وقف الحب حزينا وهو خلف القضبان وسأل لماذا تتركونني لوحدي؟ أي ذنب أقترفت؟
أجاب الحارس: أنت متهم بالتهور والقيادة بطيش رغم ضعف البصر وتذبذب البصيرة
وأنت في أحسن الأحوال أعشى لا ترى ليلا وقد شوهدت الليلة الماضية تميل وتترنح بخطواتك يمينا ويسارا.
تنهد الحب قائلا: أتسجونني وأنا المشاعر الجميلة في قلب البشر، أزرع الابتسامة ليحصدون الأمل
ما كنت إلا هبة للقلوب الجميلة وزينة الشباب...
لم يكمل الحب كلامه حتى جاء صوت صاحب السجن بحزم:
إذا تعهدت بعدم القيادة يمكن أن نطلق سراحك، أنت غير مؤهل للقيادة.. وكثيرا ما تنزلق بالناس نحو منحدرات خطرة.. با لك من متهور..
كان الحب يرغب في الخروج من السجن المظلم الحزين فوعد بعدم القيادة أو التجول في الطرقات..وأبدى أسفه وندمه.. ولكن كيف يسير وإلى أين؟
فكر صاحب السجن وبعد برهة أتى بالعقل وأمره: هيا، خذه خلفك لا تتركه يجوب الطرقات الإسفلتية السريعة..
أمسك العقل القويُّ الفتيُّ بالحب الجميل المدلل ونهاه ، وقاده بروية إلى بيت صغير هادئ سكنه فيه زوجان، تزوجا هذه الليلة
:ادخل ستجد مكانا دافئا هنا.
وهكذا وجد الحب مكانا يليق به؛ فصار يسكن قلوبا هادئة تملأها السكينة وعاش مرتاحا جدا ينعم بحرية، في مكان دافئ وجميل وبدون
أن يشعر بالخوف.
2015/8/12