدة وهي السبب الأساسي للقرحة فهي تستطيع أن تتعايش مع حمض المعدة عن طريق إفراز أنزيمات خاصة تحميها من الحمض الموجود في المعدة حيث تفرز هذه البكتيريا مادة اليوريا التي تؤدي بدورها إلى تهتك الغشاء المخاطي المبطن لجدار المعدة والاثني عشر وتمنعه من القيام بعمله الوقائي ضد خميرة الببسين وحامض الهيدروكلوريك، فيصبح جدار المعدة والاثنى عشر أكثر عرضة للإصابة بالقرحة. وجرثومة المعدة لاتتأثر بالوسط الحمضي في المعدة الذي يقتل أغلب أنواع البكتيريا والسبب في ذلك أن جرثومة المعدة تفرز مادة اليوريا التي تتكسر إلى مادة الأمونيا وبايكربونات وهي مواد قلوية قوية تؤدي إلى إحالتها بوسط قلوي يعادل الوسط الحامضي للمعدة فلا تتأثر به.
اكتشفت جرثومة المعدة عام 1983م بواسطة طبيبين أستراليين بعد أن سجلا ميكروباً حلزونياً بالغشاء المخاطي لمريض مصاب بالتهاب المعدة المزمن وهذه البكتيريا بطيئة النمو سريعة الحركة لوجود أسواط.وتنتج الأنزيمات التي تؤدي في النهاية إلى ظهور أعراض المرض ويذكر أن العالمين الاستراليين المذكورين آنفاً حصلا على جائزة نوبل للطب لعام 2005م تقديراً لجهودهما في اكتشاف هذه الجرثومة.
هناك جدل يدور حالياً حول احتمال وجود علاقة بين هذه الجرثومة وسرطان المعدة، ويبدو أن الأمور تسير مع الاتجاه القائل بضرورة وجود علاقة بين الاثنين، حتى إن منظمة الصحة العالمية صنفت هذه الجراثيم مع العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
ويعتقد الكثيرون أن ثمة عوامل عديدة تتحكم في تحديد ما إذا كانت الإصابة ستؤدي للأورام مثل سلالات الجراثيم المختلفة، إذ يعتقد البعض أن هناك سلالات تؤدي للقرحة وأخرى تؤدي إلى السرطان ومنها عوامل بيئية وعوامل فردية ولعل في ذلك ما يفسر أسباب انتشار الإصابة بسرطان المعدة في اليابان مثلاً بينما تندر في بلادنا، علماً بأن الإصابة بتلك الجرثومة واحدة في كلا البلدين. وعليه فإن من الحكمة أن تؤخذ الأمور على محمل الجد، وأن يتم القضاء على تلك الجرثومة حتى لا نقع في مجال الخطأ.
@ هل جرثومة المعدة منتشرة في العالم أم أن انتشارها محصور في مناطق أو بلدان معينة من العالم ؟
- جرثومة المعدة منتشرة في جميع أرجاء العالم ويحملها حوالي نصف سكان العالم، وقد تبين للفريق البحثي برئاسة الدكتور توماس بورين من جامعة أويوما في السويد، أن هذه الجرثومة قد طورت لنفسها طريقة فريدة للالتصاق بجدار المعدة، فعندما تنتقل عدوى تلك الجراثيم إلى المعدة لأول مرة تصبح المعدة ملتهبة ويظهر فيها نوع خاص من السكر يعرف باسم سكس يعمل عادة كإشارة لاجتذاب الخلايا المناعية ويشرح د. بورين بقوله إن الهدف هو إطلاق إشارة تفيد بأن ثمة جزءاً من الجسم يحتاج إلى مساعدة، وأنه يستحسن الآن إرسال المزيد من كريات الدم البيضاء لتقديم تلك المساعدة الهامة، ويضيف لسوء الحظ أن جرثومة المعدة تمتلك قدرة هائلة على التكيف وقد طورت أدواتها لاستعمال السكر الجديد الظاهر لغرض أفضل هو الالتصاق بخلايا المعدة. وعندما يحدث هذا الالتصاق فإنه يؤدي إلى حدوث التهاب أقوى والإصابة لقرحة المعدة.
أسباب الإصابة بجرثومة المعدة : جرثومة المعدة موجودة داخل الجسم ويحملها نصف سكان العالم. وتظهر فجأة عند كثير من الناس ولا يوجد سبب آخر للعدوى.
@ ما هي أعراض جرثومة المعدة ؟ - أعراض الإصابة بجرثومة المعدة هو حدوث حرقان أو ألم بالمعدة يبدأ عادة بعد 45دقيقة بعد الأكل أو بالليل ويختفي الألم بتناول الطعام أو بالقيء وهذا الألم يتراوح من ألم خفيف إلى ألم شديد وقد يتسبب في استيقاظ المريض من النوم في منتصف الليل. وهناك آلام أخرى مثل الصداع وارتفاع درجة الحرارة وربما حمض وإحساس بالاختناق والحكة وآلام بأسفل الظهر ويصاحب ذلك إسهال شديد ونقصان في الوزن.
@ ما هي وسائل الكشف المعروفة لتشخيص جرثومة المعدة؟
- يجب على مريض جرثومة المعدة المتابعة الإكلينيكية والتأكد مع الطبيب المعالج والكشف عن الجرثومة في المعدة بالطرق التالية حسب المتوفر لدى المستشفى وهي:
1- اختبار التنفس Urea Breath Test يتميز هذا الاختبار بالدقة الشديدة وسهولة إجرائه حيث يعطى المريض كبسولة تحتوي على كربون + Urea وبعد عشر دقائق يقوم المريض بالنفخ في كيس خاص لمدة 3دقائق وفي حالة وجود الجرثومة في المعدة تخرج الجرثومة إنزيماً معيناً يقوم بتكسير الكربون واليوريا فيعطي امونيا + ثاني أكسيد الكربون الذي يحتوي على الكربون المشع والذي يتم قياسه للتأكد من وجود الجرثومة وأنها في حالة نشطة. ويلزم لهذا الاختبار أن يكون المريض صائماً لمدة 4ساعات ولا بد من عمل هذا الاختبار مرة ثانية بعد أربعة إلى ستة أسابيع من انتهاء العلاج.
2- اختبار الدم: يعتبر هذا الاختبار هو الأكثر انتشارا ولكن يعيبه أنه لا يعطي تشخيصاً أكيداً لوجود الجرثومة حيث يتم اختبار المريض للبحث عن وجود الأجسام المضادة للجرثومة ولكن وجود هذه الأجسام لا يعني أن الجرثومة نشطة، بل يعني تعرض المريض للإصابة بالجرثومة سابقاً أو حالياً ولا يحدد بالضبط نشاط الجرثومة إذا كانت موجودة حالياً أم لا.
3- اختبار البراز: ويتم البحث عن الجرثومة في اختبار خاص يتم عن طريق فحص البراز وإيجابية البراز تعني أن الشخص مصاب بالجرثومة ويتم معرفة ذلك عن طريق المجهر.
4- الاختبار بواسطة المنظار: يتم أخذ عينة من المعدة وفحصها للبحث عن جرثومة المعدة ولكن تكمن المشكلة هنا في تخوف العديد من المرضى من ذلك الفحص والذين يفضلون الطرق الأبسط للكشف عن الجرثومة.
@ علاج جرثومة المعدة بالأدوية المشيدة والأدوية العشبية والمشتقات الحيوانية
- تعالج جرثومة المعدة بالأدوية الكيميائية المشيدة وكذلك الأدوية العشبية :
أولاً: الأدوية المشيدة والمضادات الحيوية
لفترة طويلة كان هناك إجماع لدى العديد من العلماء على أن أسلوب العلاج التقليدي الأمثل هو مزيج من دواء الدينول (من أملاح البزموث) مع الأموكسيسللين والفلاجيل بحيث يعطى لمدة 14يوماً يتلو ذلك تناول الدينول بمفرده لمدة 15يوماً. وقد أدى هذا النظام العلاجي إلى القضاء على جرثومة المعدية بنسبة 80% وهي نسبة جيدة إلا أنها أدنى من المطلوب كما أن الآثار الجانبية وصعوبة تناول الدينول حدتا كثيراً من التوسع في استخدامها، حتى بعد أن طور نظام العلاج إلى عدة أنظمة أخرى منها الدينول مع التتراسيكلين والفلاجيل، الذي حقق نجاحاً أعلى نسبياً من النظام الأول وزاد من نسبة الشفاء إلى حدود 87% تقريباً. وقد تحمله كثير من المرضى ولكن على حساب حدوث أعراض جانبية متعددة. ويستخدم الدينول أيضاً الآن مع دوائي التتراسيكلين والكلاسيد حيث تصل نسبة الشفاء إلى 90%.
لعل أحدث علاج في هذا المجال هو استخدام الدينول مع الرانتيدين (احد مثبطات الهستامين H2) والمعروف باسم زنتاك كمركب واحد أطلق عليه أسم بايلوريد ويستخدم مع مضادين حيويين في نفس الوقت مما يرفع نسبة الشفاء إلى حدود 95% ويعتبر الأميبرازول وهو دواء يؤدي إلى تثبيط إفراز الحمض من المعدة من خلال توقيف المضخة التي تفرز الحمض إلى التجويف المعدي، ووجد أن استخدام هذا الدواء مع المضاد الحيوي الأموكسيسيللين يعطي فائدة معقولة واستخدام هذا النظام بات من أكثر الأدوية استخداماً لسهولة تناوله ولندرة الآثار الجانبية، ولكن سرعان ما تبين من التقارير الأولية أن هذا المزيج مخيب للأمال وأنه يؤدي للشفاء بحد أقصى 55% ولذلك بدأ الأطباء في الإحجام عن صرفه.
لكن الفاعلية الواضحة لدواء الأوميبرازول قد شجعت على استحداث أنظمة علاجية أخرى، حيث استخدم الأوميبرازول مع دواء الكلاسيد أولاً، وكان أفضل من الأوميبرازول مع الأموكسيسيللين والكلاسيد في وقت واحد حيث حقق نسب شفاء ممتازة تصل إلى 95% واستخدم الأوميبرازول كذلك مع أدوية الكلاسين والفلاجيل أو التينيدازول، الذي أعطى نسبة شفاء وصلت إلى 95% لدى الأوروبيين لكن كانت هذه النسب أقل بكثير في بلادنا نظراً لمناعة الجسم ضد الفلاجيل التي اكتسبت من جراء الاستخدام العشوائي لهذا الدواء في معالجة حالات الإسهال.
ثانياً: الأدوية العشبية والمشتقات الحيوانية :
أثبت كثير من النباتات الطبية فاعلية متميزة ضد جرثومة المعدة ومن أهمها
الثوم Garlicويعتبر الثوم من الأعشاب القاتلة للبكتيريا والفيروسات وتحتوي فصوص الثوم على زيت طيار (الرأليين، الييناز، اليسين) وكذلك يحتوي الثوم على سكوردينينات وسيلينيوم وفيتامين أ، ب، C ، ه ويعمل كمضاد حيوي ومخفض لضغط الدم ومضاد للداء السكري وطارد للبلغم ويقلل تجلط الدم وطارد للدود ويزيد التعرق. والثوم مضاد حيوي جيد حيث أجريت أبحاث عليه في ألمانيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية. يعتبر الثوم من الأدوية العشبية الواعدة بالقضاء على جرثومة المعدة وطريقة الاستعمال هي أخذ 6فصوص يومياً موزعة على الوجبات الثلاث أو استخدام المستحضرات العديدة المقننة والتي تباع في الصيدليات لعلاج جرثومة المعدة