العقل الباطن, منبع القوة غير المحدودة
اسم الكتاب / العقل الباطن , نبع الطاقة التي لاحدود لها
تأليف / إرهارد ف.فريتاج
يعد " إرهارد إف . فريتاج" أحد علماء النفس الروحانيين البارزين _ كما وصفه معلمه الدكتور جوزيف ميرفي_ فقد قدم إرهارد رسالة ملهمة وفعالة حول قوانين الحياة, كما أظهر لآلاف الأشخاص كيف يعيشون حياة يسودها النصر والمجد .
يقول فريتــاج : " أريد بهذا الكتاب أن أمهد الطريق نحو القوة الروحية التي يمتلكها كل واحد منا, وأن أحاول أن أساعدك على أن تساعد نفسك .. بنفسك."
*****************
عقلنا : منبع الطاقة المبدعة
سواء كانت لديك مشكلات بدنية أو عقلية, فإن جودة حياتك ستتحسن بعد أن تكتشف بداخلك منبعك الخاص والحميم للقوة, وتشرع في الحياة متغذياً من قوته.
بعد أن أثبتت الأبحاث الحديثة على العقل أننا لا نستخدم في الحقيقة إلا حوالي عشرة بالمائة من قدراتنا العقلية, فإننا يسهل علينا أن نقع في افتراض أن كل تحسن في جودة الحياة لا يتحقق إلا بزيادة في المعرفة , فنحن نعتقد أن المناهج الدراسية الأكثر توسعاً وطرق التدريب الأفضل من شأنها أن تجري تحسناً مستديماً على حياتنا وترفع هذه النسبة المئوية المستغلة من عقولنا.
حين نحاول توسيع وعينا مستخدمين الفكر و العقل لذلك, فإننا نستعين بأدوات غير مناسبة على الإطلاق, بل أن أعظم عباقرة البشرية من أمثال "جوته" و"اينشتين" لم يتجاوزوا هذه النسبة من العشرة بالمائة, لكنهم نجحوا حقاً في توسيع وعيهم نحو مستوى أعلى, وهو ما لم يتحقق من خلال فكرهم.
إن مستويات الوعي الأعلى والموجودة بشكل كامن في كل واحد منا سوف تزودنـا بمقادير هائلة من الذكاء الإبداعي إن نحن شرعنا في استخدامها عبر قناة الحدس.
ولا حاجة بنا للاختباء وراء مقولة " ولكنهم كانوا عباقرة!", فإن رحلتنا النفسية والفلسفية خلال الوعي ترشد كل منا إلى وجود القوى العقلية الأعلى بداخل أنفسنا, فبمقدور كل كائن بشري أن يوسع من طاقاته العقلية المحضة بعد أن يتوقف عن أن يكون محكوماً من قبل هذه الطاقات نفسها.
لقد وصف " اينشتين" كيف أن أغلب أفكاره العلمية وأكثرها ابتكاراً لم تكن ثمرة لأي توليف دقيق على وجه التحديد لتأملات شتى, فقد اعتاد أن يحوم حول أي سؤال ويقترب منه ما أمكنه ذلك بأفكاره حتى يحيل الأمر كله إلى العقل الباطن, أو إذا شئت لروح الإبداع في داخله. قد يقتضي هذا أياماً أو أسابيع, بل وأعواماً أحياناً قبل أن تنبثق إحدى الأفكار العظيمة. إن الذكاء اللانهائي للذات العليا سوف يرسل إليه الحل عبر قناة الحدس.
لدى كل منا هذا الذكاء الإبداعي المسئول عن " الإمكانات" الخاصة. لقد أدرك كل من علماء الدين وعلماء النفس أن ثمة شيئاً بداخلنا ينتظر أن يُعتق ويتحرر وأننا في حالة دائمة من "التحسن".
في هذا النطاق يمكن لنا أن نجد تفسيراً لكل من السحر, والغيبيات, وما وراء النفس "الباراسيكولوجي", جنباً إلى جنب الإدراك المتجاوز للحواس أو الفراسة, وفقا لعقليتنا التي تشمل كل بلاد العالم فإن الأحداث التي لا تعتمد على الحواس مازالت لا تجد لها موقعاً محترماً في وعي أغلب البشر, بما فيهم العلماء أنفسهم.
وذلك على وجود بعض الظواهر الفائقة للطبيعة بشكل جلي, مما لا يمكن إنكاره على الإطلاق.
ومن بين البراهين الشخصية بالنسبة لي كان تلميذ مدرسة يافع, كان قد أحضره والداه إلى عيادتي نظراً لبعض القصور النفسي لديه. مررنا بتجربة مثيرة إلى أبعد الحدود خلال جلسة التنويم المغناطيسي معه, فأحياناً كان بمقدوره أن يخبرنا بمكان أحد الزملاء خارج الغرفة أو ماذا تفعل أمه في المنزل في هذه اللحظة نفسها, ولقد تأكدنا من صحة رؤاه على الفور عن طريق المكالمات التليفونية, بل إنه ذات مرة قدم وصفاً تفصيلياً لغرفة معيشتي الخاصة والتي تقع خارج ميونخ, والتي لم تقع عيناه عليها من قبل أبداً(؟)
ففي حالة الاستغراق الذهني, نجح في أن يتخطى حدود الوعي المنطقي, وأن يسبح نحو أعماق اللاوعي الخاص بذاته الأعلى التي تكشف الحجب.