منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    ملاحظات على كتاب"السلفية الشيعية و السنية"

    ملاحظات على كتاب"السلفية الشيعية و السنية"
    لم أكن بعيدا من قراءة كتاب (السلفية الشيعية والسنية)،حين وصلتني الرسالة رقم (2627) من رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية،ومن مواضيع هذه الرسالة ما جاء تحت عنوان (الاندماج الاجتماعي بين السلفية السنية والشيعية)،لا يوجد اسم كاتب الموضوع أو عارض الكتاب،ولكنه عبر "ميدل ايست أونلاين".
    عدت إلى الكتاب أو إلى بعض ملاحظاتي عليه ..
    قبل الحديث عن تلك الملاحظات عليّ أن أؤكد أنني ضد كل (شتم وسب) ..إلخ.
    حين قرأت الكتاب تذكرت طريقة الغرب في التعامل مع أشقائنا الفلسطينيين حين يردون جزء من العدوان على الصهائنة،فيتحدث الغرب عن (ضبط النفس) وكأننا أمام ندين ولسنا أمام محتل وبين مدافع عن نفسه ..
    نعم بدون شتم الصاحبة رضي الله عنهم أجمعين، والوقوع في أعراض أمهاتنا أمهات المؤمنين،رضي الله عنهن ما كان لأهل السنة أن يشتبكوا مع الشيعة أي لو ظلت القضية خلافا في التعبد أو في الأحقية في الخلافة، وهي قضية من الماضي في كل الأحوال،أي لو ان سنيا رأى أن سيدنا عليا عليه السلام أحق بالخلافة من سادتنا الصديق رضي الله عنه،والفاروق رضي الله عنه،وذي النورين رضي الله عنه فإن ما قضاه الله سبحانه وتعالى قد مضى .
    تذكرت – أيضا – قول الشاعر /
    إذا عادت محاسني التي أدل بها عيوبا .. فقلي كيف أعتذرُ؟!
    كنا نفخر بالانتماء للسلف .. أي إلى جيل من الخيرين .. ينتمي إلى جيل أعلى من الخيرين .. وصولا إلى (عليكم بستني وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) – أو كما قال الحبيب صلّ الله عليه وسلم ..
    لقد سعى الكتاب ليسقط المعنى الإيجابي للسلفية ويجعلها رمزا للتشدد ... والانغلاق .. وحاجزا في وجه الاندماج الاجتماعي .. ومساويا بين (معتدٍ) على الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عن الجميع،وبين (ردة فعل) أهل السنة .. وإن اشتط بعضهم في الرد ..
    ما سبق ليس أكثر من توطئة للحديث عن بعض ملاحظاتي على الكتاب ..
    الملاحظة الأولى : من العجيب أن المؤلف نفسه وضع يده على السبب الحقيقي للمشكلة بين السنة والشيعة،ومع ذلك ظل يضع الفرقتين في كفة واحدة ويقرن بينهما في كل موضع من كتابه .. أقصد قوله :
    (ومما يدك أبنية التواصل والتكيف والاندماج السب والشتم للرموز الدينية،ومن شواهد ذلك ما جاء في سياق تمرد فيه سيد شيعي على "السلفية الشيعية"وأكد في مقطع بعنوان :"شيعي سيد يفضح الشيعة بنفسه ويقول كلمة حق"على أن سبب الطائفة بين الشيعة والسنة قيام الشيعة – السلفيين – بسب الصحابة ولعن الخلفاء الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان)،ومما يؤكد تمادي السلفية الشيعية في هذا المسلك أن مقطعا بعنوان : "السب واللعن سنة نبوية"،يظهر فيه سلفي شيعي"فارسي"لا يكتفي باللعن بل يلقي تهما "غير أخلاقية"بحق الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه){ص 73 (السلفة الشيعة والسنية ) / د.عبد الله البريدي / الشبكة العربية للأبحاث والنشر }.
    لا يتعلق الأمر في المقطع السابق فقط بقول المؤلف ان سبب الطائفة شتم الشيعة ،ولا نرى مبررا – منطقيا – لوصف شاتمي الصحابة بأنهم (سلفية شيعية) ... فسب الصحابة – والطعن في الأمهات والذي تجاوزه المؤلف فلم يذكره – هو من عقيدة الشيعة وليس أمرا طارئا عليهم في الأزمة المتأخرة.
    كما أن المؤلف – غفر الله لنا وله – وقع في مصيبة أخرى .. ما كان لباحث جاد أن يقع فيها .. وهي قوله :
    (ومما يدك أبنية التواصل والتكيف والاندماج السب والشتم للرموز الدينية).
    كان عليه أن يحدد مفهوم(الرموز) .. رموزنا نحن السنة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي .. وجميع صحابة المصطفى صلّ الله عليه وسلم،ورضي الله عنهم وأرضاهم . ورموز الشيعة : سيدنا علي عليه السلام وأئمة آل البيت عليهم السلام ..
    فهل سمع الباحث سنيا يشتم أحدا من آل البيت ؟
    الملاحظة الثانية : رأى المؤلف أننا أهل السنة نتهم ( الشيعة بتحريف القرآن الكريم،وبوجود مصحف خاص بهم يسمى بـ"مصحف فاطمة"،وهم يحيلون في الغالب إلى كتاب"فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب"،الذي يقال إنه قد ألف من قبل الميرزا النوري الطبرسي ،مع أن الأغلبية الساحقة من الشيعة ترد هذا الأمر ،وتؤمن بأن هذه الآراء عارية تماما عن الصحة،وقد أوردها بعض علماء الشيعة المتطرفين،من دون أي دليل أو برهان"شريعتي"){ ص 43 }.
    أولا : عجيب هذه الصيغة التمريضية (يقال) .. وقد سئل الشيخ الخزاعي عن ذلك الكتاب فلم ينكر وجوده،وما زاد على أن قال أن من يقول بتحريف القرآن من أهل السنة أضعاف من يقول بتحريفه من الشيعة!!! وأنهم – معاشر الشيعة – لا يقرون بما جاء في الكتاب ... أي أنه لم ينف وجود الكتاب،ولا نسبته للطبرسي.
    ثانيا : في ختام العبارة يؤكد – عن غير قصد ولو كان يقصد ذلك لسقطت الفكرة أصلا – وجود ذلك القول .. ويوسع دائرته من (يقال) أن الكتاب قد ألف من قبل الميرزا النوري الطبرسي ليشمل ( بعض علماء الشيعة) .. وإن وصفهم بعد ذلك بالمتطرفين،ولا نجادل في ذلك .. ولكنه بكلامه أثبت أن الأمر يتجاوز الطبرسي فعبارة (علماء) بالجمع تعني أن عالمين – على الأقل – ساندا القول بتحريف القرآن الكريم.
    الملاحظة الثالثة : يقول المؤلف :
    (ولا تختلف "السلفية الشيعية"في إطارها المرجعي العام عن"السلفية السنية"،فالسلفية الشيعية تعلن التزام الكتاب والسنة،مع انضغاط "قائمة السلف"لديها واقتصارها على"أئمة آل البيت"بسبب"ميلهم الإيماني المتصل بالمكانة السامية التي كان يتمتع بها الأئمة"..){ص 36 – 37 }.
    يكاد الإنسان أن يظن أنه يقرأ كلاما مترجما!!! ("ميلهم الإيماني المتصل بالمكانة السامية التي كان يتمتع بها الأئمة"..).
    سبحان الله (الإمامة) لدى القوم (ركن ) من أركان الإسلام .. فيتحول الأمر لدى المؤلف إلى اقتصار الشيعة على أئمة أهل البيت لميلهم الإيماني .. إلخ!!!
    الملاحظة الرابعة : جاء في الكتاب – أو الكُتيب – أيضا :
    (وعند التمحيص نجد أن العقل السلفي يتجاوز تخوم التصنيف الطبيعي / التلقائي إلى "التصنيف السلبي"،ولعل الاشتغال المكثف من قبل السلفية السنية والشيعية على مسائل ومباحث الجرح والتعديل يعضد هذه النتيجة "أبو اللوز 2008"){ ص 52}.
    لا ينقضي عجبي .. ليس فقط لأن الجرح والتعديل طارئ على الشيعة .. وقد أوجدوه للرد على أهل السنة ... بل العجب العجاب أن يكون علم الجرح والتعديل الذي هو من مفاخر الإسلام .. وهو الذي سعى لوضع سد منيع في وجه التقول على الحبيب صلّ الله عليه وسلم .. وهو الذي جعل بعض رواة الحديث يمتنع عن نقل حديث رجل يخدع فرسه – بوضع بعض الحصى في إناء على أنه شعير – ومع كل ذلك الاحتياط في النقل هناك من يشكك في بعض الأحاديث الصحيحة ... فكيف لو لم يكن عندنا علم (الجرح والتعديل)!! .. كيف تتحول هذه المفخرة إلى سبب لـ(التصنيف السلبي)؟!!
