رقطاء
***
شعر
صبري الصبري
***
لأمريكا الخطيرة محض مكرِ
بشعب حبيبة الوجدان مصرِ
تمول في ظلام الليل قوما
لئاما في سفاهات بغدرِ
تمادوا في جهالتهم بخبث
بصبح أو بظهر أو بعصرِ
وظنوا مصرنا المثلى بنوم
فجاسوا بين إعلان وسرِ
وماجوا باسم تحرير لشعب
وهاجوا باسم تغيير لقصرِ
ولما كان تفتيش دقيق
وفحص الأمر في قلب المقرِ
تبين جرمهم للناس جمعا
وأضحى في صحائفنا بجهرِ
قضاء العدل في مصر لدينا
يحقق في جرائمهم بحصرِ
لويلات لهم حسما ودرءا
لأخطار لهم بالهول تسري
فهبت ريح أمريكا بجو
تهدد مصرنا بحلول شرِ
بعصف عواصف الأهواء لبت
نداء (رجالها) في قيد عسرِ
معونة (ذلنا) باتت كسيف
خطير مشهر بوعيد بترِ !
تلوح جهرة بالفقر يأتي
بقطع معونة عن كل قطرِ
يخالف أمرها يا ويح قوم
تسوس شؤونهم رقطاء سعرِ
يدبر أمرهم إبليس تحكى
حكاية فسقه في كل سطرِ
يؤجج عيشهم بالجوع يمضي
بحجب رخائهم بوخيم فقرِ
فثارت مصرنا بالعز تأبى
وعيدا سامنا آلام قهرِ
فتبا للذي يهوى الرزايا
لمصر وشعبها الراقي لخيرِ
يهب بعزة الإعزاز يعلو
علوا باهرا في جو نصرِ
سنزرع أرضنا قمحا وأرزا
بنيل طاهر الأمواج يجري
ونروي مصرنا عزما وجهدا
حثيثا باهرا في كل أمرِ
نخلص نيلنا من بطش ذئب
مكير سافر يعوي بضرِ
يقنن ذلة الأقوام دفعا
لمال يحتوي أنياب عقرِ
فتعسا للذي يرضى بذل
وسحقا للذي يأوي لجحرِ
لحية لدغهم بالسم تزهو
كرقطاء لها تهويل سحرِ
فسكّر غوثهم أكياس ملحٍ
وحلوى عونهم أطباق مرِ
سننهض نهضة الإكبار نرقى
رقيا طيبا بعلاء طهرِ
نحقق وفرة فيها اكتفاء
بمجمل عيشنا الوافي بصبرِ
فأحبب بالورى في عز عيش
وأبغض بالورى في ذل أسرِ
وأنعم بالذي يأبى قيودا
وإن كانت بزينات وعطرِ !
وأكرم بالذين لهم شموخ
بإقدام على جلمود جمرِ
كفانا حقبة كانت بهمٍّ
وغمٍّ نفسنا كانت بكسرِ
ونالت مجدها العالي بكونِ
تلالى دره الصافي بفخرِ
عرفنا خصمنا صهيون بغي
يدعِّم دولة تطغى بفُجْرِ
يعاني قدسنا المبرور منهم
مصائب نقمة بصنوف خسرِ
فهم عاثوا بمقدسنا فسادا
بأقصانا لهم نيران صهرِ
وتدمير لبنيان تهاوى
وتفتيت لجدران وصخرِ
سنلفظ دولة العدوان حتى
نعود لقدسنا نحيا بيسرِ
فبئس معونة تأتي إلينا
بكف موغل فينا بكهرِ
فلن نرضى معونات توالت
علينا أوغلت فينا بمكرِ
فهيا كلنا في مصر نعطي
حبيبة قلبنا إبداع عمرِ
ونحمد ربنا المعبود حمدا
ونشكر رازق الأحيا بشكر
وصلى الله ربي كل وقت
على المحمود هادينا لبرِ
وآل البيت ما لاحت بليل
محاسن نور إشراق لبدرِ !