صباح الخير (283) نحن ودائرة الأنا...

[ريمه الخاني]

نحن ودائرة الأنا...
يبدأ الحلم بالأنا...وتنتهي الحياة بالأنا... وبين الأنا و الأنا أنا أخرى....
فأنا مخلص...ووفي.. أنا أعوض من احب النقص الذي يعانيه...فأنا لا أتركه لمن لا يقدر...
فأنا لن أبرح المكان...فقد قمت بكذا وكذا.. وفعلت هذا وذاك.. وسيرتي الذاتية مليئة بالإنجاز...ولن أقدم خدماتي لمن لا يقدر..
ونزهة الأنا ترحل لمكان آخر.. لتقدم الأنا من جديد بأناه الجديدة...
**********
نعم هذا لا يمنع من أننا مخلصون.. ومجدون...وهدفنا نبيل ومثالي...لكن هناك مساحة شاسعة ما بين ان يتحدث عنا بعضهم بالخير وبين أن نتحدث عن أنفسنا...بأنفسنا...
ربما هذه مثالية ما عادت موجوده في عصر الأنانية المبطنة والمسرفة في الظهور بزي الكمال الخرافي...لكنها مازالت تعيش وسطنا وفي حمانا وفي جوارحنا...
إنها شركة اتصالات خاصة فردية تصل جسورها إلى حيث حط النسر وفرخ.. صغارا يأكلون بعضهم...بعضا..
*********
ولعل أول خطوة لخسران المحبين هي هذه الأنا.. فبقدر مهارتك في جمعهم ..تستطيع جعل انصرافهم محزن أيضا...
شتان ما بين شرح تفاصيل تفيد الآخر، كإنجاز عام لإرشاد غيرك لطريقك الموفق فتساعده، وبين التشدق بمديح النفس...بلا ادنى تحرك إيجابي.. أو بدء وتوقف...
يصعب الحديث عن الأنا وهي المنتشرة بقوة في ثنايا شخوصنا المتعبة...
*******
الانا هي الدينامو وهي المحرك الاساسي في حياتنا.. وهي المحطم والمخرب معا...هو حديث الموسم وحكاية العصر...
***********
وبينما تنصت لمن هو أمامك.. تسري عنه وتتفهم ما هو بحاجة له بإيجابية تجعل يمدحك دون ان تطلب...وبينما تحاول لفت الأنظار لتفوقك عليه...
*******
صاحب الأنا يعتبر: العتاب إهانة، والنقد تجريح، والغياب هروب، والصمت تجاهل، إنه ضعيف، إنه متهدم من الداخل.
والإنسان الغيري هو الأقوى، لأن العطاء قوة وثقة بالله، والأنا خوف من المستقبل، والغيري رفقه حلم، وصبره سعة أفق، ونصحه محبة.
إن الأنا أصل الحروب والخراب...مصدر التراجع والانهزام...
وإن موسم الحصاد هو الحكم الذي يجعلك تفهم إن كان محصولك وفيرا حيا مفيدا عاما ومشرع الابواب لينا مرنا ..وبين أن تحظى وحدك به بتفرد ماله نظير وللحكاية بداية ونهاية نحكي تتمتها لاحقا.
د. ريمه الخاني
الخميس

26-2-2015

[حسين علي العنوز]

أعجبني الموضوع أديبة ريمة , وأزيد عليه بهذه الأسطر .

الأنانية على عكس تصور البعض شيء أساسي وغير سيء، وهي تأتي من كلمة "أنا"، لذا من الضروري والطبيعي وجودها في المطلق عند أي إنسان إذ تُساعده على الحفاظ على نفسه من خلال غريزة البقاء كما تُساعده على أن يُطور نفسه ليصبح أفضل في المجتمع الذي يعيش فيه، ما يُساعده على النجاح الشخصي بالحياة.

إذن الأنانية في العموم مُفيدة لكن الأنانية السلبية هي المُضرة حين تصبح مؤذية للغير، فعندما نتحدث عن فرد يحب نفسه هذا شيء جميل وغير خاطئ طالما أنه لا يُزعج مصلحة الآخر.

ومن الضروري أن نُربي أطفالنا على أن تكون لديهم القُدرة على المطالبة بحقوقهم والدفاع عنها، هذا ما يمنحهم القدرة على الحفاظ على ممتلكاتهم. وعلى الآباء تعليم صغارهم حب المشاركة، وتوعيتهم الفارق بين فكرة الامتلاك وعدم المُشاركة.

