"وحواء ...وأنا !" للشاعر حسن حجازي
بقلم :
أ/ أبو العينين شرف الدين
مشرف الصفحة الأدبية بجريدة العروبة القاهرية
قبل أن ندخل مدينة الشاعر الضوئية ونتجول فيها نفتح آفاقاً فى بساتينِ شعره ونتعطرُ من
أريجِ الزمبقات , تقابلنا الدهشة للحروف المُشَكَلة فى لوحاتٍ فنية من السحر الحلال ألا و هو الشعر .
الشعر وهو في أرقى المعانى والمشاعر حينَ يحلقُ الشاعر على جناح الخيال فيقول في قصيدة
"عُد يا قمرْ " :
"عُدْ يا
قمر
فالقلبُ من
لهيبِ الشوقِ
أضناهُ السهر ,
وفصولُ البوحِ
ماعادت لنا
ببشرياتِ الوصلِِ
تزفُ لنا خبر !"
النص الشعرى عند حسن حجازى منحوت من الشعور فهو تجربة
حياة , عمق المضمون وبساطة اللغة وتماسك البناء حين تسلسل الإيقاع فى نغم عاطفى
يحركُ لأحاسيس ويرقى بالمشاعر إلى الأرقى والأوقع , فهو يضفرُ الجمل فى هارمونى متناسق حين يقول في
قصيدة :
"آخر
رسائلها":
أحرقتُ الرسائل ,
ومزقتُ الصور ,
وتناسيتُ السير ,
فى أحلى لقاء !
تلكَ رسالت
أُحملها آنتى ,
ويأسي وشقوتي
وسأمي ووحدتي ,
من الغدِ القريب !
يارفيقَ نفسي
وقمري وشمسي
وعطر الأملِ فى يأس
حانَ الوداع
فاحرق
لهيبَ خطاباتي
وانسى دفء أنفاسي
......
هنا انحساب دونَ مقاومة واستسلام بالألم الواقع ,
ويصبحُ الحب ذكرى جميلة وعاطفة نبيلة , يَضحى بهذا المُحب في أجمل عاطفة وهو
يتحسرُ ألماً وشقاء , يحاولُ أن يقنعَ نفسه بأن الألم خارج
إرادته , لذا هو يستسلم للمشيئة
والقدر , هكذا يتألمُ مع الواقع ويبحثُ عن وردةِ الحياة وهو يلاطمُ أمواج البشر –
الأفعال : أحرقتُ, مزقتُ , تناسيتُ إلى آخر القصيدة .. وترى أيضاً :
فأحرق لهيب
خطاباتى ,
وأنسى دفء
أنفاسى ؟
اللوعة والحيرة والقرار الصعب "حان الوداع "
الشاعر هنا فى هذه القصيدة يروى قصة حب : بداية ونهاية فى حبكة فنية حين يقول على لسانها في نهاية الرسالة/القصيدة :
فرجائى أن تعطيها رسائلى
وأن تعطيها صوري
إلا صورتنا
الأولى
فهى لك !
طابَ صباحكْ ؟
هو مشهد من قصة حب وما أكثرَ لوعةِ الحبِ وناره !
الشاعر صور لنا المشاهد في حبكة فنية مع جمال الشعر ,
فهو , حسن حجازى , رسمَ بريشةِ الشعرجُملا ومفرداتٍ قصيرة مركزة بل
مُعبراً بأنهُ السحرُ الحلال أي الشعر كما ذكرتُ أنفاً .
دعواتي للصديق
حسن حجازى بالتقدم فهو قد أصدر حتى الآن اكثر من
ديوان شعري : في انتظار الفجر ,
حواء ...وأنا , همساتٌ دافئة , التي في خاطري .
في مجال الترجمة أصدر كتاباً ورقياً بعنوان : "مختارات من الشعر الإنجليزي" قام
بترجمته للغة العربية بداية من الشاعر : سير توماس وايت مروراً بوليم بليك
..شكسبير.. وردثورث .. كيتس .. بيرون .. جون دون ... والكثير حتى وصل لفيليب لاركن متخيراً نماذج جادة وراقية لهؤلاء الشعراء مع سيرة ذاتية مختصرة لكل شاعر, أقدمه
للدارسين في مجال الشعر الإنجليزي والأدب المقارن
. وأصدر أيضاً حسن حجازي بالتعاون مع د/أسماء غريب كتاب إلكتروني رائع يحمل عنوان : " همسات من البحر الآخر " لنخبة من الشعراء العرب حيث قامت د/ أسماء غريب
القاصة والشاعرة المغربية المقيمة بإيطاليا بالترجمة للإيطالية وقام شاعرنا حسن حجازي
بالترجمة للإنجليزية هذا بالتعاون مع دار النشر الرقمية الإيطالية الشهيرة : "كليبسيدرا"
والكتاب موجود ومنشور على الشبكة العنكبوتية بالمجان حيث تضمن لشعراء من مصر من
المغرب من فلسطين من العراق والكثير عبر امتداد الوطن العربي وخارجه .
قدم حسن حجازي هذا وهو قادر على أن يقدم الكثير الكثير
في مجال الشعر والترجمة الأدبية
والإبداعية .من هنا
نرجو من الهيئة العامة للكتاب بمصر الإهتمام بطباعة
ترجماته الأدبية , خاصة وأنه لحد علمي لديه ترجمة كاملة من الشعر الأمريكي لكتاب
شعري رائع بعنوان " بخصوص الكتاب
الذي هو جسد الحبيب " لشاعر أمريكي معاصر هو "جريجوري أورر" , هذا
الشاعر المترجم الذي يعمل بجامعة فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية وهو من
أصدقاء حسن حجازي الذي تتعدد صداقاته وتواصله مع العديد مع الجهات العلمية والصحف
الإلكترونية عبر أنحاء الوطن العربي والعالم .هذا الكتاب " جسد الحبيب "
استلهمه الشاعرالأمريكي من فكرة البعث
والخلود من الأسطورة المصرية القديمة
"إيزيس وأوزوريس " والنيل ومصر بتاريخها وتراثها وأمجادها
والكتاب قد أنتهى حسن حجازي من ترجمته
وتنقيحه للغة العربية وعلى استعداد
لتقديمه للطباعة من هنا من مصر حيث تمنى مؤلفه أن يخرج الكتاب وأن يُطبع في مصر
حيث يعود الفرع إلى الأصل .. ومن هنا نتمنى أن ترى مثل تلك الأعمال القيمة النور
لكي نثري بها مكتباتنا العربية وهو من أهم الدواوين الشعرية التي ظهرت في الولايات
المتحدة الأمريكية في الفترة الخيرة ...وحظيت باهتمام كبير هناك ..فهل ترى مثل تلك الأعمال النور أم تظل حبيسة الأدراج؟!
بقلم : أبو العينين شرف الدين
مشرف الصفحة الأدبية بجريدة العروبة القاهرية