هو السلطان العظيم التى وطأت خيله أماكن لم يطأها خيل المسلمين من قبل ورفع رايات الإسلام فى بلاد لم يدخلها الإسلام من قبل وكانت مساحة ما فتحه من البلاد تعادل مساحة الفتوحات فى عهد الفاروق عمر بن الخطاب – رضى الله عنه !!!!
هو يمين الدولة وأمين الملة ناصر الحق ونظام الدين وكهف الدولة أبو القاسم محمود بن سبكتكين محطم الصنم الأكبر وقاهر الهند والسلطان المجاهد العظيم .
كلها ألقاب خلعها عليه خليفة المسلمين القادر بالله رحمه الله , فمن كان محمود بن سبكتكين ؟؟
دعونا نسرد سيرته العطرة ومصادرى فى ذلك : -
1- كتاب الإنباء فى تاريخ الخلفاء – لابن العمرانى
2- كتاب الهند فى ظل السيادة الإسلامية (دراسات تاريخية) – د/ أحمد محمد الجورانه
3- كتاب المسلمون فى الهند من الفتح العربى الى الاستعمار البريطانى – الترجمة العربية الكاملة لكتاب طبقات أكبرى – لنظام الدين أحمد بخشى الهروى
4- البداية والنهاية – لابن كثير
5- تاريخ ابن خلدون – لابن خلدون
6- بعض المصادر الموجودة على الإنترنت , أنقل منها مايوافق الدين والعقل وأترك مايخالف ذلك
نبدأ باسم الله وبه الثقة وعليه التكلان : -
فتح المسلمين للهند ظل حلم كبير يراود الخلفاء والسلاطين طيلة 4 قرون منذ عهد عمر بن الخطاب وأرسلت فى ذلك الحملات والجيوش لفتح تلك البلاد الشاسعة , وكانت أول الحملات الناجحة فى عهد الوليد بن عبد الملك على يد محمد بن القاسم الثقفى فتوغل فى شمال الهند وفتح مدينة "ديبل" وأقام بها مسجدا، وترك بها حامية من أربعة آلاف جندي، وأصبحت ديبل أول مدينة عربية في الهند .
شعار الدولة الغزنوية
ثم توالت الحملات ولكن لم تكن فى مثل قوة الحملات الأولى أيام الأمويين فضعف وجود المسلمون فى الهند وظل المسلمين عهد الدولة العباسية محافظين على ما فتحوه، وتوسعوا قليلا في ضم أجزاء أخرى إلى دولتهم، حتى سيطر المسلمون على المنطقة الواقعة بين كابل وكشمير والملتان, إلا أن يسّر الله فتح الشمال الهندى كله ومهد الطريق للفاتحين من بعده ولله الحمد والمنة على يد بطلنا وعظيمنا السلطان المجاهد محمود بن سبكتكين .
نبذة عن حياته : -
أبوه هو "ناصر الدين سبكتكين" مؤسس الدولة الغزنوية . ولى غزنة – مدينة فى أفغانستان - سنة (366هـ= 976م) وكان يتمتع بهمة عالية وكفاءة نادرة، وطموح عظيم، فنجح في أن يبسط نفوذه على البلاد المجاورة، وشرع في غزو أطراف الهند، وسيطر على كثير من المعاقل والحصون هناك، حتى تمكن من تأسيس دولة كبيرة في جنوبي غرب آسيا , وتوفي سنة (387هـ=997م). وكان عادلا خيرًا حسن العهد محافظا على الوفاء كثير الجهاد.
وبعد وفاة أبيه انعقدت البيعة لابنه الأكبر "اسماعيل" وكان متصفا بسوء التدبير وأراد أن يحرم ميراث "محمود" من أبيه , ولما ولي إسماعيل بغزنة استضعفه الجند واستولوا عليه واشتدوا عليه في الطلب حتى أنفذ خزائن أبيه , فقام عليه الأمير محمود وتغلب عليه واستطاع أن يأخذ غزنة لنفسه وأعلن نفسه سلطانا على البلاد .