[مصطفى إنشاصي]

موضوع مهم وجيد د. ريمة
فقد كانت معصية وكبيرة إبليس التي تسببت بلعنه وخروجه من الجنة هي الأنا، قال تعالى: (قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)
وقولكِ: صاحب الأنا يعتبر: العتاب إهانة، والنقد تجريح، والغياب هروب، والصمت تجاهل، إنه ضعيف، إنه متهدم من الداخل. ذلك لأنه مريض بالنرجسية التي تجعله يشعر بالكمال ولا يعرف النقص بسبب غلبة الأنا عليه
اللهم عافينا من الأنا وإن كان الإنسان في الوضع الطبيعي لا يمكنه الاستغناء عن ذكر كلمة أنا وتكون عادية وغير منتقضة، ولكن الأنا المكروهة والمقيتة هي التي يصاحبها أو تأتي في سياق الشعور بالاستعلاء والإعجاب برأي أو النفس أو أي شيء ذاتي
وعن نفسي غالباً أتجنب لفظ كلمة أنا حتى لا أعتادها وأغتر بنفسي أو يظن بي البعض أنني معجب بها وأناني واستعيض عنها بالقول: عن نفسي
تحياتي

[رهام فتوش]

موضوع مهم لمن يريد أن يعرف الأنا والأنانية الحمقاء , وهم الذين يريدون الاستحواذ على كل ما يملكه الآخرون .

. ويقول فرويد في هذا المعنى بكل اختصار وببعض التصرف .....

يمكن تصنيف الأنا بشكل مبسط إلى ثلاثة أصناف وهي:

الأنا الصغري والأنا الوسطى والأنا العليا .

أما الأنا الصغرى : فهي الأنا التي يخالطها الشر , وتتماشى مع هوى الشيطان , وتطلب اللذة دائماً وتتمنى الاستحواذ على كل شيء , من شهوات الطعام والنساء وما تطلبه النفس من حرية بلا رادع أخلاقي , ويمثلها قليل من البشر .

وأما الأنا الوسطي , فهي تتوسط بين الأنا الصغرى والأنا العليا , وتتمثل بإخلاق اجتماعية معتدلة , وتعتبر النقيض للأنا الصغرى التي تمثل الشر , بينما الأنا الوسطى فإنها تلتزم بالدين والشرع وقوانين المجتمع الأخلاقي ,

وأما الأنا العليا :

فهي تنشد الحرية بأن تتحرر من غرائزها ومن الأعمال الشيطانية , لتسموا عالياً في عالم المثل والمبادئ والأخلاق والقيم السامية .

ويمثلها الغالبية العظمى من البشر .

أشكر الأخت ريمه الخاني التي أثارت هذا الموضوع , وأشكر كل من ساهم في إثرائه , والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور , أي أن الله هو الذي يكشف أسرار عباده إن كانوا يتعاملون بالحسد أو بالأنا , وشكراً لكم جميعاً .

[المتفائل]

أولا وقبل كل شيء سرني رمز الدال قبل الأسم

وتستاهلين التقدير

أعجبني الموضوع وروعة الطرح ففي تجديد وتناوله من زاوية مهمة

وأعجبتني عبارة "هناك مساحة شاسعة ما بين ان يتحدث عنا بعضهم بالخير وبين أن نتحدث عن أنفسنا...بأنفسنا..."

ذكرت إشارات جديرة بأن يلتفت لها ويحرص عليها من اراد النجاة من فخ الأنا

موضوع موفق وطرح جيد

سلمتِ لنا دوما

[ريمه الخاني]

نعم كلام صحيح أستاذ حسين لمن يسمه بنية حسنة..
نعم أستاذ مصطفى وإضافة هامة ,لك التحية والتقدير.
أستاذة رهام مازلنا نعاني من الأنا وهي ام الشر.شكرا لك.


نعم هذا صحيح,ويعجبني اسقاطك دوما.لك النحية والاحترام أستاذ متفائل.

[ريمه الخاني]

شكرا لكم جميعا فإضافاتكم تهمني جدا، وسترد في الكتاب باذن الله ، مع التقدير.

[سعد عطية الساعدي]

تحياتي د ريمة. ، الموضوع دقيق والاراء فيه دقيقة تختلف هنا وتتفق هناك لصعوبة التحديد الصائب مادام هو متعلقا بالنفس الادمية
والتي لا يمكن الغاء الانا بدعوى الكمال الروحي. والسمو الاخلاقي هذا لا يكون والقول فيه يجافي الحقيقة الدفينة في الانا من من الناس يكره نفسه هذا محال لا اطيل فالموضوع دقيق ومهم وشيق والكلام فيه كثير ولكن كل من خرج او زاد عن المعقول والطبيعي هو منبوذ بما فيه الانا الزائدة وهي النرجسية والغرور والتكبر والتعالي على الناس وهذه ليست انا بل مرض نفسي خطير منبوذ

[ريمه الخاني]

هناك الأنا الإيجابية والسلبية، هنا الفكرة وهنا مربط الفرس في معرفة هوية صاحبها.