بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
سؤل سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه في قوله تعالى:
يحبهم ويحبونه .. وفي قوله تعالى : فاذكروني أذكركم (كيف قدم محبته لهم ، وقدم ذكرهم له على ذكره اياهم ؟) فقال رضي الله عنه:
ان الذكر مقام طلب..فكأنه أمرهم بالطلب منه..فقدم ذكرهم له.
وأما المحبة فهى تحفة الهية..ليس للعبد فيها اختيار..فلا يصح وجوبها الا بعد بروزها من جانب الغيب على يد المشيئة..ولهذا قدم محبته لنا على محبتنا له..
فله الفضل والمنة..
ويقول رضي الله عنه في قوله تعالى :( ان ناشئة الليل هي اشد وطئا")
هي بعد نوم الخلق والنفس والطبع والهوى والارادة ويبقى القلب طعامه وشرابه المناجاة لله عز وجل والركوع والسجود بين يديه . ألا ترى من زهد في الدنيا لئلا يشتغل بها عن طلب الحق عز وجل وهكذا يزهد في الاخرة لئلا تشغله عن الله عز وجل يتمنى أن لاتوجد الاخرة لانها حلوة ظاهرة رحمة ، يصير القلب والسر وجها يبدو على ظاهره مافي قلبه يحب دوام الدنيا لأنه يعبد الله سرا" يعامله سرا".. متى يستوحش قلبك من الخلق ويستأنس بالحق من باب إلى باب حتى لايبقى باب من بلدة إلى بلدة من سماء إلى سماء ، يقيم القيامة على نفسه يقوم بين يدي الحق عز وجل يقرا صحائفه الحسنات والسيئات توقع له بالنار ، بينما هو بين خوف ورجاء بين سقوط في النار وعبور تداركه الله تعالى بلطفه الخفي ، أطفأ النار بماء رحمته ونادت النار : جز يامؤمن نورك أطفأ لهبي يقرب عليه العبور مسيرة ثلاثة آلاف سنة في لحظة حتى إذا قرب دار الملك رجع إلى عقله وإرادته ومحبته لمولاه وشوقه ..
أبواب الملك مغلقة إذا أعرضت عنها فتح لك باب تعرفه باب السر سار إلى سد فينفتح من غير حولك وقوتك ، المؤمن يخرج من طبعه قاصد إلى ربه بينما هو كذلك إذ بيد الآيات في الطريق في نفسه وماله يرجع إلى ذنوبه وإلى سوء أدبه وإلى خرق حدود شرع ربه .. لايستعين بالدعاء ولايستعين بغير ربه بل يذكر ذنوبه ويعود على نفسه بالملامة حتى إذا فرغ من ذلك رجع إلى القدر والتسليم والتفويض من حيث القلب.. بينما هو كذلك إذ رأى بابا" مفتوحا : ومن يتق الله يجعل له مخرجا"
ابتلي لينظر كيف يعمل ...وبلوناهم بالحسنات والسيئات ...
إنما يستقيم قلب ابن آدم بالخير والشر بالعز والذل والغنى والفقر حتى إذا اعترف بالنعم لله عز وجل وهو الشكر والشكر الطاعة لايتحرك اللسان والجوارح وعند البلاء الصبر اعترف بالذنوب والجرائم حتى انتهت خطوة الحسنة وخطوة السيئة إذ هو بباب الملك خطا خطوة الشكر وخطوة الصبر والقائد التوفيق رأى باب الملك رأى هنالك مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولاخطرعلى قلب بشر .. تنقطع نوبة الحسنات والسيئات تأتي المحادثة والمكالمة والمجالسة. انتهى كلام الشيخ رضي الله عنه