سالم وريوش الحميد:
الأستاذة ريما الخاني
قصة في مقالة .. ومقالة في قصة ، هي ليست حيرة الطفل
بل حيرتنا نحن ،حيرة المثقف العربي ، حيرة الإنسان أإمام هول مايحدث
فواجع ، وموت ودمار وقتل غير مبرر ، والكل على حق في مذهبه ، والغير باطل
والكل يدافع عن الإنسان والقيم وهو قاتل لها .. تتشظى الأوطان ,وتتناثر الجثث في الشوارع باسم العدالة والإنسانية
وباسم الله .. البارحة مزقا انفجار في بغداد أجساد عشرات الباعة المتجولين والمارة وأصحاب المطاعم نساء ورجالا وأطفال
ولكن الذي فجر ذلك يرى أنه يعلي كلمة الله ، وحين تقصف الطائرات الحكومية الأحياء والمدن الآمنة يرون أنهم يحافظون على الأمن والآمان ،عالم متناقض ، أمريكا تفرض عقوبات على إيران لامتلاكها الطاقة النووية حتى وإن كانت لأغراض الطاقة السلمية ، وإسرائيل تمتلك مئات الرؤوس النووية ، إسرائيل تدمر غزة وتقتل الآلاف في لبنان ولا أحد يلومها والمقاتل الفلسطيني إرهابي لأنه يريد تحرير أرضه حتى ولو بالحجارة ، دول الخليج تبعث بملايارات الدولارات لإسقاط الأنظمة الشمولية ، في حين إن ما من أنظمة فاسدة ومتعفنة مثل تلك الأنظمة وهي محتكرة لأموال وخيرات شعوبها مبددة إياها في مشاريع لا تفيد الإنسان العربي بشيء
تدخل كشركات مستثمرة في في إنشاء بروج وناطحات سحاب وملاعب في أوربا في حين أن الكثير من المشاريع الحيوية في الوطن العربي
بحاجة للمال العربي لتهيئة أبسط مستلزمات الحياة من مأكل ومشرب وسكن لائق به كإنسان
الأستاذة ريما
كم أثرت شجوني بهذا النص ،
نحن بحاجة إلى مثل هذه النصوص لتحفيزنا
ماهو بعيد عن تفكير أجيالنا قريب منهم و الذين لابد أن يصحو في يوم من الأيام على هذا الواقع المضطرب
فهم غير بعيدين عنه هم يرونه على شاشات التلفزيون ، وفي الشارع , ويتكلمون عنه فيما بينهم ، يرونه في عيوننا وذلك الحزن الذي يعلو نفوسنا ،
أستاذة ريما مهما حاولنا أن نعتم عليهم فهم على معرفة بصغائر الأمور
لقد قتلت البراءة ، واستبيحت الضحكة .. وانتهك الفرح
ما الذي نفعله وسط هذا الصراع المرير
كي نجنب أطفالنا المأساة ..
مالذي نفعله كي نصنع لأطفالنا السعادة
إنها حيرة مابعدها حيرة
أستاذتي العزيزة
أنا آسف لهذا الإسهاب لكن الدمار مزق بلادنا .. ودمر الجمال
وزرعت الأحقاد في النفوس
وتقرحت القلوب . وأصبح أبن البلد عدوا لأبن بلده
أين أصيلة في مناهل الغمام .. لترى كيف الحب بالأمس كان وكيف اليوم يكون
أتشرق الشمس على ربوعنا من جديد
ليت ذلك يكون .
لقد فرت الدموع من عيني وأنا أكتب
فلك الله أيها العربي
بعد أن مزقوا هويتك المحبة للحياة والإنسان وجملوا لك الموت .. فأصبح الموت قضية
***************