    صحيح : إذا عادت محاسني التي أدل بها عيوبا ..فقل لي كيف أعتذر؟!!!
    الملاحظة الخامسة : يقول المؤلف :
    (ليس أمرا ميسورا الانفكاك من الأنساق الفكرية المتجذرة في المجتمع،فكيف ونحن نتعاطى مع السلفية التي استطاعت أن تشكل "تفكيرا جمعيا"،بل تجاوزت ذلك إلى مرحلة"مأسسة"الفكر السلفي بمستويات وأنماط متنوعة ..{ص 80 - 81}.
    يبدو أن المؤلف نسي قوله السابق :
    (ويمكنني إضافة ملاحظة لها هي الأخرى دلالاتها وانعكاساتها في سياق الاندماج الاجتماعي،وهي أن السلفية السنية أميل إلى العفوية ومجافاة الأطر التنظيمية والعمل الجماعي الحركي المنظم "جعفر وفؤاد،2007"بخلاف السلفية الشيعية التي أفلحت إلى حد كبير في"مأسسة الدين"- تحويله إلى مؤسسات تابعة للرموز الدينية - ..){ص 39}.
    في نص الصفحة التاسعة والثلاثين كان الشيعة فقط هم الذين (مأسسوا الدين) .. وفي النص الأخير أصبحت (مأسسة الدين) قضية مشتركة بين (السلفية) هكذا بالإطلاق !
    الملاحظة السادسة والأخيرة : جاء في الكتاب :
    (التزم هذا لبحث – قدر المطاق – بعقيدة العلوم الاجتماعية والإنسانية ..){ص 77}.
    توقفت كثيرا عن هذه العبارة (عقيدة العلوم الاجتماعية) ... عدت إلى أرشيفي .. فوجدت ما كتبه الأستاذ جورج طرابيشي في مقالة بعنوان "الكنيسة والوطن والحزب لا تني تتراجع" . قراءة في كتاب "بلا عقيدة ولا شريعة" ومما جاء في المقالة :
    (أما الحضارة الحديثة فلا ترى – على حد التعبير المشهور لسارتر – أن ثمة مطلقا آخر غير النسبي. ومن هنا نزوع الحضارة الحديثة إلى استبدال فلسفة الأخلاق بعلم الاجتماع. فالفلاسفة الأخلاقيون ينطلقون من فكرة المطلق،وإن اختلفوا في تحديد طبيعته وهويته. أما العلماء الاجتماعيون فيتعاملون مع الأخلاق ومع القيم بوصفها ظاهرة نسبية ويقرءونها لا على ضوء المفاهيم المجردة والمتعالية،بل على ضوء المعطيات الإحصائية التي ترصدها في تصورها الكمي.){جريدة الحياة العدد 11770 في 14/12/1415هـ = 14/5/1995م. }.
    هل هذا تطور لدور علم الاجتماع ... من كونه بديلا لفلسفة الأخلاق .. إلى (عقيدة)؟!!
    أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة
    ملاحظات على كتاب"السلفية الشيعية و السنية"
    لم أكن بعيدا من قراءة كتاب (السلفية الشيعية والسنية)،حين وصلتني الرسالة رقم (2627) من رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية،ومن مواضيع هذه الرسالة ما جاء تحت عنوان (الاندماج الاجتماعي بين السلفية السنية والشيعية)،لا يوجد اسم كاتب الموضوع أو عارض الكتاب،ولكنه عبر "ميدل ايست أونلاين".
    عدت إلى الكتاب أو إلى بعض ملاحظاتي عليه ..
    قبل الحديث عن تلك الملاحظات عليّ أن أؤكد أنني ضد كل (شتم وسب) ..إلخ.
    حين قرأت الكتاب تذكرت طريقة الغرب في التعامل مع أشقائنا الفلسطينيين حين يردون جزء من العدوان على الصهائنة،فيتحدث الغرب عن (ضبط النفس) وكأننا أمام ندين ولسنا أمام محتل وبين مدافع عن نفسه ..
