لم يكن"صاحب التكتك"أول من تحدث عن تدني مكانة مصر،بل سبقه إلى ذلك "عمرو أديب"حين تحدث عن مصر التي كانت تُقرض بريطانيا،مصر التي تسعى اليابان،وكوريا،إلى الاستفادة من تجربتها .. إلخ.
والحقيقة أن عاملين أثرا في مكانة مصر ..
أولهما .. احتلال الصهائنة لجزئ من أرض فلسطين .. سنة 1948م
وثانيهما .. احتلال مصر من قبل"العسكر" سنة 1952م.
مصر قبل "52" كانت دولة مدنية،يحكمها "قانون"ومن مواد دستورها سنة"1923" :
المادة 3"المصريون لدى القانون سواء. وهم متساوون في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية وفيما عليهم من الواجبات والتكاليف العامة لا يميز بينهم في ذلك بسبب الأصل أو اللغة أو الدين."
المادة 5" لا يجوز القبض على أي إنسان ولا حبسه إلا وفق أحكام القانون"
المادة 8"للمنزل حرمة فلا يجوز دخولها إلا في الأحوال المبينة في القانون،وبالكيفة المنصوص عليها فيه".
(المادة 56 :
عند توليه الملك تعين مخصصاته ومخصصات البيت المالك بقانون وذلك لمدة حكمه. ويعين القانون مرتبات أوصياء العرش على أن تؤخذ من مخصصات الملك".
المادة 59 " لا يلي الوزارة أحد من الأسرة المالكة".
وعندما كان الأستاذ إبراهيم عيسى يرتدي ثوب "الدروشة"ويتحدث عن"التصوف" – عبر "قناة دريم" – ذكر أن مواطنا صفع النحاس باشا،فوصف الباشا المواطن بـ"ابن الكلب" .. ثم حرر "محضر"بالواقعة،وانصرف الجميع!! .. عندها تساءل الأستاذ"العقاد"غاضبا .. كيف يصف الباشا مواطنا بـ"ابن الكلب"!!
وقد ألف أحدهم كتابا تحدث فيه عن تخلي الجميع عن الملك فاروق،فرد عليه آخر بكتاب مفاده أن الملك فاروق هو الذي تخلى عن نفسه .. وأورد كثيرا من صور الفساد .. وذكر من ذلك قصة .. احتياج الملك فاروق للمال،بعد أن تسلم "مخصصاته"فتم التحايل على ذلك بالإعلان عن حاجة جهة ما إلى "يخت"بمواصفات "يخت" الملك المسمى"المحروسة" .. فاشترته الدولة،وتسلم الملك فاروق المبلغ،لكنه احتفظ بـ "اليخت"!!
صحيح أن هذه "فضحية"و"فساد"ولكن عدم قدرة "الملك"على مد يده لخزينة الدولة كأنها جيبه الخاص .. يدل على وجود"قانون"اضطر "مولانا "للتحايل عليه!
فماذا حدث بعد ذلك؟
جاء "العسكر" .. فحولوا مصر إلى "ثكنة عسكرية"
تتكون مصر من "27"محافظة :
المحافظ غير العسكري لا يعنينا .. وهذه نظرة على البقية :
"ثكنة" الإسكندرية : اللواء الدكتور رضا فرحات
"ثكنة" الإسماعيلية : اللواء يس طاهر
"ثكنة" أسوان : اللواء مجدي حجازي
"ثكنة" البحر الأحمر : اللواء أحمد عبد الله
ثكنة" بورسعيد : اللواء عادل الغضبان
ثكنة" جنوب سيناء : اللواء خالد فودة
ثكنة" الجيزة : اللواء محمد كمال الدالي
ثكنة" السويس : اللواء أحمد حامد
ثكنة" الشرقية : اللواء خالد سعيد
ثكنة" الغربية : اللواء أحمد ضيف صقر
ثكنة" القليوبية : اللواء عمرو عبد المنعم إبراهيم
ثكنة" قنا : اللواء عبد الحميد الهجان
ثكنة" كفر الشيخ : اللواء السيد نصر
ثكنة" مطروح : اللواء علاء أبوزيد
ثكنة" المنيا : اللواء عصام البديوي
ثكنة" الوادي الجديد : اللواء محمود عشماوي
وأخيرا،ثمة خطأ إداري ... ربما!! فمحافظ الأقصر هو محمد بدر،أما اللواء هاني مقصود فالقائم بأعمال السكرتير العام للمحافظة!!
وقبل الختام .. هذه طرفة لا تضحك .. فقد عين الجنرال السيسي ،اللواء سمير فرح .. مديرا لدار الأوبرا المصرية - والأستاذ مفيد فوزي اقترح تعينيه ويزرا للإعلام!! -
وقد ذكر "اللواء"أنه لا يعرف شيئا في الموسيقى .. ثم تدارك متلعثما،فتحدث عن .. الموهبة!!
وهذا يُذكر بما جاء في كتاب"داغستان بلدي" لرسول حمزتوف .. فقد ذكر المؤلف أن مديرا لاتحاد كتاب داغستان،عدل على مسرحية لأحد كتاب داغستان الكبار،فزاره الكاتب وسأله .. هل تحمل شهادة عليا؟
قال : نعم. في الطب البيطري .. ولكن "الحزب" رأى أنني اصلح لهذا المنصب!!
وصلة دروشة ..
يتحدث الإسلام عن"البركة"ومن الواضح أنها قد "نزعت" من الانقلابيين .. فربما تكون دول الخليج قد دفعت للسيسي .. في ثلاث سنوات أكثر مما دفعت لمصر في أربعة عقود – منذ أن حولها العسكر من اليد العليا التي تعطي إلى اليد التي تأخذ – ومع ذلك فقد تبخرت كل تلك المليارات .. أو"نزعت بركتها".
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني