صدق الله العظيم
من قطوف القرءان الكريم
----قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)
نلاحظ عجبا في هذه الاية-- اعجاز كتابة الكلمة القرءانية -- واعجاز تلاوة الكلمة القرءانية باحكام التلاوة
الاية تتكلم عن سؤال العباد ربهم و تتكلم عن احابة الله لهم
اي ان المطلوب هو سرعة السؤال من العباد لله سبحانه و تعالى حتى يحقق لهم ما يتمنّونه بسرعة خاصة اذا كانت لهم مسألة عاجلة تتطلب سرعة الاجابة-- و بالطبع فانهم يتمنون سرعة الاجابة من الله سبحانه و تعالى حتى يفك عنهم شدّتهم و عسرهم
ومن عجائب القرءان الكريم نجد ان كلمات هذه الاية كتابة تبين سرعة السؤال -- وبتطبيق احكام التلاوة تظهر لنا سرعة الاجابة منه سبحانه و تعالى
-----سرعة السؤال تظهر في (دعوة الداع ) لان اصلها ( دغوة الداعي ) و حذفت ( ي ) في ءاخر كلمة ( الداعي ) لتكو ن ( الداع ) وحين يحذف جرف من الكلمة القرءانية تختصر الكلمة و يسرع وقعها فيدل ذلك على السرعة -- كذلك الحال بالنسبة لكلمة ( دعان ) لان اصلها ( دعاني ) مما يوحى بسرعة الدعاء و سؤاله سبحانه
--- سرعة الاجابة منه سبحانه تتمثل في ناحيتين -- اولهما انه لم يطلب من الرسول عليه الصلاة و السلام ان ينقل لهم الاجابة بل اجاب مباشرة عليهم فمثلا لم يقل للرسول ( فقل ) بل اجابهم مباشرة
الامر الثاني انه اجاب سبحانه ( فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان ) و بتطبيق احكام التلاوة فان ( قريب أجيب ) تحمل الاظهار بدون غنّة بين تنوين حرف (ب) في قريب و بين الهمزة في اول كلمة ( اجيب ) و الاظهار هنا لا يجعل مسافة الغنّة وبذلك تكون الاجابة فورية لان الغنّة تطيل المسافة
وبذلك تكون الاجابة من الله سريعة تحقق طلب السائل
سبحان الله لعجائب كتابة الكلمة القرءانية و عجائب تلاوتها لتحقق اروع المعاني
محمد شملول