محمود بن سبكتكين سلطانا على البلاد:-
أقّره الخليفة العباسى سلطانا على ماتحته من البلاد خراسان والجبال والسند والهند وطبرستان , وعاد الى خراسان فدخل اليه البديع الهمذانى فأنشده :
تعـالى الله مـا شــاء وزاد الله إيمـانى
أأفريدون فى التـاج أم الإسكنـدر الثانى
أم الرجعة قـد عـادت الينا بسليمـان
أطلت شمس محمـود علـى أنجم سامان
وأضـحى آل بهرام عبيدا لابن خـاقان
إذا ماركـب الفيل لحـرب أو لميـدان
رأت عيناك سلطانا على منكب شيطـان
أمن واسطة الهنـد الى ساحـة جرجان
ومن حاشية السند الى اقصـى خراسان
على مفتتح العـمر وفى مقتبل الشـان
يمين الدولة العـقبى لبغداد وغمـدان
وما يقعد بالغـرب عـن طاعتك اثنان
إذا شئت ففى يُمـن وفى أمـن وإيمان
عندما تقلد محمود بن سبكتكين مقاليد السلطنة أظهر السنة وقمع الرافضة والمعتزلة ومشى فى الناس بسيرة عمر بن الخطاب , كان رحمه الله يعظم المشايخ ويقربهم ولا يستغنى عن مشورتهم
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :ولما كانت مملكة محمود بن سبكتكين من أحسن ممالك بني جنسه كان الإسلام والسنة في مملكته أعز فإنه غزا المشركين من أهل الهند ونشر من العدل ما لم ينشره مثله فكانت السنة في أيامه ظاهرة والبدع في أيامه مقموعة .- مجموع الفتاوى (4|22)
مجموعة من العملات فى عصر محمود بن سبكتكين
وأقام الخطبة للخليفة القادر بالله – رحمه الله – فى بغداد , فأرسل له الخليفة خلعة فاخرة جدا لم يرسل مثلها قط خليفة الى أى سلطان من قبل وخلع عليه الألقاب الكثيرة " يمين الدولة وأمين الملة وناصر الحق ونظام الدين وكهف الدولة" , وبعد قليل سيضيف محمود بن سبكتكين الى نفسه لقب "قاهر الهند ومحطم الصنم الأكبر"
ولم يركن محمود بن سبكتكين الى الدعة والراحة , بل قام بالقضاء على الدولة البويهية الشيعية الخبيثة التى زادت من خطورتها قيام الدولة العبيدية الفاطمية فى مصر فأصبحت الخلافة الإسلامية بين فكى الأفعى , فقضى على دولتهم وطهر البلاد من نجسهم وخبثهم وفض ملكهم وأوهن كيدهم فلله الحمد والمنة . ثم قضى على الدولة السامانية بعدما دب الضعف فى أوصالها
وذكر ابن كثير رحمه الله :
"وفي سنة ثمان وأربعمائة استتاب القادر بالله الخليفة ,فقهاء المعتزلة فأظهروا الرجوع وتبرؤا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام ,وأخذت خطوطهم بذلك ,وأنهم متى خالفوا أحل فيهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم , وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك ,واستن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة وصلبهم وحبسهم , ونفاهم وأمر بلعنهم على المنابر , وأبعد جميع طوائف أهل البدع ونفاهم عن ديارهم وصار ذلك سنة في الإسلام ."
وعزل خطباء الشيعة وولي خطباء السنة , وكان حازما عادلا لا يجترأ أحد على إظهار المعصية فى دولته من خمر أو معازف أو أفكار المعتزلة والروافض . وكان يعظم العلماء ويكرمهم وقصدوه من أقطار البلاد وكان عادلاً في رعيته رفيقًا بهم محسنًا إليهم وكان كثير الغزو والجهاد وفتوحاته مشهورة.
وكان السلطان محمود بن سبكتكين نصيراً كبيراً للأدب و الفنون. و كان يعيش في عهده كثيراً من العلماء و الشعراء، منهم: ابن سينا و ابوريحان البيروني و ابوالفتح البستي و العسجدي و الفردوسي و البيهقي و الفرخي و المنوجهري و العنصري و الكسائي و الدقيقي و الغضائري.
فتوحاته فى الهند :-
قاد محمود بن سبكتكين 16 حملة عسكرية لشمال الهند , فقضى على ملوكها واحدا تلو الآخر, فقاد حملة ضد الملك الهندى "جايبال jai pal" وذلك سنة 392هـ / 1001م وكان ذلك أكبر ملوك الهند على الإطلاق وأكبر عقبة فى وجه الدعوة الإسلامية , وقاد حملة ضد الملك انندبال سنة 398هـ / 1007م , وواجه الملك "ناكر كوت" سنة 400هـ / 1009م وألزمه بدفع الجزية , وواجه أيضا الملك "راجا ناندا" سنة 410هـ / 1019م وأدت تلك المعركة الى إنتشار واسع للإسلام فى منطقة كالنجار , وكان قد قضى على ملك الكجرات "بيدا" سنة 409هـ / 1018م
للمزيد
http://www.google.com/search?client=...83%D9%8A%D9%86