منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الشــرق الأوســط الكــبير أو الموسع وشمال إفريقيا

    الشــرق الأوســط الكــبير أو الموسع وشمال إفريقيا
    مصطفىإنشاصي
    يبدو كما توقعت أن متابعتي لمقالاتالدكتور غازي حسين سوف تنشط ذاكرتي وتكثفجهودي قدر المستطاع في هذا المنتدى الموقر على الرغم من ضيق وقتي، لذلك بخصوص هذاالموضوع سأنشر مقالتين هذه المقدمة لبحث مطول حول الموضوع، وتعريف بالمراحلالتاريخية التي مر بها مصطلح الشرق الأوسط وحدوده من وجهات النظر المختلفة، وقدنكمل بقية الموضوع في حلقات في المستقبل إن لقي الموضوع استحسان القراء.كثير هم الكتاب الذين كتبوا عن مشروعبوش "الشرق الأوسط الكبير" أو التسمية الجديدة له بعد قمة الثماني، في"أيسلاند" بولاية جورجيا في الولايات المتحدة التوراتية "الشرقالأوسط الموسع وشمال إفريقيا". ومعظمهم متفقون على أنه مشروع غير واضحالمعالم، ولا يمكن تصور رؤية مستقبلية عن ما سيصبح عليه "الشرق الأوسط"عند تطبيق أفكار بوش حول هذا المشروع. وذلك لأن المشروع في حد ذاته عبارة عنمجموعة من الأفكار المتناثرة، التي لا تشكل رؤية متكاملة الأبعاد والمعالم، يمكنمن خلالها تصور معالم المستقبل. كما أنهم متفقون على أنه محاولة أمريكية لاستغلالالظروف التي يمر بها وطننا من أجل تدمير مقومات قوة الأمة، والمقاومة والصمودعندها، ضد المشروع اليهودي التوراتي ـ الغربي الصليبي من أجل إحكام هيمنتهما علىمصادر ثرواتنا، وخاصة البترولية منها. ومعاحترامي لأراء الآخرين، إلا أنني أري أن مشروع بوش "الشرق الأوسط الموسعوشمال إفريقيا" بأبعاده القصيرة المدى والبعيدة المدى ليس جديدا، ولا وليد"اللحظة التاريخية" التي تحدث عنها عضو مجلس الشيوخ الأمريكي (وليمفولبرايت) في كتابه "غطرسة القوة"، ونصح فيه قادة الولايات المتحدة عدمتفويت هذه اللحظة إذا ما جاءت، لأنها قد لا تعود إلا بعد عقود أو قرون. ولاهو وليد "الفرصة السانحة" عنوان كتاب الرئيس الأمريكي الأسبق (ريتشاردنيكسون) الذي صدر عقب حرب الخليج الثانية، وقد وضع فيه ريتشارد نيكسون خلاصة رؤيتهالأمريكية ـ الصهيونية للقضاء على الإسلام، وتصفية القضية المركزية للأمة "فلسطين"،هذا الكتاب الذي تكاد تكون سياسة بوش، ومن قبله التقرير الإستراتيجي الأمريكيالصادر عام 1995م في عهد الرئيس كلينتون نسخة حرفية عنه. ولاهو وليد استغلال الولايات المتحدة لـ"فائض القوة" عنوان مقال لهنريكيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، المشهور برحلاته المكوكية أثناء حرب رمضان/ أكتوبر عام 1973 مع العدو الصهيوني، التي شرخ بها وحدة الصف العربي، وبذر فيهابذور الخلاف والفرقة التي ستتسع بعد ذلك وتكون سببا فيما وصلنا إليه اليوم. كما أنهحدد فيها للزعماء العرب أسس وملامح ما ستكون عليه التسوية النهائية لصراعنا مع اليهودالجاثمين في قلب الأمة والوطن ـ فلسطين ـ بالسلب والاغتصاب. وجعل مكافأة العملالعربي للتوصل لها استقرار كراسي الحكام العرب وأنظمتهم. ومن يرفض ذلك من الحكامالعرب أو يتمرد يكون مصيره أن يستبدل بالمعارضة المشتتة في الخارج، بعد أن تجمعشتاتها اليد الأمريكية التوراتية، وتقوم باحتلال بلدها بدعوى دعم الديمقراطيةوالحرية في بلدها، وتحرير شعبها من نير الديكتاتور المستبد الجاثم على صدره،وتعيدهم أدوات مشروعها التوراتي على ظهر الدبابة الأمريكية لتحكم بلدهم، وتقتلشعبهم، وتدمر مقومات وجودهم وقوتهم، وتنهب ثرواتهم، وتفرض عليهم التفريط بفلسطينهموالقبول بالعدو الصهيوني ودمجه في نسيج شعوب وطننا، كل ذلك وغيره باسمهم. ذلكالمقال الذي يذكر فيه القادة الأمريكان إلى الفراغ الذي خلفه خروج الاتحادالسوفيتي من حلبة الصراع العالمي مهزوما أمام الولايات المتحدة الأمريكية، وتفككهإلى جمهوريات عديدة معظمها أصبح جزء من أوراق اللعبة الأمريكية الجديدة. وما حققتهالولايات المتحدة بعد حرب الخليج الثانية من هيبة عسكرية، وكشفت عن فائض القوةالكبير عندها، الذي يغنيها عن استخدام القوة نفسها لفرض ما تريد، ويكفي استخدامتلك الهيبة والتلويح بها في وجه من يحاول التمرد على أوامرها. ولاهو وليد بنات أفكار المحافظين الجدد وحلفائهم من أتباع الهوس الديني من النصارىالصهاينة، وجنون السعي لتحقيق ما يؤمنون به من خرافات عن نهاية العالم، وانتصارقوى الخير المتمثلة فيهم هم والعدو الصهيوني وحلفائهم من نصارى أوروبا ـ بحسباعتقادهم ـ على قوى الشر التي بالأمس القريب كان يمثلها الاتحاد السوفيتي، وبعدانهياره أصبح يمثلها المسلمون اليوم!!، وذلك في معركة "هر مجدون" التيستكون آخر المعارك بين الخير والشر، والتي سيحكم بعدها المسيح عليه السلام الأرضألف سنة، يعيش فيها النصارى الصهاينة في أمن وسلام، وسادة للعالم، بعد أن تبيد قوىالشر، ويقضى على اليهود ولا يبقى منهم غير أربعة عشر ألفا فقط، يؤمنون بالمسيح ويدخلونفي النصرانية بعدها. كماأنه ليس وليدة ردة الفعل الأمريكية، أو الشعور بالخطر الذي يمثله ما يدعيه الغرب"الإرهاب" وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001، التياستهدفت رموز القوة والغطرسة والهيمنة الاقتصادية والسياسية الأمريكية ـ برجيالتجارة العالمية في نيويورك، والبنتاجون الأمريكي في واشنطن ـ كما يحاول البعض أنيبرر لهذه الحرب الأمريكية المفتوحة ضد كل ما هو إسلامي. إننيأرى أن مشروع بوش "الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا" ليس وليد تلكاللحظة، ولا هذه الفرصة، ولا نتاج فائض القوة، ولا هوس ديني نصراني صهيوني، ولاردة فعل لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وإن كان كل ذلك قد يكون له نصيب كبير أوقليل في طرح هذا المشروع، ولكنه في جوهره ومضمونه الذي طرح به وأعلن عنه، هو أبعدوأعمق من كل ذلك بكثير، ويمكن اعتباره أحدث حلقة أو جولة من جولات الصراع الطويلمع الغرب. فأفكار بوش التي طرحها هو ومن تحدث من المسئولين الأمريكيين عن المشروعوأفكار المشروع وأهدافه، ما هو إلا خلاصة مخططات ومؤامرات المستشرقون والمنصرون،التي سعوا بالاشتراك مع حكومات الدول الغربية التي احتلت وطننا لعشرات السنينلتحقيقها ضد الأمة والوطن، ولكنهم فشلوا في ذلك، بسبب روح المقاومة التي كانتتتمتع بها الأمة، وتحصنها وتحميها ضد كل ما هو غريب عن دينها وتراثها وحضارتها،ويستهدف مقومات وجودها، والتي كانت السبب المباشر في طرد الجيوش الغربية المحتلةلوطننا آنذاك. وقد ظن بوش وعصابة البيت الأبيض من محافظين جدد،ونصارى صهاينة، وحلفائهم في أوروبا، أن الأمة قد فقدت قدرتها على المقاومة، بعد أنوافقتها أنظمة الحكم فيها على احتلال أفغانستان، ومن ثم العراق وتدمير قوتهالعسكرية. وظن أن أنظمة الحكم العربية والإسلامية لم تعد تستطيع رفض أي أمر للسيدالأمريكي، خاصة وأن بعض هذه الأنظمة قد استجاب بسرعة غير متصورة أمريكيا للمطالبالأمريكية في محاربة ما يسميه الغرب "الإرهاب"، وتجفيف منابعه سواء علىصعيد تغيير مناهج التعليم، أو محاربة التعليم الديني، أو على صعيد تجفيف مصادرهالمالية... إلى غير ذلك، وظن أنه باسم الدعوة لإجراء إصلاحات حقيقة في أنظمة الحكموالإدارة والتعليم وغيرها في دول وطننا، بإمكانه استغلال حالة الغضب الجماهيريوالشعبي على أنظمة الحكم المستبدة في وطننا، من خلال دعم أعوانه من المتغربينوالمهزومين من أبناء الأمة للمطالبة بالإصلاح والديمقراطية وتحرير المرأة ...إلىغير ذلك، مما يدغدغ مشاعر الجماهير ويحركها لدعم مؤامرتهم ضدها هي نفسها، طنا منهمأن الجماهير لا تدرك أبعاد مؤامرتهم ومخاطرها، وأن الأصوات الحرة في الأمة لن تقوىعلى معارضة ذلك حفاظا على حياتها. لقد ظن بوش وعصابته وأعداء الأمة والوطن فيالداخل والخارج من ورائه أن هذا الوقت هو الفرصة التي طال انتظارها لتنفيذ تلكالمخططات والمؤامرات على الأمة ودينها، وتحقيق ما فشلوا في تحقيقه يوم كانت جحافلهمالعسكرية تجثم على صدر الأمة والوطن. ظنبوش أن لحظة سحق وذر رماد عناصر القوة في الأمة "الإسلام"، وخاصة النصوصوالمفاهيم الإسلامية ذات العلاقة بالمقاومة، ورفض سيطرة وهيمنة أمريكا والغرب أوغيرهما على مقدراتها، ورفض إملاء قيم أخلاقية أو اجتماعية أو سلوكية ... مخالفةلقيمها عليها، والحركة الإسلامية في وطننا، وخاصة تلك الاتجاهات التي تتبنى هذهالمفاهيم. ظن بوش أن لحظة تحقيق كل ذلك قد حانت، وأنه باحتلال العراق وسحق قوتهالعسكرية، سوف يلتف على مشروع المقاومة في فلسطين ويحاصره ويقضي عليه، ويصفي قضيةالأمة المركزية ـ فلسطين ـ ويفرض عليها مشروعه الصهيوني للتسوية النهائية. وهكذايكون قد قضي على المثال المقاوم الذي يشحذ همة الأمة، ويبقي على جذوة المقاومةوالرفض فيها متقدة، ويهدد مشاريعه لتركيع الأمة واستسلامها النهائي له. ولم يكنيعلم أنه ينتظره مشروع مقاومة جديد في العراق، سيضاف إلى مشروع المقاومة فيفلسطين، وإلى كل مشاريع المقاومة على طول مساحة الوطن وعرضه، السلمية منهاوالعسكرية، ما نتفق معه وما نختلف، التي ترفض سيطرة وهيمنة أمريكا والغرب عليأمتنا ووطننا. ولكينفهم الأبعاد الحقيقية لمشروع بوش "الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا"التي أشرنا إليها، لابد لنا من وضعه في سياقه التاريخي الذي يؤكد صحة ما ذهبناإليه. كما أننا نود قبل أن نبدأ رحلتنا مع تبلور وعي غربي حول خطورة الإسلام كدينوحضارة، وما يتضمنه من عناصر القوة والمقاومة بما يكفل إفشال أي محاولة خارجيةكانت أو داخلية هدفها السيطرة أو الهيمنة على الأمة، وحرفها بعيدا عن إسلامهاالحقيقي، نود أن نعرف ما يسميه الغرب " الشرق الأوسط"، ونبين أهميةموقعه الجغرافي والإستراتيجي، وأهميته كمصدر للطاقة العالمية، وأهميته الاقتصاديةكسوق تجارية للغرب. ونتساءل بعدها...؟؟؟!!!.

  2. #2
    نتساءل مثلك ماذا بعد؟
    تماما
    وقد راقني ما قرأته هنا وأنا معك بكل الأحوال.
    محبتي

  3. #3

    تحياتي دكتور غازي
    ويسعدني أن الموضوع راق لك كثيراً

    وتقبل مودتي

المواضيع المتشابهه

  1. بيتنا الأوسع/للناشئة
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى - فرسان أدب الأطفال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-12-2020, 03:14 PM
  2. كل الورى تحت الثرى نزلاء
    بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 11-11-2014, 03:39 PM
  3. صلاة عليه وسلام
    بواسطة العربي حاج صحراوي في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-12-2011, 06:56 PM
  4. وللشهيد تحية وسلام
    بواسطة أسعد الأطرش في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 05-10-2011, 06:18 PM
  5. الــقـــواعــد الأمــريكية في منطقة الشــرق الأوســط
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى آراء ومواقف
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-30-2009, 06:32 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •