نهش الحيران
لن يسكت المصريون حتى ينهش بعضهم بعضا إسلاميين وعلمانيين لن يسكتوا ولن يتعافوا ففيهم جميعا معايب لا يعالجها إلا تسلط بعضهم على بعض لينهشها له ويخلصه منها أقوالا كانت هذه المعايب أو أفعالا أو أشخاصا
حدثنا من لا يؤثر في قبول حديثه لا صدقه ولا كذبه أن بعض المعذبين في السجون المصرية بلغت به آثار التعذيب والإمراض أن تعفن ما بين جلد ظهره ولحمه حتى دود (أصابه دود) ولم يرج برءا وانتظر راحة الموت غير أن سجانه لم يرحمه أن قبض عليه مرة من قفاه ودفعه دفعة ثائر مغضب متمرد منتقم فانخلع لدفعته جلده الذي فصله الدود وانكشفت خبايا الداء وكان الشفاء
ولن أزيف على أحد بأن من المتناهشين خونة ينهشون المخلصين خدمة لأعدائهم فإن الخيانة إذا طال زمانها وتواترت عليها الأجيال وتواصت بها أو سكتت عليها انغرست في أصل الكيان وفرع البنيان ووجود الإنسان ولم تعد خيانة بل صار عدم الخيانة هو الخيانة
ولكن لم يستطع أحد بعد ولن يستطيع مهما كان حكيما خبيرا نحريرا أن ينهج للمتناهشين منهج التناهش الصحيح الذي يفضي إلى الشفاء من كل داء ومن ثم ينبغي أن يتوقعوا خبط العشواء (نهش الحيران) وأن يتجهزوا له وألا يشتكوا منه