إلى روح عمي الرحال المرحوم الدكتور رباح بن فارس النفاخ
كان ... بكل بساطة... إنساناً، إنساناً حقاً.
لم يخطر ببال والدتي حين شيعها في زيارته الأخيرة إلى دمشق، حين بقي واقفاً على باب منزله بغاية الاستحياء والرقة والوداعة والصدق والنبل، وهي تنزل درجات سلم البناء، كان على غير حاله المعتادة من القوة والصلابة، كان صافياً نقياً، ظل الروح ملقى على وجهه، كأنما يودع دمشق والدنيا كلها، كأنما هو من الله أقرب.
لم يخطر ببالها أن ذلك مرآه الأخير لها، ولا أن هذا كله من الخير الذي يلقيه الله على وجه عبده الطيب وهو يستعد للقائه.
مرت سنوات عدة، لم يرحل، لكنه لم يعد إلى دمشق مرة أخرى.
وكانت تلك آخر النظرات، آخر المشاهد التي جمعتنا به.
ثم طواه تراب باريز آخر الأمر.
فقلت له إن الشجا يبعث الشجا ....... فدعني فهذا كله قبر مالك.