بسم الله الرحمن الرحيم
ما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والأخر..
إن حياتنا تستحق أن نتعهد شؤونها..وهذه النفس بحاجة بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة إلى أن يعاد النظر فيما أصابها من غنم أو غرم وأن يعاد إليها توازنها واعتدالها كلما رجَّتها الأزمات وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض في تلك الدنيا المائجة بصنوف الشهوات وضروب المغريات....!!!؟
فالكيان العاطفي والعقلي قلما يبقى متماسك اللبنات أمام صدمات الإغراء والإغواء فإذا تُرك لعوامل الهدم أتت عليه وحولت مشاعره العاطفية والعقلية إلى حبات عقد انفرط سلكها.....!!!
وهذا شأن من أُغفل قلبه عن ذكرالله واتبع هواه وكان أمره فرطا كما قال الله عز وجل...
والحياة هي هبة الله لنا نحن الأحياء ولازلنا نجوب مساحاتها الشاسعة بمافيها من من متناقضات هي من لوازم سنة الابتلاء التي قدرها الخالق في هذا الوجود فلو لم يكن كفر لماكان للإيمان قيمة ولاحلاوة ولاذوق... كماقرر ذلك المؤذن الأول بقوله : مزجت بين مرارة العذاب وحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان على مرارة العذاب .... ولو لم يكن شر لماكان للخير ظهورا ولو لم يكن باطل لم يكن للحق سطوة وقوة إن الله قيض الباطل ليكون مثبتا لتفوق الحق .....!!
ومهما يكن عند أحدنا من قدرات وأدوات وظنون وخطرات يظن أنه بالإعتماد عليها سيأتي بما لم تستطعه الأوائل .. فلازال الإنسان في هذا العصر الزاخر بأدواته التقنية المسخرة لازال يعاني وسيبقى يعاني من حدود الزمان وقيود المكان .. وسيظل يحتاج لمن يعتمد عليه إعتمادا كليا كي يشفيه إذا مرض ويغنيه إذا افتقر ويهديه اذا ضل وحاد عن الطريق ويتجاوز عن سقطاته وهفواته آناء الليل وأطراف النهار والسؤال هل هناك قوة يُعتمد عليها في تحصيل هذه المنافع ودفع عكسها من المضار غير القوة التي لاتتزعزع ولا تهون إنها قوة الله الخالق الرازق المدبر الشافي المعافي الغفور الرحيم ...... !!!! ؟
هيا نتأمل جميعا ماغرد به الشافعي الإمام الهمام حينما سئل عن القدر فأجاب :
ماشئتَ كان وإن لم أشأْ ..... وماشــئتُ إن لم تشأْ لم يــــكنْ
خلقت العبادعلى ماعلمت..... ففي العلم يجري الفتى والمسنْ
على ذا منــنتَ وهذا خذلتَ .... وهــذا أعــنتَ وذا لــــــم تــعــن ْ
فمنهم فقيرٌ ومنهم غنيٌ .... ومـنهم قبيــحٌ ومنهـــم حســن ْ
ومنهم شقيٌٌ ومنهمْ سعيدٌ ... وكــــل بــــأعمـــاله مــرتــهـــن ْ
بعد هذا يجب علينا ان نشكر الله على نعمة الحياة .. وان نعلم ان الله خلقها لنا لنعيش سعداء بأعمالنا
أيها الشاكي ومابك داء ..... كيف تغدو إذا غدوت عليلا
هو عبءٌ على الحياةِ ثقيلٌ ... من يظنُّ الحياةَ عبئاً ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال .... لا يرى في الوجود شيئا جميلا
( إيليا أبو ماضي )
تحياتي’’’
سعد أل حجاب3\8\1430 هــ.
نقل ظميان غدير