    نعم بدون شتم الصاحبة رضي الله عنهم أجمعين، والوقوع في أعراض أمهاتنا أمهات المؤمنين،رضي الله عنهن ما كان لأهل السنة أن يشتبكوا مع الشيعة أي لو ظلت القضية خلافا في التعبد أو في الأحقية في الخلافة، وهي قضية من الماضي في كل الأحوال،أي لو ان سنيا رأى أن سيدنا عليا عليه السلام أحق بالخلافة من سادتنا الصديق رضي الله عنه،والفاروق رضي الله عنه،وذي النورين رضي الله عنه فإن ما قضاه الله سبحانه وتعالى قد مضى .
    تذكرت – أيضا – قول الشاعر /
    إذا عادت محاسني التي أدل بها عيوبا .. فقلي كيف أعتذرُ؟!
    كنا نفخر بالانتماء للسلف .. أي إلى جيل من الخيرين .. ينتمي إلى جيل أعلى من الخيرين .. وصولا إلى (عليكم بستني وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) – أو كما قال الحبيب صلّ الله عليه وسلم ..
    لقد سعى الكتاب ليسقط المعنى الإيجابي للسلفية ويجعلها رمزا للتشدد ... والانغلاق .. وحاجزا في وجه الاندماج الاجتماعي .. ومساويا بين (معتدٍ) على الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عن الجميع،وبين (ردة فعل) أهل السنة .. وإن اشتط بعضهم في الرد ..
    ما سبق ليس أكثر من توطئة للحديث عن بعض ملاحظاتي على الكتاب ..
    الملاحظة الأولى : من العجيب أن المؤلف نفسه وضع يده على السبب الحقيقي للمشكلة بين السنة والشيعة،ومع ذلك ظل يضع الفرقتين في كفة واحدة ويقرن بينهما في كل موضع من كتابه .. أقصد قوله :
    (ومما يدك أبنية التواصل والتكيف والاندماج السب والشتم للرموز الدينية،ومن شواهد ذلك ما جاء في سياق تمرد فيه سيد شيعي على "السلفية الشيعية"وأكد في مقطع بعنوان :"شيعي سيد يفضح الشيعة بنفسه ويقول كلمة حق"على أن سبب الطائفة بين الشيعة والسنة قيام الشيعة – السلفيين – بسب الصحابة ولعن الخلفاء الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان)،ومما يؤكد تمادي السلفية الشيعية في هذا المسلك أن مقطعا بعنوان : "السب واللعن سنة نبوية"،يظهر فيه سلفي شيعي"فارسي"لا يكتفي باللعن بل يلقي تهما "غير أخلاقية"بحق الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه){ص 73 (السلفة الشيعة والسنية ) / د.عبد الله البريدي / الشبكة العربية للأبحاث والنشر }.
    لا يتعلق الأمر في المقطع السابق فقط بقول المؤلف ان سبب الطائفة شتم الشيعة ،ولا نرى مبررا – منطقيا – لوصف شاتمي الصحابة بأنهم (سلفية شيعية) ... فسب الصحابة – والطعن في الأمهات والذي تجاوزه المؤلف فلم يذكره – هو من عقيدة الشيعة وليس أمرا طارئا عليهم في الأزمة المتأخرة.
    كما أن المؤلف – غفر الله لنا وله – وقع في مصيبة أخرى .. ما كان لباحث جاد أن يقع فيها .. وهي قوله :
    (ومما يدك أبنية التواصل والتكيف والاندماج السب والشتم للرموز الدينية).
    كان عليه أن يحدد مفهوم(الرموز) .. رموزنا نحن السنة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي .. وجميع صحابة المصطفى صلّ الله عليه وسلم،ورضي الله عنهم وأرضاهم . ورموز الشيعة : سيدنا علي عليه السلام وأئمة آل البيت عليهم السلام ..
    فهل سمع الباحث سنيا يشتم أحدا من آل البيت ؟
    الملاحظة الثانية : رأى المؤلف أننا أهل السنة نتهم ( الشيعة بتحريف القرآن الكريم،وبوجود مصحف خاص بهم يسمى بـ"مصحف فاطمة"،وهم يحيلون في الغالب إلى كتاب"فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب"،الذي يقال إنه قد ألف من قبل الميرزا النوري الطبرسي ،مع أن الأغلبية الساحقة من الشيعة ترد هذا الأمر ،وتؤمن بأن هذه الآراء عارية تماما عن الصحة،وقد أوردها بعض علماء الشيعة المتطرفين،من دون أي دليل أو برهان"شريعتي"){ ص 43 }.
    أولا : عجيب هذه الصيغة التمريضية (يقال) .. وقد سئل الشيخ الخزاعي عن ذلك الكتاب فلم ينكر وجوده،وما زاد على أن قال أن من يقول بتحريف القرآن من أهل السنة أضعاف من يقول بتحريفه من الشيعة!!! وأنهم – معاشر الشيعة – لا يقرون بما جاء في الكتاب ... أي أنه لم ينف وجود الكتاب،ولا نسبته للطبرسي.
    ثانيا : في ختام العبارة يؤكد – عن غير قصد ولو كان يقصد ذلك لسقطت الفكرة أصلا – وجود ذلك القول .. ويوسع دائرته من (يقال) أن الكتاب قد ألف من قبل الميرزا النوري الطبرسي ليشمل ( بعض علماء الشيعة) .. وإن وصفهم بعد ذلك بالمتطرفين،ولا نجادل في ذلك .. ولكنه بكلامه أثبت أن الأمر يتجاوز الطبرسي فعبارة (علماء) بالجمع تعني أن عالمين – على الأقل – ساندا القول بتحريف القرآن الكريم.
    الملاحظة الثالثة : يقول المؤلف :
    (ولا تختلف "السلفية الشيعية"في إطارها المرجعي العام عن"السلفية السنية"،فالسلفية الشيعية تعلن التزام الكتاب والسنة،مع انضغاط "قائمة السلف"لديها واقتصارها على"أئمة آل البيت"بسبب"ميلهم الإيماني المتصل بالمكانة السامية التي كان يتمتع بها الأئمة"..){ص 36 – 37 }.
    يكاد الإنسان أن يظن أنه يقرأ كلاما مترجما!!! ("ميلهم الإيماني المتصل بالمكانة السامية التي كان يتمتع بها الأئمة"..).
    سبحان الله (الإمامة) لدى القوم (ركن ) من أركان الإسلام .. فيتحول الأمر لدى المؤلف إلى اقتصار الشيعة على أئمة أهل البيت لميلهم الإيماني .. إلخ!!!
    الملاحظة الرابعة : جاء في الكتاب – أو الكُتيب – أيضا :
    (وعند التمحيص نجد أن العقل السلفي يتجاوز تخوم التصنيف الطبيعي / التلقائي إلى "التصنيف السلبي"،ولعل الاشتغال المكثف من قبل السلفية السنية والشيعية على مسائل ومباحث الجرح والتعديل يعضد هذه النتيجة "أبو اللوز 2008"){ ص 52}.
    لا ينقضي عجبي .. ليس فقط لأن الجرح والتعديل طارئ على الشيعة .. وقد أوجدوه للرد على أهل السنة ... بل العجب العجاب أن يكون علم الجرح والتعديل الذي هو من مفاخر الإسلام .. وهو الذي سعى لوضع سد منيع في وجه التقول على الحبيب صلّ الله عليه وسلم .. وهو الذي جعل بعض رواة الحديث يمتنع عن نقل حديث رجل يخدع فرسه – بوضع بعض الحصى في إناء على أنه شعير – ومع كل ذلك الاحتياط في النقل هناك من يشكك في بعض الأحاديث الصحيحة ... فكيف لو لم يكن عندنا علم (الجرح والتعديل)!! .. كيف تتحول هذه المفخرة إلى سبب لـ(التصنيف السلبي)؟!!
    صحيح : إذا عادت محاسني التي أدل بها عيوبا ..فقل لي كيف أعتذر؟!!!
    الملاحظة الخامسة : يقول المؤلف :
    (ليس أمرا ميسورا الانفكاك من الأنساق الفكرية المتجذرة في المجتمع،فكيف ونحن نتعاطى مع السلفية التي استطاعت أن تشكل "تفكيرا جمعيا"،بل تجاوزت ذلك إلى مرحلة"مأسسة"الفكر السلفي بمستويات وأنماط متنوعة ..{ص 80 - 81}.
    يبدو أن المؤلف نسي قوله السابق :
    (ويمكنني إضافة ملاحظة لها هي الأخرى دلالاتها وانعكاساتها في سياق الاندماج الاجتماعي،وهي أن السلفية السنية أميل إلى العفوية ومجافاة الأطر التنظيمية والعمل الجماعي الحركي المنظم "جعفر وفؤاد،2007"بخلاف السلفية الشيعية التي أفلحت إلى حد كبير في"مأسسة الدين"- تحويله إلى مؤسسات تابعة للرموز الدينية - ..){ص 39}.
    في نص الصفحة التاسعة والثلاثين كان الشيعة فقط هم الذين (مأسسوا الدين) .. وفي النص الأخير أصبحت (مأسسة الدين) قضية مشتركة بين (السلفية) هكذا بالإطلاق !
    الملاحظة السادسة والأخيرة : جاء في الكتاب :
    (التزم هذا لبحث – قدر المطاق – بعقيدة العلوم الاجتماعية والإنسانية ..){ص 77}.
    توقفت كثيرا عن هذه العبارة (عقيدة العلوم الاجتماعية) ... عدت إلى أرشيفي .. فوجدت ما كتبه الأستاذ جورج طرابيشي في مقالة بعنوان "الكنيسة والوطن والحزب لا تني تتراجع" . قراءة في كتاب "بلا عقيدة ولا شريعة" ومما جاء في المقالة :
    (أما الحضارة الحديثة فلا ترى – على حد التعبير المشهور لسارتر – أن ثمة مطلقا آخر غير النسبي. ومن هنا نزوع الحضارة الحديثة إلى استبدال فلسفة الأخلاق بعلم الاجتماع. فالفلاسفة الأخلاقيون ينطلقون من فكرة المطلق،وإن اختلفوا في تحديد طبيعته وهويته. أما العلماء الاجتماعيون فيتعاملون مع الأخلاق ومع القيم بوصفها ظاهرة نسبية ويقرءونها لا على ضوء المفاهيم المجردة والمتعالية،بل على ضوء المعطيات الإحصائية التي ترصدها في تصورها الكمي.){جريدة الحياة العدد 11770 في 14/12/1415هـ = 14/5/1995م. }.
    هل هذا تطور لدور علم الاجتماع ... من كونه بديلا لفلسفة الأخلاق .. إلى (عقيدة)؟!!
    أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة

  2. #2
    السلام عليكم
    كتابه وتحليل رائعه تستحق الوقوف والردود الجميله للكثير مما جاء في الموضوع .فقط أضيف ملاحظه لما تقدم للكتاب موضوع البحث أنه تحدث عن الذين كتبوا وقالوا وأنقياد التأثير لما كتبوا ووضعوا أما الذي يطعنون أو يسبون فهم من الطرفين ولم ينفرد طرف عن آخر في هذة القضيه ,ومصادر الطرفين تشير لذلك. السب والشتم معروف أنه بوابه هروب يختبىء خلفها الكاتب ليداري ضعفه ويتفرد بناصيته المهزوزه . فلدى علمائنا ومفكرينا من كلمات الفكر والحضاره والحب مايغطي كل المساحات .
    نتمنى أن نرى كتاب وبحث مشابه في تأثير التعايش على مثل هذة كتابات في ضروف بعيده عن التقسيم والأضطهاد والتحزب ...
    شكر لمقال
    ليس بدعا أن يكتب الشعر حرّ** قد أرته الأيام نار لظاها
    وأطاحت به صريع الأماني**يمضغ العود كي يبل صداه
    شاعر عارك الحياة بعزم ** كي ينال العلا فنال رداها
    ****
    قد أذاع الأثير آهات نفس ** داميات مجرحات الهموم
    لم يكن طبعها نسيما صبوحا**أنما شواظ قلب كليم
    قد شدى باسما بوجه المآسي **ذائدا عن حياضه كالغريمِ
    لم تمت جذوة الحياة بنفس**كمنت ذاتها بسر عظيمِ

    يعقوب الحمداني

المواضيع المتشابهه

  1. كتاب "عائلة أصفر ونجار" للمؤلف "الياس سعيد نجار". والنهضة الزراعية في القرن 19
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان العلوم العامة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-03-2015, 09:14 AM
  2. تشويه لأقطاب السلفية.. صورة "الدولة" في "دابق" .. "لايُسأَل عما يفعل وهم يُسألون‎
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-02-2015, 09:46 AM
  3. رواية "السنجة" لـ أحمد خالد توفيق
    بواسطة راما في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-11-2013, 07:55 AM
  4. ملاحظات على ترجمة د. محمد مندور لــ"بحيرة" لامارتين
    بواسطة إبراهيم عوض في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-13-2008, 01:42 AM
  5. ملاحظات على ترجمة د. محمد غنيمى هلال لــ"بحيرة" لامارتين
    بواسطة إبراهيم عوض في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-08-2008, 11:06 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •