"بدل ندرة " : 416 ريالا!!
(#هم أهل الله وخاصته : المطالبة_ باستثناء _ دور _ التحفيظ _ من _ حملة _ الجوازات).
هكذا جاءت "تغريدة"أختنا الفاضلة الأستاذة الجوهرة المسعد.
وكنت قبلُ قد رأيت عدة تغريدات ضمن هذا "الوسم"ثم انشغلت عن الموضوع .. ولكنني حين قرأت هذه التغريدة .. تداعى إلى ذهني سيل من الصور .. حتى غرقت في لجنة من الحزن المفاجئ !!
عادت بي الذاكرة – أو عدت بها – إلى سنوات طويلة مضت .. حين بدأت العمل .. ثم تسلمت مؤقتا،بدلا من زميل (إمرة الصرف).
لن أطيل .. باختصار .. كان في بند مسيرات الرواتب شيء اسمه (بدل ندرة) ..
كان يحصل عليه بعض أساتذة كلية القرآن الكريم .. كان ذلك المبلغ (416)!!
نعم.مبلغ وقدره أربعمائة وستة عشر ريالا .. وللأمانة و 65 هللة!!
بدل ندرة في كتاب الله العظيم .. 416 ريال .. كان يحصل عليه الدكتور محمود سيبويه البدوي – رحم الله والديّ ورحمه – في نفس الوقت كانت مكافأة عميد الكلية 833 للأمانة أيضا و33 هللة.
هذه هي موجة الحزن الأولى التي ضربتني .. بعد قراءتي الـ"وسم" المذكور ..
أما موجة الحزن أو الألم الثانية فقد كانت عند تذكري (مجرزة) – إن صح التعبير – (السعودة) ..
مبدأ السعودية صحيح سليم .. وواجب وطني .. ولكن!!
بالضبط إنها (لكن) التي تنسف ما بعدها ... ولكن .. ليس بطريقة عشوائية ..
(التعليم) و(الصحة) ليسا مجالا للعب أو التجريب .. ويكفي أن نقول أن (مجزرة) – إن صح التعبير – (السعودة) ... جعلت كلية القرآن الكريم تنهي عقد قامة بحجم الدكتور (البدوي) – الذي يحصل على بدل ندرة على مستوى العالم : وإن كان 416 و 65 هللة – واستبداله بخريج غير بعيد العهد بمقاعد الدراسة!!
وكانت أول معطيات العقل،للسعودة الجادة .. أن يفرغ الدكتور (البدوي) لمجموعة من الخريجين النابهين ..والجادين في طلب العلم،لا الشهادة والوظيفة .. ليتلقوا عنه العلم .. ثم مجموعة اخرى .. وهكذا.
بقيت لكم في ذمتي موجة أخيرة من الألم أو الحزن ..
قبل ايام أو حتى أسابيع من انتهاء مدة التصحيح يصدر نداء باستثناء دور التحفيظ من حملة الجوازات .. آلآن؟!!!!
وكان لهذه الفكرة أو الحملة أن تكون قد انطلقت قبل فترة كافية من انتهاء فترة التصحيح.
أعترف أن لديّ حساسية من ( الاستثناء) ... لأنه يحيل مباشرة إلى غياب العدل ..
النداء يجب أن يكون لصنع (قانون) خاص بجمعيات التحفيظ .. قانون يخول للجمعيات الاستفادة من بعض الكوادر غير السعودية المتواجدة في البلد .. وسأخرج قليلا عن الموضوع .. لأحكي قصة صاحب إحدى المؤسسات المتخصصة في التقنية والذي يتعامل مع الجهة التي أعمل بها .. لقد علمت أن الرجل (طبيب) .. وقد اختار أن يعمل في منشأة خاص به .. والنظام لا يسمح له العمل في مجال آخر !!
أليس صنع قانون مرن يعطي لمثل هذا الرجل،وأمثاله فرصة العمل – ساعات يوميا – في إحدى المستشفيات .. أليس في ذلك فائدة للرجل وللبلد؟!
وكم من الكوادر المتميزة والتي تعيش في البلد ولا يستفاد منها بسبب تعقيدات الأنظمة ؟!
بالعودة إلى موضوعنا ... نستطيع أن نتصور وجود زوجة طالب .. أو دكتور .. أو مهندس .. وهي لا تعمل ولكنها من أهل القرآن الكريم – مثلا – ويمكن حالة وجود قانون مرن .. أن يستفاد من خدماتها ... ويقاس على هذا المثال .. خصوصا أن مثل هؤلاء – غالبا وفي حالة تعليم القرآن الكريم تحديدا – سيتقاضون مقابلا رمزيا .. فيستفيد الجميع .. ومعلوم أن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم قائمة في معظمها على المقيمين ..
وبعد .. فالدعوة لا يجب أن تكون لاستثناء جمعيات التحفيظ ... وإنما لوضع (آلية) أو (قانون) – مرن – يخول الاستفادة من المقيمين في سد عجز جمعيات التحفيظ ..
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني .