من معاني التوحيد
عبدالصمد زيبار
لا إله إلا الله محمد رسول الله
إنه شعار رشد و خلود في الأرض و السماء
لا خضوع و لا انقياذ و لا انصياع إلا للحق
و الحق الله و
الحق الطريق المستقيم
و الحق العدل
و الحق القسط و
الحق التوسط ....
الانصياع من نواقض التوحيد الخالص
في نظري أخطر أنواع الانصياع نوعان
الانصياع النفسي و الفكري
فالأول انصياع قلبي نفسي وهو داخلي و باطني ( عقيدة الولاء و البراء) يمثلا منطلقا و تأسيسا لباقي الأنواع من الانصياعو الخضوع
يتمثل في شيوع نفس المادة و طغيانه على الجانب الروحي المقدس, وهو انصياع لصنم العصر المال و المتاع و اللذة ... تعس عبد الدرهم... حينما تطغى المادية كهم و خيال في أحلام النوم و اليقظة حتى عند الفقراء و المتصوفة ..
ويزداد الأمر سوءا حينما تمتزج هذه المادية بنفسية الخوف و الترقب مع عدم الثقة بالنفس و غياب المبادرة و الابداع و الابتكار و التجديد
كان كل هذا مما أسهم في صناعة انساننا المنصاع
و الثاني انصياع ثقافي فكري يعمل على تبرير كل أشكال الانصياع الأخرى ..
تعمل على تقويته مؤسسات و هيئات و أعراف و شخصيات عديدة بجهود مختلفة
الإعلام
الموضة
التقليد الأعمى
شيوخ الاستبدد
مثقفي السلطة
الأسرة
المدرسة
المساجد على غير تقوى
....... وغيرها
أعرف جماعة اسلامية معاصرة أفرادها يعدون بمئات الآلاف منهم دكاترة و أطباء و طلبة و عمال و غير ذلك
إلا أنهم كلهم منصاعون
لشخص واحد
لفكر شخص واحد
فهو المفكر
و الفقيه
و المرشد
و المؤسس
و الشيخ
و يحلمون أنه الخليفة .
كل وسائل إعلامنا منصاعة للزعيم
معظم أفراد شعوبنا منصاعون للمادة
معظم مفكرينا منصاعون للآخر موروثا أو مشاهدا
نعيش بين قلم منصاع و قلم موحد فمن أي الفريقين تحب أن تكون ؟
نموذج للحياة مع حلاوة التوحيد
إنه بلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه
عبدا مملوكا .. لكن الرق لم يملك إلا جسده الفاني الترابي
ظل قلبه و عقله غير منصاعان إلا لله تعالى
ينطق و يقول : احد أحد .. أحد أحد
رغم الفقر و الرق ظل بلال يستقوي بالسماء بالعلي القدير
يقول : كنت أمزج حرارة الصخرة بحلاوة الايمان فتغلب حلاوة الايمان.
كثير منا اليوم يبرر خضوعه و انصياعه لغير الله بالفقر و التسلط .... و غير ذلك
فشتان بين عبد وعبد
نال بلال بحق شرف إعلاء كلمة الله بالنداء الخالد : الله أكبر
أكبر من امادة
أكبر من المتسلطين
لا يمثل بلال إلا نموذجا من جيل فريد رباه المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه و كون به و أمثاله دولة الفطرة و الرشد.
أخيرا أقول هذه لا تمثل دعوة للتمرد و الانقلاب لكنها رسالة للتطهر بماء التوحيد و الصفاء تطهير القلب و العقل.
قال الله عز وجل في سورة الجاثية :
وهي سورة تركز على خطورة التكبر في الأرض لأنها ستضيّع الرسالة
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُون / الجاثية-23َ
/
تحياتي لأهل المنتدى