قوات أميركية تتحشد في منطقة المفرق الأردنية
11 كانون الأول 2011
عمان ، الحقيقة ( خاص
:
علمت "الحقيقة" من مصدر أردني موثوق به جدا أن مجموعات عسكرية أجنبية ، تقدر بمئات الأفراد، بدأت الانتشار خلال الساعات القليلة الماضية قريبا من قرى مدينة "المفرق" الأردنية المحاذية للحدود السورية
وقالت مصادر "الحقيقة" إن المئات من " العسكريين الناطقين بغير العربية" شوهدوا خلال اليومين الماضيين وهم يتنقلون في سيارات عسكرية جيئة وذهابا ما بين "قاعدة المفرق الجوية" الأردنية ( 10 كم عن الحدود السورية) ، و محيط القرى الأردنية المتاخمة للحدود السورية مثل قرية "الباعج" (5 كم عن الحدود) ومحيط منطقة "بركة سد السرحان" وقريتي " الزبيدية" و "النهضة" المتاخمتين للحدود السورية مباشرة
وأكد مصدر آخر من قرية " أم السرحان" هذه المعلومات لـ"الحقيقة" ، موضحا بالقول" لم أستطع التثبت من اللغة التي يتحدثون بها ، فيما إذا كانت إنكليزية أم فرنسية ، لكن من المؤكد أن العسكريين الذين شاهدتهم في المنطقة ليسوا أردنيين وليسوا عربا ، ومعظمهم من ذوي البشرة البيضاء ، فيما بعضهم من ذوي البشرة السوداء ( الأفريقية) وليس السمراء العربية المعروفة
وأكد المصدر أن هذه القوات " لم تكن موجودة في المنطقة قبل أسابيع ، و لم يسبق لنا أن رأيناها في المنطقة من قبل
وفيما معلومات أخرى تتقاطع مع هذه الإفادات ، أكدت مصادر أردنية وعراقية متطابقة لـ"الحقيقة" أن بعض القوات الأميركية التي جرى سحبها مؤخرا من العراق ، في إطار عملية انسحاب قوات الاحتلال الأميركي ، أعيد نشرها في الأردن .
وقال خبير إعلامي عراقي في لندن لـ"الحقيقة" ، سبق له أن عمل مستشارا إعلاميا لدى أول حكومة عراقية بعد الغزو الأميركي ، أستطيع أن أؤكد أن قسما من القوات الأميركية التي انسحبت مؤخرا من " قاعدة عين الأسد" العراقية في منطقة " الأنبار" جرى نقلها إلى الأردن .
وقال مصدر أردني يعمل فنيا في شركة الخطوط الجوية الأردنية لـ"الحقيقة" إن طائرة أميركية واحدة على الأقل تحمل عسكريين هبطت ليلة أول أمس (الخميس ـ الجمعة ) في "قاعدة الأمير حسن الجوية" الواقعة على بعد حوالي 100 كم إلى الشرق من مدينة "المفرق"!؟
يشار إلى أن " قاعدة المفرق الجوية" ، التي أصبحت تضم لاحقا "الكلية الجوية" في الجيش الأردني، كانت في الماضي منطلقا لأعمال " تآمرية "أردنية ـ بريطانية ـ إسرائيلية ضد سوريا ..ولعل أبرز ما يذكر في هذا السياق قصة إنشاء معسكر لضابط "المغاوير" ( الوحدات الخاصة ، لاحقا ) الرائد سليم حاطوم ، الذي فر إلى الأردن مع عدد من الضباط بعد فشل محاولته الانقلابية في أيلول / سبتمبر 1966، قبل أن يلتحق به آخرون مثل العقيد طلال أبو عسلي .
وكان حاطوم عمل ، في سياق محاولته الفاشلة ، إلى احتجاز الأمين القطري للحزب آنذاك ( نور الدين الأتاسي) و مساعده صلاح جديد ، وآخرين ، كرهائن في مقر الشرطة العسكرية بمدينة السويداء ، قبل أن يقضى على محاولته في مهدها.
وبعد فراره إلى الأردن ، حيث جاء إلى استقباله في نادي الضباط بالزرقاء الشريف ناصر ( خال الملك حسين) ، أنشئ له في " قاعدة المفرق " المذكورة معسكر لتدريب العسكريين الفارين معه، ولمن التحق به فيما بعد، وإذاعة أشرفت عليها المخابرات البريطانية والأردنية .
وقد عمل المشرفون على الإذاعة على التركيز على نقطتين أساسيتين " السمة الشيوعية والماركسية للحكام الحاليين ( الأتاسي وجديد) و " الصراع الطائفي في سوريا وداخل السلطة"!؟
وخلال الثمانينيات تحولت "قاعدة المفرق" ( فضلا عن معسكرات مدينة السلط غربي عمان) إلى قاعدة خلفية لتنظيم"الطليعة الإسلامية المقاتلة" والأخوان المسلمين ، حيث جرى تدريب منتسبيهم وانصارهم عسكريا ، فضلا عن تجهيز السيارات المفخخة قبل إرسالها إلى شوارع المدن السورية لقتل الأبرياء ونسف المنشآت العامة المدنية والعسكرية!
التاريخ يعيد نفسه :
كانت "الحقيقة" كشفت في تشرين الأول / أكتوبر الماضي أن عشرات العسكريين السوريين الذين فروا إلى الأردن الربيع الماضي جرى نقلهم إلى معسكر غربي مدينة "السلط" الأردنية ، وأن ضباطا من المخابرات العسكرية الإسرائيلية ( أمان) بدأوا التحقيق معهم تحت إشراف المخابرات العسكرية الأردنية بهدف انتزاع معلومات منهم حول قضايا تتعلق بالجيش السوري وتسليحه وتدريباته ، لاسيما بعد العام 2006 .
كما وكشفت أن عددا من أنصار "المجلس الوطني" السوري و ما يسمى " مجلس قيادة الثورة السورية" جرى استئجار شقق لهم من قبل جهات أمنية أردنية وغير أردنية في منطقة "خلدة" بعمان.
كما وكشفت "الحقيقة" أيضا عن أن عزام التميمي ، مدير قناة"الحوار" في لندن ، أنشأ بالتعاون مع المخابرات الأردنية ومدير مكتب "الجزيرة" في عمان ، الأخواني ياسر أبو هلالة ، محطة "سوريا الشعب" التلفزيونية التي تشرف عليها "رابطة العلماء المسلمين السوريين" ، والتي تبث من الطابق نفسه الذي يقع فيه مكتب "الجزيرة"!
يشار إلى أن " الرابطة" المذكورة هي جمعية لشيوخ وفقهاء الأخوان المسلمين السوريين و"الطليعة المقاتلة" الذين فروا من سوريا بعد هزيمة تمردهم المسلح في الثمانينيات، ولآخرين كانوا سبقوهم إلى المنفى.
http://elw3yalarabi.org/modules.php?name=News&file=article&sid=11094