قلبٌ يضخّ الألم
ما جَرَى به القلمُ
لا رَيْبَ جَاري به القدَرُ
وما هذه الدنيا بدار بقاء
إنها كطيف أحلام
في لذيذ الرّقاد!
وما دمّرني...
لا أسمّيه حبّا أبدا..
وكم يختفي بنو آدم وراء السّتائر!
وغاية لمِْ أكن أتوقعُها...
فكسّرتُ حواجز صمْتي
لأبوحَ بالألم الذي حرّر لساني
فقلدت سيوف البوح وركبت خيله
وقاتلتُ جُيوش الصّمْت في صمْتي..
لم أجدْ سوى الشجْو في العشق والجُور
وفؤادي على فراش الكَمَد
فتكت به مخالب الألم
ونارُ الأشجان بين أضلعي توقدتْ
كلما أرسلت قلبي..
رُدّ من باب العشاق مطرُود
وكلما أرسلتُ الفرح مُهللا
عاد لي بالنواح والألم
تسبقني الآلام..
وأسيرُ خلفها أسِيرا!
لعَمري لقد أبكاني الهوى
حتى صارت آثار الدّموع
على خدي مثل البَهَار والعَنَمِ
ظمآنٌ والأقداحُ غائبة
والقطرُ قد أبى النزول!
فهل المزنُ سيق.. أم صار طوفنا؟
وهل النسيمُ سكن.. أم صار عواصفا؟
يا له من جمر وضعتْهُ في قلبي!
تحسبُها أتت به من سقر!
حتى احترق فؤادي وامتحق
إلى كم أبكي وأنوح؟
لقد انتحر رُقادي!
وما استراح هُنيهة فؤادي
فيا دين قلبي!
إني بقيتُ أطلالا
ويا رياحا ثار عصفها
ويا بحرا أنت مثلي تهيجُ أمواجا
لكنك تركدُ إذا شاءتِ الرّياح..
وأنا أهيج وجدانا
ولا أصحُو ولو شئتُ!..
ويا عواصفا لستِ مثلي تهدئي
فأنا لا يهدأ لي بال..
صرعى العشق مجانين
ولستُ بمجنون ولا مُتيم
فلا الحُبّ يُشترى بنفائس الأموال
ولا زرعي يظمأ أبدا فوق أرضي
فكيف للأعمى أن يُبصر القمر؟
دعُوني الآن دعُوني
يكفيني سجني في قفص حياتي
ليلي بأطياف المُنى مُشرق
أكابد فيه لسع صُروف الدّهر
ونهاري بالأوجاع كالدّجى
أستر فيه الجراح عن البشر
وما زلت أطفو فوق بحار الآلام
يُداعبني الموج كأرجوحة
وعندما يشيخ في قلبي الألم
ينفجر كالبركان في صمت ووقار
لكن أعفو وأسامح لكل من دمّرني!
وأطوي كل الصفحات...
وأبدأ من جديد
كـأنها أول خطوة..
أو كأني وُلدت من جديد..
وفي قلبي جبال تغلي من شدة الألم
لكن أكتمه وأبتسم في وجوه البشر
وكلي آمال بغد في كف القدر
*********************
بقلم: محمد معمري